حكم إتيان الزوجة في نهاية الحيض
- أجمعت المذاهب الفقهية على أن إتيان الزوجة أثناء فترة حيضها، سواء في بدايتها أو نهايتها، محرم شرعاً.
- ورد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أُسْتُفته فيمن أتى زوجته وهي حائض، فأشار إلى ضرورة التصدق بدينار أو نصف دينار، كما ذكره أئمة الحديث.
- ينصح بالابتعاد عن اللقاء الزوجي في فترة الحيض، نظراً للضرر الكبير الذي قد يحدث للطرفين.
- من المعلوم أن كل ما يسبب الأذى للنفوس يعتبر محظوراً، كما جاء في قوله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
- يجدر بالمرأة أن تتمسك بحقها في الامتناع عن زوجها إذا لم يغتسل بعد انقطاع الحيض، وهذا متفق عليه من قبل غالبية الفقهاء.
- يمكن اللجوء إلى المذهب الحنفي في بعض الظروف الاستثنائية، مثل سفر الزوج وتأخر عودته.
- يجب على الزوجة أن تأخذ في اعتبارها حالة زوجها، حيث أن التباين في الآراء مسموح به.
كما يمكنك التعرف على:
كفارة الجماع أثناء الحيض
هناك حالتان للإتيان في فترة الحيض:
- الأولى: أن يكون الجماع حدث بالخطأ أو النسيان، حيث تظن الزوجة أنها قد طهرت، وفي هذه الحالة لا يُلام الزوجان.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه”، وبذلك لا يُعتبر الإثْم واجبًا في هذه الحالة.
- الحالة الثانية: هي الجماع عمداً مع العلم بالتحريم، وهنا يجب على الزوجين التوبة والاعتذار إلى الله نتيجة لهذا الذنب.
- قال الخطيب الشربيني: “وطء الحائض في الفرج يُعتبر كبيرة للذي يعلم بتحريمه ويتعمّد فعل ذلك”، كما ورد في “مغني المحتاج”.
- تكون الكفارة بإخراج دينار من الذهب إذا وقعت المعاشرة في بداية الحيض، ونصف دينار إذا كانت في نهايته.
- يستحب تقديم الصدقة في بداية الحيض، بمقدار دينار، أو نصفه في نهايته، كما ذكر الإمام الرملي.
- لا يتعين على الزوجة الاغتسال من الجنابة في هذا السياق، بل يكفي أن تتطهر من الحدث الأكبر.
- كما يؤكد الإمام النووي: “إذا اجتمع على المرأة غسل الحيض والجنابة، فإن نية أحدهما تكفي”.
دليل تحريم وطء الحائض
- أصدرت دار الإفتاء فتوى بتحريم جماع الزوجة في فترة الحيض، وقد استند ذلك إلى آيات القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى:
- «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ».
- جاء في حادثة أن اليهود كانوا يتجنبون معاشرة النساء أثناء الحيض، وعندما سأل رفقاء النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أُنزلت فيهم هذه الآيات.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «افعلوا كل شيء إلا النكاح»، كما روي في مسند الإمام أحمد.
لا تفوتك قراءة مقالنا حول:
حكم وطء الحائض والواجب في ذلك
- أوضحت دار الإفتاء أن الجماع أثناء الحيض هو من الكبائر، وينبغي على من وقع فيه أن يتوب إلى الله ويعزم على عدم العودة إلى هذا الفعل.
- ذكر الإمام النووي في “روضة الطالبين وعمدة المفتين”:
- إذا واقع الزوج زوجته أثناء الحيض، وهو عالم بتحريمه، هناك قولان: الرأي الأكثر يقول بأنه لا غرامة عليه، بل يجب عليه الاستغفار والتوبة، واستحباب الصدقة بدينار في بداية الحيض، أو بنصف دينار في نهايته.
حكم الاستمتاع بالحائض من غير وطء
- أشار معظم الفقهاء إلى أن الاستمتاع الذي يتضمن جسد الزوجة في الفترة الحيضية يقتصر على المنطقة ما بين السرة والركبة.
- تم تحريمه بصورة قاطعة إذا لم تغتسل الزوجة بعد انقطاع الطمث، حيث قال الله تعالى:
- «وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ».
- جواز التمتع بما هو بين السرة والركبة هُو رأي للمذهب الحنفي والشافعي، مع التشديد على عدم النظر إلى ما تحت الثوب.
- روى معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم بخصوص ما يحل للرجل من زوجته أثناء الحيض فقال: “ما فوق الإزار”.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يلامس إحدى نسائه أثناء الحيض يأمرها بأن ترتدي الإزار ثم يمارس المباشرة، كما ورد في صحيح البخاري.
كما يمكنك الاطلاع على:
حق المرأة في الامتناع عن معاشرة زوجها حتى تغتسل بعد انقطاع الحيض
- تشهد الآراء المختلفة بين العلماء حول ما إذا كان يجوز للزوجة معاشرة زوجها بعد انقطاع دمائها وقبل الغسل، ولكن الرأي السائد بين الفقهاء المالكية والشافعية والحنبلية هو ضرورة اضطرار الزوجة إلى الاغتسال أولاً.
- ثار الخلاف نتيجة لتفسير قوله تعالى: “يطهرن”، حيث احتدم النقاش حول ما إذا كانت الطهارة تتم بمجرد انقطاع الدم.
- بالتالي، يمكن القول إنه لا إثْم على المرأة إذا رغبت في الامتناع عن زوجها حتى تغتسل، رغم أنه يجب عليها تلبيته في بعض الظروف الاستثنائية مثل السفر.