ما هو التنمر العاطفي؟
التنمر العاطفي هو أسلوب يستخدمه شخص ما للسيطرة على آخر، من خلال استغلال العواطف لتوجيه النقد، الإحراج، أو حتى إلحاق العار، إضافة إلى لوم أو التلاعب بالشخص المعني. بوجه عام، تكون العلاقة ضارة عاطفياً عندما يتكرر استخدام كلمات مسيئة وسلوكيات تنمر مختلفة، مما يقلل من تقدير الشخص لذاته.
تزداد خطورة الإساءة العاطفية، حيث إنه في حين أن هذه الظاهرة تبرز بشكل واضح في العلاقات الرومانسية والعائلية، إلا أنها يمكن أن تحدث أيضًا بين الأصحاب أو الزملاء في العمل. يعتبر التنمر العاطفي من أصعب الأشكال التي يمكن التعرف عليها وتمييزها؛ لأنه قد يظهر في شكل خفي أو صريح، لكن في كلتا الحالتين، يؤدي إلى تآكل احترام الضحية لذاتها ويجعلها تشكك في تصوراتها وواقعها.
أنواع التنمر العاطفي
تتضمن أساليب المتنمرين عاطفياً عدة طرق شائعة، نذكر منها:
الاستبعاد الاجتماعي
يتجه العديد من المتنمرين عاطفياً إلى محاولة استبعاد ضحاياهم من دائرة الأصدقاء والعائلة، عبر تنفير الآخرين وإثارة مخاوفهم من التفاعل مع الضحية.
نشر الشائعات والقيل والقال
يلجأ المتنمرون إلى إلقاء الضوء على تفاصيل خاصة أو أسرار محرجة عن ضحاياهم بهدف إهانتهم. في بعض الأحيان، يمكن أن يختلقوا قصصاً مضللة تتعلق بالضحية وينشرونها كحقائق لتشويه سمعتها.
الطعنة من الخلف والخيانة
يستغل المتنمرون الفرص للحديث عن ضحاياهم بصورة سلبية، وكثيرًا ما يتحدثون عنهم بسوء سواء أمام الأصدقاء أو غيرهم، من أجل تقليل من شأنهم.
الإهانات اللفظية
تتضمن الإساءة اللفظية العديد من أشكال التنمر العاطفي، حيث يقوم المتنمر بتوجيه كلام جارح أو تعليقات سلبية أو حتى إطلاق ألقاب مسيئة وضربات لفظية مباشرة للضحية.
التهديد
يستخدم المتنمر التهديد لإجبار الضحية على القيام بأمور ضد إرادتها، مستعملًا أسلوب الإكراه والتخويف لفرض سيطرته.
الآثار المترتبة على التنمر العاطفي
رغم أن البعض قد يعتبر التنمر العاطفي سلوكاً طفولياً يمكن تجاهله، إلا أن الأبحاث توضح أن له تأثيرات دائمة وسلبية على الضحايا. كذلك، قد يصبح الأفراد الذين عانوا من هذا النوع من التنمر أكثر عرضة للتحول إلى متنمرين عاطفيين في المستقبل كنتيجة لتجاربهم السابقة.
يمكن أن يؤدي التنمر العاطفي إلى آثار ضارة على الصحة العقلية، حيث يعاني الضحايا غالبًا من مشاعر الخجل، الذنب، والإحراج. تشمل تداعيات التنمر العاطفي ما يلي:
- الاكتئاب
- انخفاض تقدير الذات
- الخجل
- ضعف الأداء الأكاديمي أو المهني
- العزلة
- التفكير أو محاولة الانتحار
- من الممكن أن يؤدي التنمر العاطفي أيضًا إلى ظهور علامات “متلازمة ستوكهولم” لدى الضحية، مما يجعلها تتعاطف بشكل مفرط مع المتنمر وتدافع عن سلوكه أمام الآخرين.