تشخيص مرض التهاب الكبد الفيروسي

تشخيص التهاب الكبد الوبائي

تتداخل الأعراض المرتبطة بأنواع التهاب الكبد الوبائي المختلفة، مما يتطلب من الأطباء إجراء اختبارات مخبرية دقيقة لتحديد نوع العدوى التي يعاني منها المريض. نستعرض فيما يلي طرق تشخيص التهاب الكبد الوبائي بشكل مفصل.

الفحص السريري

يهدف الفحص السريري إلى الكشف عن أعراض التهاب الكبد الوبائي. يقوم الطبيب بفحص منطقة البطن بالضغط اللطيف للتأكد مما إذا كان الكبد متضخماً أو ما إذا كان المريض يشعر بألم عند اللمس. يتم أيضاً فحص العينين والجلد للكشف عن وجود اليرقان. ومن المهم أن يطرح الطبيب أسئلة تتعلق بالتاريخ الصحي الحالي والسابقة للمريض، بالإضافة إلى الأعراض السابقة مثل ضعف العضلات وفقدان الشهية والشعور بالتعب المفرط.

فحوصات الدم

تُجرى فحوصات دم متخصصة للكشف عن الإصابات السابقة أو الحالية بفيروسات التهاب الكبد الوبائي (أ) و(ب) و(ج). يمكن الكشف عن أكثر من نوع من هذه الفيروسات في نفس الوقت، ويطلب الطبيب هذه الفحوصات عند ظهور تحذيرات على المريض تشير إلى التهاب الكبد. وتهدف فحوصات الدم إلى تحقيق أهداف رئيسية ثلاثة:

  • تحديد الإصابة الحالية أو السابقة بالتهاب الكبد الوبائي.
  • تقييمي مدى احتمالية نقل العدوى بواسطة المصاب.
  • متابعة تقدم الحالة الصحية بعد العلاج.

فحص وظائف الكبد

في حالة الشك بإصابة الشخص بالتهاب الكبد الوبائي، يلزم إجراء فحص وظائف الكبد، وهو اختبار مختبري يقيّم فعالية الكبد في أداء وظائفه الحيوية. يتطلب هذا الفحص أخذ عينة دم، ومن الأفضل الصيام لمدة 10-12 ساعة قبل الاختبار للحصول على نتائج دقيقة. يهدف الفحص إلى قياس مستويات بعض البروتينات والإنزيمات التي ينتجها الكبد، ويمكن تلخيص الأهداف الرئيسية كما يلي:

  • الألبومين: بروتين ينقل المواد الغذائية والأملاح، يوضح انخفاضه وجود خلل في الكبد.
  • البيليروبين: يظهر مستوى البيليروبين المرتفع حالة اليرقان الناتجة عن سوء أداء الكبد.
  • إنزيمات الكبد: مثل ناقلة أمين الألانين والناقلة الأسبارتية، ظهور مستويات مرتفعة قد تشير إلى التهاب الكبد.
  • زمن البروثرومبين: يُظهر ارتفاعه خللاً في وظيفة الكبد، ويُطلب هذا الفحص عند الشك بإصابة الكبد.

تحليل الأمصال

يمثل تحليل الأمصال الخاص بالتهاب الكبد الوبائي مجموعة من الفحوصات المعقدة التي تكشف عن أي إصابة سابقة أو حالية. بعض هذه الفحوصات تبحث عن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لمكافحة العدوى، بينما تبحث أخرى عن المستضدات أو المواد الوراثية للفيروس. تفسر النتائج الإيجابية التعرض السابق للفيروس أو الإصابة الحديثة. ويمكن تلخيص نتائج فحوصات الأمصال كالتالي:

  • بالنسبة لالتهاب الكبد (أ):
    • وجود الأجسام المضادة من الغلوبولين المناعي “M” يشير إلى الإصابة الحديثة.
    • وجود الأجسام المضادة من النوعين “M” و”G” يعني الإصابة السابقة أو المناعة المكتسبة.
  • بالنسبة لالتهاب الكبد (ب):
    • ظهور مولدات الضد السطحية (HBsAg) تشير إلى الإصابة النشطة.
    • وجود الأجسام المُضادة لمولدات الضد السطحية (Anti-HBs) يدل على الإصابة السابقة أو التطعيم.
    • وجود الأجسام المضادة لمولدات الضد اللبية (Anti-HBc) تشير إلى الإصابة السابقة أو الحديثة.
    • وجود مستضدات “هـ” (HBeAg) يدل على وجود التهاب مزمن.
  • أما بالنسبة للأجسام المُضادة لفيروس الكبد (جـ) فتظهر عادةً بعد 4-10 أسابيع من التعرض، ويمكن إجراء فحوصات إضافية لمتابعة الحالة.

الكشف عن المادة الوراثية للفيروس

يمكن تأكيد وجود التهاب كبد فيروسي من خلال فحص يُعرف باسم تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR)، والذي يكشف عن المادة الوراثية للفيروسات. يُعتبر هذا الفحص الأكثر دقة للكشف عن التهاب الكبد النشط، حيث تُشير النتيجة الإيجابية إلى وجود الفيروس داخل الجسم.

الفحوصات التصويرية

رغم أن الفحوصات التصويرية لا تكشف بشكل مباشر عن العدوى الفيروسية، إلا أنها قد تُظهر أي علامات التهاب أو تغيرات في حجم الكبد. تشمل الفحوصات التصويرية:

  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية لتحديد أي مشاكل في الكبد.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن الاضطرابات أو الأورام.
  • التصوير المقطعي للكشف عن التغيرات في الكبد.
  • تصوير الإلستوجرافي لتحديد مرونة الكبد ومعرفة درجة التليف.

خزعة الكبد

يُطلب إجراء خزعة الكبد لتحديد مدى تلفه بسبب الأمراض. يتم ذلك باستخدام إبرة لأخذ عينة من أنسجة الكبد لتحليلها في المختبر.

حقائق حول التهاب الكبد الوبائي

التهاب الكبد الوبائي هو التهاب في الكبد ناتج عن عدوى فيروسية. ومن الفيروسات الرئيسية المسببة لهذا المرض هي الفيروسات A وB وC وD وE.

لمزيد من المعلومات حول التهاب الكبد الوبائي، يمكن قراءة المقال (ما هو مرض الوباء الكبدي).

Scroll to Top