تاريخ تغيير اتجاه القبلة في الإسلام

تاريخ تغيير القبلة

أشار العلماء إلى أن تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة المشرّفة وقع في منتصف شهر رجب من السنة الثانية للهجرة النبوية المباركة.

تحويل القبلة

استمر النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بالصلاة نحو بيت المقدس لمدة ستة عشر شهراً، امتثالاً لإرادة الله تعالى، على الرغم من رغبته في توجيه صلاته نحو الكعبة المشرّفة. فعلى الكعبة تُعَدّ قبلة النبي إبراهيم عليه السلام، وهو الأحق بها. لذلك، كان النبي عند صلاته يتجه نحو الشمال، مقدماً الكعبة أمامه. وبعد هجرته إلى المدينة، كان ينتظر وحي الله تعالى ليتحول في صلاته نحو الكعبة. وقد جاء الوحي له بقوله: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهَكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ).

الحكمة من تغيير القبلة

قدّر الله -تعالى- أن تكون قبلة المسلمين في البداية هي البيت المقدس، ثم انتقلت إلى الكعبة المشرّفة لعدة أسباب وحكم، من أبرزها:

  • ابتلاء واختبار للجميع، سواء المسلمين أو اليهود أو المشركين والمنافقين. فقد تبين أن المسلمين كانوا ملتزمين بأمر الله تعالى، متبعين هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم-. بينما فرح المشركون بتغيير القبلة واعتقدوا أن النبي قد يعود إلى دينهم كما عاد إلى قبلتهم. أما اليهود، فلم يعجبهم تجديد القبلة، وكانت لديهم الآراء السلبية حول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، معتبرين أنه لو كان نبيّاً حقاً، لبقي متجهاً نحو بيت المقدس. أما المنافقون، فقد ترددوا في موقفهم، حيث اعتقدوا أنه إذا كانت القبلة الجديدة صحيحة، فإن القبلة القديمة كانت باطلة، والعكس أيضاً صحيح.
  • تمييز المسلمين عن غيرهم، من خلال تحديد مكان خاص يتجه إليه المسلمون في عبادتهم وصلواتهم.
  • التأكيد على نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام، حيث أنزل الله -تعالى- آيات على نبيّه تشير إلى أحداث ستحدث في المستقبل، مثل ردود فعل اليهود عند تحويل القبلة.
Scroll to Top