حكم خروج المذي نتيجة للشهوة والتفكير

يجب على المسلم والمسلمة فهم الأحكام المرتبطة بالطهارة، سواء كانت عن طريق الغسل أو الوضوء. ومن المسائل التي أثارت انتباه العديد من المسلمين وتحتاج إلى توضيح هي مسألة خروج المذي مع الشهوة والتفكير.

حكم خروج المذي بشهوة وتفكير

  • لا يُلزم المسلم بالغسل عند نزول المذي، بينما يُشترط عليه الوضوء، كما أوضح الإمام ابن باز في فتواه المتعلقة بخروج المذي بشهوة.
  • إذا خرج المذي من المسلم ورغب في الصلاة أو الطواف حول الكعبة أو مس المصحف، فإن عليه غسل الذكر أولاً ثم القيام بالوضوء.
  • الاستناد إلى ذلك هو الحديث الذي رواه علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – حيث قال: “كنت رجلاً مذاءً فاستحييت أن أسأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأمرت المقداد بن الأسود أن يسأله، فقال: فيه الوضوء”.
  • بناءً على هذا الحديث، فإن حكم نزول المذي سواء كان بشهوة أو بدونها هو الوضوء، والله أعلم.

ونقترح لك قراءة مقالنا حول:

الفرق بين المذي والمني والودي

  • المني للرجل هو سائل أبيض غليظ، وللمرأة هو سائل أصفر رقيق يخرج بشهوة وبشكل تدفق، ويعقبه فتور في الشهوة.
  • وقد اتفق الفقهاء على طهارة سائل المني، ويكفي إزالته من الثوب، والدليل على ذلك حديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – “كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه”.
  • عند خروج المني، سواء بالجماع أو الاحتلام أو غير ذلك، يتعين على المسلم الاغتسال.
  • وحدد العلماء طريقة غسل الجنابة كما فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – فعن عائشة – رضي الله عنها – “قالت:
    • كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا اغتسل من الجنابة يبدأ بغسل يديه.
    • ثم يفرغ بيمينه على شماله، فيغسل فرجته، ثم يتوضأ، ثم يأخذ الماء ويدخل أصابعه في أصول شعره.
    • ثم يُحفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم يفيد الماء على سائر جسده، ثم يغسل قدميه.”
  • أما المذي فهو سائل أبيض لزج يخرج عند التفكير في الجماع، وقد لا يعقبه فتور في الشهوة، ويخرج من الرجل والمرأة، ولكنه غالبًا ما يكون أكثر عند النساء.
  • أما الودي، فهو أيضاً سائل أبيض رقيق يخرج من المرأة عند حملها شيء ثقيل.
    • أما الأحكام المتعلقة به فهي مشابهة للمذي وتستوجب الوضوء، وليس على المرأة تغيير ملابسها.

ولا تتردد في زيارة مقالنا حول:

حكم نزول المذي بشهوة: هل يستوجب الغسل؟

  • أجمع علماء الأمة على أن خروج المذي، سواءً حدث بشهوة أو بدونها، لا يستوجب الغسل بل يكفي الوضوء.
    • كما اعتبر العلماء أن المذي يُعد نجساً وغير طاهر.
  • إذا أصاب المذي البدن، يجب تطهير المكان الذي أصابه، حتى يضمن المسلم زوال النجاسة عن بدنه.
  • في حالة إصابة الملابس بالمذي، أوصى الإسلام المسلم بغسل المكان الذي أصابه فقط، باستخدام كف من الماء.
    • وهذا للتخفيف عن المسلمين، لذا ليس من الضروري غسل الثوب بالكامل.
  • الدليل على ذلك حديث سهل بن حنيف عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
    • ” كنت ألقى من المذي مشقة، وكنت أكثر من الغسل، فسألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن ذلك، فقال:
    • إنما يكفيك من ذلك الوضوء، قلت: يا رسول الله، ماذا إذا أصاب ثوبي؟ فقال:
    • يكفيك أن تأخذ كفًا من الماء وتُنضح به من ثوبك حيث ترى أنه أصابه.” والله أعلم.
  • وإذا خرج المذي أثناء الصلاة، يجب على المسلم أن يُتم صلاته.
    • كما جاء عن المغيرة بن عبد الرحمن “قال: كان يخرج مني المذي، وربما توضأت مرتين أو ثلاث، فجئت القاسم بن محمد فقال:
    • إنما ذلك من الشيطان، فاتركه، فشغلت بالي عنه فانقطع عني”.
  • ما رواه يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب “أنه سمع رجلًا يسأله، فقال: إني لأجد البلل وأنا أصلي، هل أنصرف؟ فقال له سعيد: لو سال على فخذي ما انصرفت حتى أقضي صلاتي”.

حكم إخراج المذي عمدًا

تعريف المذي في الاصطلاح هو ماء رقيق أبيض لزج يخرج عند التفكير في الجماع أو الملاعبة أو النظر إلى ما يثير الشهوة، ويمكن أن يخرج دون أن يشعر الشخص بذلك.

أما حكم إخراج المذي فله حالتان:

  • الحالة الأولى: إذا غلبت الشهوة على الإنسان.
    • فخروجه دون عمد يُعد شيئًا لا إثم فيه، ولا حرج عليه.
  • أما الحالة الثانية: إذا خرج المذي بسبب تخيلات جنسية مع نساء أجنبيات، مع تعمد هذا التفكير، فإنه يأثم في هذه الحالة.
  • إذا كان الشخص قد تعمد التفكير في التخيلات الجنسية ولم يخرج منه المذي، فلا يجب عليه الوضوء، ولكنه يكون آثمًا وعليه الاستغفار وينبغي أن يتجنب ذلك.

خروج المذي في رمضان

  • أجمع أهل العلم على أن خروج المذي في رمضان لا يبطل الصيام، وقد أكد الإمام ابن باز على هذا القول.
    • ” خروج المذي لا يبطل الصيام في أصح أقوال العلماء”.
  • مهما كان سبب الخروج، سواء كان عن طريق أثارة الشهوة مثل تقبيل الزوجة أو غير ذلك.
    • ومع ذلك، لا يجوز للمسلم مشاهدة الأفلام المحرمة أو الاستماع إلى ما يثير شهوته، والله أعلم.

يمكنك التعرف على:

حكم خروج المذي بدون سبب

  • خروج المذي، سواء كان بسبب أو بدون سبب، يؤدي إلى وجوب تنظيف البدن والثياب، بالإضافة إلى الوضوء حتى تُقبل الصلاة.
  • قال علي رضي الله عنه: كنت رجلًا مذاءً، فكنت أستحيي أن أسأل النبي عليه الصلاة والسلام لكونه ابنته، فأمرت المقداد أن يسأله، فقال: (يغسل ذكره ويتوضأ).

كيفية التطهر من المذي

لا يحتاج المذي إلى غسل كامل كما هو الحال مع المني، بل يكفي غسل الذكر وتنظيف الملابس من آثار المذي. بينما في حالة خروج المني، لابد من الاغتسال الكامل حتى يتسنى للمسلم أداء الصلوات المفروضة.

أيضًا، يجب ملاحظة أن المذي ينقض الوضوء، لذا من الضروري القيام بالوضوء بعد تطهير المذي لأداء الصلوات.

حكم تأخير الاغتسال من الجنابة

تأخير الاغتسال من الجنابة لا يُعتبر محرمًا، شرط عدم تأخير صلاة الفريضة. ولكن إذا وجبت الصلاة ونوى الجنب تأخير الاغتسال، فإنه يكون آثمًا، لأن الله تعالى قال في كتابه الكريم “إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”.

Scroll to Top