التاريخ الحديث لتركيا
شهدت تركيا في عام 1335 ميلادي ظهور بعض الإمارات المحلية الصغيرة بعد انهيار حكم هولاكو، الذي جثم على أراضيها، وتعرضت أجزاء كبيرة من الأناضول لسيطرة البيزنطيين. ومن بين هذه الإمارات، بدأت واحدة في شمال غرب الأناضول توسيع نفوذها في أوائل القرن الرابع عشر. كان العثمانيون يسعون للسيطرة على الأناضول، تراقيا، البلقان، الشرق الأوسط، ومناطق من شمال إفريقيا، انطلاقاً من مدينة بورصة. في فترة لاحقة، تمكنت الإمبراطورية العثمانية من الاستيلاء على العاصمة البيزنطية القسطنطينية، وبلغت أوجها في القرن السادس عشر تحت حكم سليمان القانوني، الذي عمل على فرض التسامح الديني للمسيحيين واليهود داخل إمبراطوريته.
مع مطلع القرن الثامن عشر، بدأ العثمانيون يفقدون السيطرة على الأطراف الخارجية للإمبراطورية، مما جعل الدولة تُعرف باسم “رجل أوروبا المريض”، وذلك نتيجة ضعف السلاطين وتفشي الفساد. بحلول عام 1913، انفصلت العديد من الدول مثل اليونان والبلقان والجزائر وليبيا وتونس عن الإمبراطورية العثمانية. في خضم ذلك، قررت تركيا محاربة قوى المركز، المتمثلة في ألمانيا والنمسا والمجر، عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى على طول حدود الإمبراطورية العثمانية. بعد هزيمة القوى المركزية في الحرب، تفككت الإمبراطورية العثمانية، وأصبح معظم الأراضي التركية غير العرقية مستقلة. غير أن قائد تركي يدعى مصطفى كمال تمكن من إحياء القومية التركية وطرد القوات المحتلة.
تأسيس جمهورية تركيا
في 1 نوفمبر 1922، تم إلغاء السلطة العثمانية رسمياً، ليفتتح ذلك الباب أمام إعلان جمهورية تركيا في 29 أكتوبر 1923، حيث أصبحت أنقرة عاصمتها. وانتخب مصطفى كمال كأول رئيس للجمهورية العلمانية الجديدة. انضمت تركيا في عام 1945 إلى ميثاق الأمم المتحدة، وتعززت علاقاتها مع القوى الغربية، حيث انضمت إلى حلف شمال الأطلنطي في عام 1952. على الرغم من حدوث عدة انقلابات عسكرية في 1960 و1971 و1980 و1997، إلا أن تركيا الآن تعيش في فترة من السلام النسبي.
التاريخ القديم لتركيا
تأسست تركيا منذ القدم، وتعتبر شعوب الأناضول الأوائل، الذين يعتقد أن لغتهم هي أصل اللغات الهندية الأوروبية، من أقدم سكان هذه الأرض. شمل أولئك السكان الحثيين المعروفين من النصوص القديمة، والحوريين، بالإضافة إلى الفريجيين والتراقيين. في عام 1200 قبل الميلاد، بدأت هجرة اليونانيين إلى الأناضول، حيث أسسوا مستعمراتهم في مدينة بيزنطة. ثم غزا الفرس المنطقة حوالي 550 قبل الميلاد، لتصبح جزءاً من الإمبراطورية الأخمينية في القرون اللاحقة. قاد الإسكندر الأكبر جيشه إلى الأناضول في عام 336 قبل الميلاد لطرد الفرس، وبعد وفاته، أصبحت المنطقة جزءاً من الجمهورية الرومانية. بعد ذلك، انتقل قسطنطين عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى بيزنطة، وأعيدت تسميتها إلى روما الجديدة، لكن عرفت فيما بعد بالقسطنطينية، التي تعرف اليوم بإسطنبول. وعندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية، أصبحت المدينة عاصمة الإمبراطورية البيزنطية.
جغرافيا تركيا
تتميز تركيا بموقعها الجغرافي الفريد، حيث يمتد جزء منها في قارة آسيا وجزء آخر في قارة أوروبا، مما جعلها حلقة وصل بين القارتين على مر العصور. تُعتبر تركيا نقطة تقاطع مهمة بين البلقان والقوقاز والشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. تعد تركيا من أكبر الدول من حيث المساحة والسكان، حيث تقع معظم أراضيها في آسيا، وتتضمن شبه جزيرة الأناضول المستطيلة، بالإضافة إلى مناطق جبلية تُعرف أحياناً بالمرتفعات الأرمنية في الشرق، بينما تمتد بعض الأجزاء الأخرى في أقصى الجنوب الشرقي من أوروبا.