تاريخ الحضارة الفينيقية في الجزائر

تاريخ الفينيقيين في الجزائر

تأسست مدينة الجزائر، المعروفة قديمًا بإكوسيم، على يد الفينيقيين في حوالي القرن السادس قبل الميلاد. وقام عدد قليل من المؤرخين بإرجاع تسميتها إلى العشرين من حاشية الملك هرقل، في حين أن بعضهم الآخر يعتقد أن الاسم يعود إلى “جزيرة النورس”، وذلك عندما جعل الفينيقيون منها ميناءً تجاريًا مهمًا.

قامت الحضارة الفينيقية بإنشاء عدد من المدن على سواحل البحر الأبيض المتوسط، ولا تزال بعض آثار هذه الحضارة قائمة حتى يومنا هذا. اعتبر الفينيقيون الجزائر وتونس بمثابة مراكز تجارية هامة تربطهم بقارة أفريقيا. وبمجرد تأسيسهم لقرطاج وتثبيت أقدامهم في شمال القارة الأفريقية، قاموا بإنشاء مدن وحضارات ازدهرت، وما زالت آثار تلك الحضارة موجودة حتى الآن.

واصل الفينيقيون تعزيز نفوذهم في العديد من المناطق في الجزائر، حيث كتب القديس أوغستين في القرن الخامس الميلادي عن سكان عنابة والمناطق المجاورة، مشيرًا إلى أنهم يدعون أنهم من أصل فينيقي من بلاد كنعان.

مرت أكثر من سبعة قرون على احتلال وسقوط قرطاج بيد الرومان، مما يدل على أن الفينيقيين قد تركوا أثرًا قويًا في العديد من أجزاء شمال أفريقيا حتى بعد انهيار دولتهم في قرطاج.

أشهر المدن التي أنشأها الفينيقيون

قام الفينيقيون بتأسيس مجموعة من المدن الشهيرة، من أبرزها: إكوزيم، وهو الاسم الفينيقي القديم لمدينة الجزائر، والذي يعني جزيرة النورس، وروسكياد، والتي تُعرف اليوم بسكيكدة، وإيول، التي تُعرف الآن بشرشال. كما تشمل الأسماء القديمة الأخرى: قيرطا أو قيرتا، الاسم الفينيقي الأصلي لقسنطينة، والذي سيطر عليه الرومان بعد أن أطلقوا عليه اسم سيرتا، بسبب عدم وجود حرف القاف في اللغة اللاتينية.

تشمل باقي المدن: كولو وهي القل، وهيبوريجوس وهي عنابة، وإجيلجلي وهي جيجل، وسالداي وهي بجاية، وروس كورو وهي تاكسيبت، وثيفيستا وهي تبسة، وروس قونية وهي برج البحري، وكرطناي وهي تنس، ورشقوان وهي شمال تلمسان.

مظاهر الحضارة عند الفينيقيين

يعتبر الفينيقيون رمزًا من رموز البحارة العظماء في العالم القديم، حيث كانت رحلاتهم تنظم عبر العديد من البلدان. وقد أُطلق عليهم هذا الاسم بناءً على مصطلح يوناني قديم يعني “الأرض الأرجوانية”. ومن أبرز مظاهر حضارتهم:

مظاهر الحضارة في اللغة

تعتبر لغة الفينيقيين واحدة من أولى اللغات المعروفة بالشكل المنظم والدقيق. وقد استمدت حروفهم من أبجدية تصويرية سامية قديمة، تم تحسينها وتطويرها في المناطق الجنوبية من بلاد الشام على مر القرون.

مظاهر الحضارة في الفن

تأثر الفن الفينيقي بما ورثوه من الحضارات الأخرى مثل اليونانية والآشورية والمصرية. مما أكسبهم خبرة كبيرة في مجالات الفن، حيث قاموا بدمج أساليبهم الفنية الخاصة بنمط متنوع مستوحى من مختلف الحضارات.

مظاهر الحضارة في التجارة

اشتهر الفينيقيون بتجارتهم، حيث كانوا من بين أفضل التجار في عصرهم، وكانت تجارتهم عنصراً أساسياً في ازدهار حضارتهم. وكانوا يمارسون التجارة بشكل رئيسي مع الإغريق في مجالات المراهم، والخشب، والمسحوق الأرجواني، والزجاج.

كانت صبغة المسحوق الأرجوانية تُستخدم بشكل شائع من قبل الإغريق لتلوين ملابسهم، ومع اتساع نطاق الاستعمار والتجارة في البحر الأبيض المتوسط، تمكن الفينيقيون من السيطرة على الساحل الجنوبي بعد الإبحار فيها.

Scroll to Top