تعريف الحقوق
تعتبر الحقوق من العناصر الأساسية الضرورية لاستمرارية حياة المجتمع، فعند إهمالها وعدم تقديمها لأصحابها، يتعرض المجتمع للدمار. وغالبًا ما يكون القانون هو الجهة المسؤولة عن تطبيق تلك الحقوق. ولا يمكن الحصول عليها إلا من خلال تحقيق العدالة، التي تمثل الأساس الذي تبنى عليه الفوائد العامة.
تعريف الحقوق لغةً
الحق يعرف (بالإنجليزية: Right) من عدة زوايا، حيث يُشير إلى الثبوت، وصحة القول والصدق. فإذا قيل “يحق عليك أن تفعل كذا” فهذا يدل على وجوب قيام الشخص بذلك الفعل، بينما جملة “يحق لك فعل كذا” تشير إلى جواز القيام بذلك، مما يعني أنه مسموح أو جائز.
تعريف الحقوق اصطلاحاً
تُعرَّف الحقوق اصطلاحاً على أنها مجموعة من القواعد الأساسية والمعيارية التي تتشكل وفقًا للعادات الاجتماعية، أو الأفكار الأخلاقية المهيمنة في المجتمع، أو من خلال النظام القانوني المعتمد. توضح هذه القواعد الأفعال المسموح بها للأفراد أو المستحقين، مما يعكس مبادئ اجتماعية، أخلاقية، أو قانونية تخص الاستحقاقات أو أدوات الحرية.
أهمية الحقوق
الحقوق تعتبر قاعدة أساسية للعديد من التخصصات الأكاديمية مثل الأخلاق، والقانون، وخاصة نظريات العدالة. فهي تمثل أهمية كبيرة في تلك المجالات، وتُعتبر أحد الأركان الأساسية للحضارات، حيث شهدت الحقوق عبر التاريخ صراعات اجتماعية ساهمت في تطورها. ووفقًا لموسوعة ستانفورد للفلسفة (بالإنجليزية: Stanford Encyclopedia of Philosophy)، تُعد الحقوق تشكل الحكومات ومحتوى القوانين، وتمثل شكل الأخلاق.
أنواع الحقوق
تندرج الحقوق إلى ثلاثة أنواع، وهي كما يلي:
- الحقوق الطبيعية (بالإنجليزية: Natural Rights): هي الحقوق المكتسبة بالفطرة، والتي تعد جزءًا من الطبيعة البشرية. كل فرد ينتمي إلى المجتمع يمتلك حقوقًا أساسية لا يمكن إنكارها، مثل الحق في الحياة، وحق الملكية، والحق في الحرية.
- الحقوق الأخلاقية (بالإنجليزية: Moral Rights): هي الحقوق التي يكتسبها الشخص من خلال الوعي البشري المدعوم بالقيم الأخلاقية، وتعبر عن سعي الإنسان نحو الصلاح والعدالة. لا يلعب القانون دورًا في فرض هذه الحقوق، ولا يمكن للدولة إجبار الأفراد على الالتزام بها، وأمثلتها تشمل قواعد حسن السلوك والمجاملة، مثل حق الأبوّة وحق النزاهة.
- الحقوق القانونية (بالإنجليزية: Legal Rights): تُعتبر حقوقًا تقبلها الدولة وتقوم بتطبيقها، مما يجعلها ملزمة للأفراد عبر المحاكم القانونية، ويُعاقَب أي تجاوز لهذه الحقوق. وهي تختلف عن الحقوق الأخلاقية، إذ يمكن تطبيقها سواء ضد الحكومة أو الأفراد، وهي متاحة للجميع دون تمييز، حيث يمكن لأي شخص التوجه إلى المحاكم للحصول على حقوقه القانونية. وتضم الحقوق القانونية ثلاثة أنواع: الحقوق المدنية، الحقوق السياسية، والحقوق الاقتصادية.
تعريف الواجب لغة
يعرّف الواجب (بالإنجليزية: Duty) في اللغة بأنه ما يجب فعله، فإذا قيل “وجب الشيء” يعني أنه لزم وثبت. وقد يتخذ الواجب أشكالاً متعددة تشمل الواجب تجاه النفس، الآخرين، العمل، والوطن.
تعريف الواجب اصطلاحاً
أما مصطلح الواجب فتعَرَّف على أنه أي عمل يُتوقع من الفرد القيام به بدافع الالتزام الأخلاقي أو القانوني. إنه السلوك المتوقع الذي ينشأ عن شغل منصب معين، أو نتيجة لعقد تشريعي، سواء كان صريحًا أو ضمنيًا ويختلف باختلاف نوع السلوك وتخصصه.
التقسيم الأول للواجب
قسّم علماء الأخلاق الواجبات إلى عدة فئات، على النحو التالي:
- الواجبات الشخصية: تشير إلى الالتزامات التي يتحملها الفرد تجاه نفسه، مثل الالتزام بالأدب والنظافة.
- الواجبات الاجتماعية: تشير إلى الالتزامات المفروضة على الأفراد تجاه مجتمعاتهم، مثل الإحسان والعدل.
- الواجبات الإلهية: ترتبط بطاعة الله وأداء العبادات.
التقسيم الثاني للواجب
في التقسيم السابق، يمكن تصنيف أي واجب إلى جميع الأقسام بناءً على وجهة نظر الأفراد. مثلاً، يمكن اعتبار النظافة واجبًا شخصيًا، لكن عند النظر إليها من منظور تأثيرها على المجتمع، يمكن تصنيفها كواجب اجتماعي. كما يمكن اعتبارها واجبًا إلهيًا إذا تم النظر إليها كتطبيق لأمر رباني. وقد قسم بعض العلماء الواجب إلى قسمين، وهما:
الواجبات المحدودة: تُطبق وفقًا لقوانين الدولة وقد تُعرّض المخالفين لعقوبات. يجري تطبيقها على جميع الأفراد دون تمييز، حيث يتشارك القانون والأخلاق في إقامتها. مثال على ذلك تشمل تجنب السرقة أو القتل.
الواجبات غير المحدودة: لا يمكن وضعها ضمن قانون الدولة، إذ قد تؤدي إلى أضرار جسيمة، كما يصعب تحديد المقدار المطلوب. مثلاً، تختلف كمية الواجب في الإحسان حسب الزمان والمكان والظروف المحيطة.
أساس الحق والواجب
تأسس الحق والواجب على المعيشة الاجتماعية، حيث يُعتبر الاتصال بين الفرد ومجتمعه أساسًا لهذه المفاهيم. إذا عاش الفرد بمفرده، فإن مفهوم الحق أو الواجب يصبح غير ذي معنى، إذ بإمكانه القيام بأي فعل دون قيود. لكن ضمن المجتمع، يلتزم الفرد بأداء العديد من الأعمال للحفاظ على تماسك المجتمع، ويؤدي عدم الالتزام بهذه الأعمال إلى خطر التدهور.
من هنا ولدت فكرة الحق والواجب. فحماية الأموال والأرواح تعتبر حقوقًا فردية أساسية، ويعاقب من ينتهكها للحفاظ على المجتمع. كما توجد حقوق جماعية تتعلق برفاهية المجتمع، مثل الحق في التعليم، التي تُعتبر ذات أهمية أقل من الحقوق الفردية الأساسية.
الحقوق تشير إلى ما يتعين على الأفراد الآخرين القيام به تجاه الفرد، في حين الواجبات تعبر عن ما يجب على الفرد فعله تجاه الآخرين. لذا، فإن احترام حقوق الآخرين يعد جزءًا من الالتزام، فالواجبات المصاحبة للحقوق هي التزامات حقيقية. وبذلك، يتجلى معنى الحقوق عندما يلتزم الأفراد بواجباتهم، مما يسهل حياتهم حين تسير الحقوق والواجبات جنبًا إلى جنب، لتتناسب وتضيف قيمة لحياة الأفراد. فكل فرد له الحق في الاستفادة من المرافق العامة، مثل وسائل النقل أو الخدمات الصحية، وفي ذات الوقت عليه واجب الحفاظ عليها والسماح للآخرين بالاستفادة منها. كما أن لكل شخص الحق في ممارسة حريته، ولكنه ملزم بعدم استخدامها لإيذاء الآخرين.