حكم لمس المصحف الشريف دون الطهارة من الوضوء

يُثير موضوع حكم مس المصحف بدون وضوء أو طهارة تساؤلات لدى العديد من الأفراد، حيث يلجأ البعض إلى لمس المصحف في حالات السفر وعدم توفر الطهارة.

القرآن الكريم يُعتبر الكتاب المقدس لدى المسلمين، وقد أنزل الله تعالى كتباً سماوية للديانات الثلاث، مثل الإنجيل الذي نزل للمسيحيين والتوراة التي أُنزِلت لليهود، وفي النهاية جاء القرآن الكريم ليكون خاتمة الرسالات السماوية برفقة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

تعريف المصحف

المصحف هو المصطلح البديل للقرآن الكريم، وقد أُطلق عليه هذا الاسم من قِبل الرسول الكريم والخلفاء الراشدين. وتعود أًصل كلمة المصحف إلى اللغة الحبشية.

تأتي كلمة القرآن من الفعل “قرأ”، حيث قال “أبو عبيدة” رحمه الله إن القرآن سُمّيَ بهذا الاسم لأنه يجمع بين السور ويضمها، كما ورد في قوله تعالى: “إن علينا جمعه وقرآنه”، مما يدل على ضرورة الضم والقراءة.

حكم مس المصحف بدون وضوء

  • يقول الله عز وجل في القرآن: “إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون”
  • يجمع الأئمة الأربعة وعلماء الأمة على عدم جواز مس المصحف بدون وضوء أو طهارة.
  • وفي حديث عن عمرو بن حزم رضي الله عنه، ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا يمس القرآن إلا طاهر”.
  • بذلك، فإن الحكم الشرعي لمس المصحف بدون وضوء هو عدم الجواز.
  • ومع ذلك، يمكن لمس المصحف بوساطة حجاب أو لفافة لنقله في حال عدم التوفر على الطهارة.

حكم قراءة القرآن الكريم بدون وضوء

  • يجوز قراءة القرآن الكريم بدون وضوء أو طهارة.
  • بإمكان المرأة الحائض قراءة ما يتيسر لها من القرآن.
  • يمكن أيضاً قراءة القرآن من الهاتف أو بالترديد مع شخص يقرأ.
  • ومع ذلك، لا يمكن مس المصحف أو القرآن الكريم دون وضوء.
  • أما الأفراد في حالة الجنابة، فلا يُستحب لهم قراءة القرآن.
  • عن علي رضي الله عنه، قال: “خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغائط وقرأ شيئاً من القرآن، وقال: هذا لمن ليس بجنب، أما الجنب فلا ولا آية”.

حكم قراءة القرآن ومس المصحف للحائض

  • اتفقت آراء العلماء والفقهاء والأئمة الأربعة على عدم جواز مس المصحف للحائض إلا بعد الطهارة.
  • لسهولة قراءة القرآن أثناء الحيض، يوجد رأيان متباينان بين الفقهاء.
  • يرى بعضهم جواز قراءة القرآن على الحائض والنفاس دون مس المصحف، على يد دليلهما بأن الحائض ليست بجنب.
  • بينما يرى آخرون أنه لا يجوز قراءة القرآن للنفاس والحائض لأنه يُعتبر جنابة.
  • لكن الرأي الأقرب إلى الصواب هو جواز قراءة القرآن الكريم للحائض والنفاس دون الحاجة لملامسة المصحف.
  • حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة في أثناء الحيض: “افعلي ما يفعل الحاج يا عائشة غير أن تطوفي بالبيت حتى تطهري”.
  • وهذا يدل على الترخيص بقراءة القرآن، حيث أن الحجاج يتلو القرآن الكريم، وكذلك الحال بالنسبة للنفاس.
  • قال رسول الله لأسماء بنت عميس في فترة النفاس أن تقرأ القرآن دون لمس المصحف.
  • أما الحديث الذي يُشدد على “لا تقرأ الحائض ولا الجنب شيئاً من القرآن الكريم” فهو ضعيف.

آراء الأئمة الأربعة حول مس المصحف دون وضوء

يُعتبر مس المصحف دون طهارة غير جائز. حيث أنه لا يُسمح للجنب أو الحائض أو النفساء بمس القرآن الكريم. ونستعرض آراء الأئمة الأربعة في هذا الشأن:

المذهب الحنفي

  • يرى المذهب الحنفي أنه لا يجوز لمس المصحف سواءً جزء منه أو كُله.
  • كما يعتبر أنه لا يجوز مس شيء مكتوب عليه قرآن كريم، سواءً كانت نقود أو أوراق.
  • ويستثني مس كتب التفسير في حالة وجود تفسير أكثر من القرآن.
  • لا يمكن لمس أي شيء مكتوب عليه، حتى آية واحدة من القرآن، إلا باستخدام قلم أو عصا.

المذهب المالكي والشافعي

  • لا يُجاز كل من المذهبين لمس المصحف بدون طهارة أو وضوء.
  • ويُحرّم ملامسة المصحف باستخدام ورقة أو قطعة من القماش أو أي مادة أخرى.
  • لم يحرّموا على الحائض والنفساء لمس المصحف من أجل العلم.
  • لكنهم يمنعون لمس المصحف لأن المرأة أو الرجل الجنب.

المذهب الحنبلي

  • يحظر ملامسة المصحف دون وجود طهارة أو وضوء.
  • يجيز لمس النقود التي تحتوي على قرآن أو كتب التفسير أو غيرها، على خلاف المذهب الحنفي.
  • كما أنهم يُجيزون التيمم عند عدم وجود الماء والرغبة في مس المصحف.
Scroll to Top