اللغة العربية
تُعتبر اللغة العربية من أسرار المعرفة والفكر، إذ تفيض بالجواهر الثمينة من العلم والمعرفة. وقد دعا رسولنا الكريم إلى تعلم كافة علوم هذه اللغة العظيمة بما في ذلك النحو والصرف والبلاغة والأدب. ومن ميزات اللغة العربية أنها تحتمل تباين المعاني للكلمة الواحدة بناءً على اختلاف الحركات، حيث لكل مفرد دلالته الخاصة وبلاغته المتميزة. ومن هذه الجوانب نجد مصطلحات تتعلق بالتمني والترجي.
التمني
يرتبط مصطلح التمني في اللغة العربية بالرغبة في تحقيق أمر مرغوب دون وجود طموح حقيقي أو توقع لحدوثه. على سبيل المثال، يمكن للفرد أن يتمنى الحصول على جائزة قيمة رغم عدم توقّع فوزه بها. فالأمر الذي يرغب الشخص في الحصول عليه إذا كان قريب المنال ومتوقع الحدوث يكون ترجياً، بينما التمني يكون متعلقاً بالأشياء التي يصعب أو يستحيل تحقيقها. إذًا، التمني يعكس رغبة الشخص في تحقيق أهداف يعتبرها بعيدة أو مستحيلة، أو تنم عن تعلق النفس بالأمل والأحلام. يُقال إن الشخص دائم التمني لكنه قد لا ينال كل ما يرغب به. وفي البلاغة، يُعتبر التمني تعبيراً عن الرغبة في الحصول على الأمور التي لا يُرجى تحقيقها.
الترجّي
يشير مصطلح الترجّي إلى التوقع أو الرغبة في تحقيق أمر معين، مع وجود جهد وعمل لتحقيق ذلك. فالكثيرون يأملون في زراعة أراضيهم لكنهم قد لا يتخذون الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، مما يحول أملهم إلى مجرد تمني. في المقابل، الشخص الذي يترجى الخير من أرضه يسعى جاهدًا لزراعتها والعناية بها، مما يعكس توقعه لتحقيق نتائج إيجابية. يوضح بعض علماء اللغة أن التمني غالبًا ما يرتبط بالكسل بينما يُعبر الترجّي عن الجهد والتوكل الجيد على الله.
توجد أمثلة عديدة على التمني في كتاب الله العظيم، مثل قوله تعالى: (يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون)، وأيضًا قوله: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً). هاتان الآيتان تتناولان حال الظالم في يوم القيامة عندما لا تنفعه أمانيه. أما بالنسبة للترجّي، فنجد له أمثلة في القرآن أيضاً، مثل قوله تعالى: (لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا)، وقوله: (لعل نصر الله قريب). في هاتين الآيتين، يُعبر عن الأمل في حدوث ما هو متوقع، حيث إن الله قادر على أن يُحدث ما يشاء إذا أراد، وقادر على نصرة أمته.