تضخم الكبد الدهني
يُعرف تضخم الكبد (Hepatomegaly) بكونه زيادة في حجم الكبد إلى مستوى يتجاوز حجمه الطبيعي، حيث يبلغ طول الكبد الطبيعي عند البالغين تقريبًا 14 سم، مع وجود اختلاف بسيط بحسب الجنس أو حجم الجسم. على الرغم من أن تضخم الكبد يمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الحالات الطبية، إلا أن من أبرز الأسباب يعود إلى مرض الكبد الدهني (Fatty liver disease) بنوعيه: الكحولي (Alcoholic fatty liver disease) وغير الكحولي (Non-alcoholic fatty liver disease). يتميز مرض الكبد الدهني بتراكم الدهون في خلايا الكبد بنسب تفوق المعدل الطبيعي، وهذا يمكن أن يحدث إما نتيجة عجز الجسم عن معالجة الدهون بسرعة كافية، أو بسبب إفراز الجسم لكميات كبيرة منها، مما يؤدي إلى تخزين الدهون الزائدة في الكبد.
الأعراض المرتبطة بتضخم الكبد الدهني
غالبًا ما لا تظهر أعراض على الأشخاص المصابين بمرض الكبد الدهني الذي يسبب تضخم الكبد. ومع ظهور الأعراض، فإنها تميل لأن تكون غير محددة، مثل الإعياء أو الشعور بالانزعاج في الجانب الأيمن من البطن. ولكن قد تشير أيضًا مظاهر الانزعاج في البطن إلى حدوث تضخم ملحوظ في الكبد. وفيما يلي بعض الأعراض المحتملة:
- الشعور بالشبع بسرعة بعد تناول الطعام.
- الإحساس بالامتلاء في منطقة البطن، مما قد يدل على تضخم ملحوظ في الكبد.
- ظهور أعراض قد تشير عادةً إلى مراحل متقدمة من المرض، ومنها:
- اليرقان (Jaundice)، والذي يظهر على شكل اصفرار في بياض العينين والجلد.
- الحمى.
- تورم الساقين.
- ألم في منطقة البطن مع تورم محتمل.
- النزيف.
- ظهور الكدمات.
درجات تضخم الكبد الدهني
تحديد درجة تضخم الكبد يعتمد على نسبة الدهون التي تتواجد في خلايا الكبد مقارنة بوزنه الإجمالي، ويتم تصنيف تضخم الكبد إلى أربع درجات كما يلي:
- الدرجة صفر (Grade 0): حيث تشكل الدهون نسبة تتراوح بين 0-5% من الوزن الكلي للكبد، وتعتبر هذه الدرجة صحية.
- الدرجة الأولى (Grade 1) أو الطفيفة: الدهون تمثل نسبة تتراوح بين 5-33% من الوزن الكلي.
- الدرجة الثانية (Grade 2) أو المتوسطة: الدهون تمثل نسبة تتراوح بين 34-66% من الوزن الكلي.
- الدرجة الثالثة (Grade 3) أو الشديدة: الدهون تمثل أكثر من 66% من الوزن الكلي.
الأسباب وعوامل الخطر
يؤدي الكبد وظيفة رئيسية في تنقية الدم من المواد السامة، ويتعرض لتلف نتيجة مجموعة من العوامل التي قد تقلل من كفاءته، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في خلاياه. يتفاقم هذا التلف مع الوقت وقد يتسبب في التهاب الكبد (Hepatitis) وتكون الندبات المعروفة باسم تليف الكبد (Liver fibrosis). وفيما يلي بعض الأسباب وعوامل الخطر المحتملة للإصابة بمرض الكبد الدهني:
- العوامل المرتبطة بنمط الحياة: مثل الإفراط في استهلاك الكحول، وزيادة الوزن، ونظام غذائي غني بالدهون والسكريات، وقلة النشاط البدني.
- الإفراط في استخدام بعض الأدوية، بما في ذلك الأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهاب (NSAIDs) مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen) والأسبرين (Aspirin).
- الإصابة بالمتلازمة الأيضية (Metabolic syndrome)؛ وهي مجموعة من الاضطرابات تشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات السكر والكوليسترول والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى تراكم الدهون حول الخصر.
- معاناة من انقطاع النفس الانسدادي النومي (Obstructive sleep apnea) الذي يحدث نتيجة انسداد مجرى الهواء أثناء النوم.
- تناول بعض الأدوية التي تصرف بوصفة طبية مثل ديلتيازيم (Diltiazem) وتاموكسيفين (Tamoxifen) وأميودارون (Amiodarone) والستيرويدات (Steroids).
- عوامل خطر أخرى تتضمن:
- فترة انقطاع الطمث لدى النساء.
- الانتماء لأصول آسيوية أو إسبانية.
التشخيص
يبدأ الطبيب بكشف التاريخ المرضي للمريض ويفحص البدن عن طريق لمس أو النقر على منطقة البطن لتحديد حجم الكبد وحالته. بعد ذلك، قد يوصي بإجراء مجموعة من الفحوصات، مثل:
- تحليل الدم: حيث يتم إجراء تحاليل لوظائف الكبد لاستبعاد أمراض أخرى.
- الاختبارات التصويرية: مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound)، التصوير المقطعي (CT)، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتأكيد التشخيص واستبعاد الأسباب الأخرى.
- خزعة الكبد (Liver biopsy): تُعتبر الطريقة الوحيدة لتأكيد الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي عن طريق أخذ عينة من أنسجة الكبد وتحليلها تحت المجهر.
العلاج
يعتمد علاج تضخم الكبد بشكل أساسي على معالجة المشكلة الصحية المسببة له. إذا كان الأمر يتعلق بمرض الكبد الدهني، فإن خيارات العلاج تختلف باختلاف نوعه، سواء كان كحولياً أو غير كحولي:
- مرض الكبد الدهني الكحولي: يعتمد العلاج على الإقلاع عن استهلاك الكحول، ومن الإجراءات المساعدة في ذلك، نجد:
- الخضوع لبرامج إزالة سمية الكحول بمجموعة دعم.
- علاج الاضطرابات النفسية إن وُجدت.
- الاستعانة بالعلاج السلوكي مثل العلاج السلوكي المعرفي.
- الانضمام إلى جلسات علاجية مشتركة تدعم التعافي.
- مرض الكبد الدهني غير الكحولي: تشمل الطرق العلاجية تعديل النظام الغذائي، والسيطرة على مستويات السكر، ومعالجة الحالات المسببة مثل السكري. قد يقترح الطبيب إيقاف بعض الأدوية المشتبه في تسببها، مع ضرورة التشاور قبل القيام بذلك حيث قد يتطلب الأمر التوقف التدريجي عنها.