أحكام الانتحار وفقًا للمراجع
تتحدث جميع الأديان التي أنزلها الله سبحانه وتعالى على الأنبياء عن تحليل وتحريم العديد من الأمور. وقد تناول الدين الإسلامي بشكلٍ خاص قضايا المحرمات، ومن بين هذه الأمور المحرمة هو الانتحار.
الانتحار يعني إنهاء الحياة البشرية بغير حق، إذ إن النفس ملك لله وحده. وقد حرم الله في الدين الإسلامي قتل النفس بدون سبب، حيث كرم الله الإنسان ومنحه مكانة عظيمة.
الإسلام ليس دينًا يشجع على العنف أو القتال، بل هو دين يدعو إلى السلام ويمنع كل ما يمكن أن يسفر عن قتل الأبرياء بغير حق. سنستعرض في هذا المقال حكم الانتحار.
ما معنى الانتحار؟
- كلمة “انتحار” في اللغة تحمل معانٍ عدة تتعلق بالضرب أو الإقدام على القتل، وتستخدم أيضًا لوصف هطول المطر بكثرة. ومعناها الشائع هو قتل النفس.
- تعريف الانتحار هو الإقدام على قتل الإنسان لنفسه عمدًا وإزهاق روحه بغير مبرر.
أنواع الانتحار
- النوع الأول: يُعتبر قتل النفس بشكل مباشر.
- النوع الثاني: الإحباط وعدم الرغبة في الحياة بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الشخص، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية، أبرزها المرض النفسي.
الإسلام والانتحار
- وضع الإسلام العديد من الأحكام، ليصبح القرآن الكريم مرجعًا للإنسان، وحرص على وضع قواعد تمنع القتال.
- الجهاد وإباحة قتل المعتدين تجري في سياق قادح، حيث يشدد الإسلام على عدم قتل الشيوخ والأطفال والنساء، وذلك في إطار تحقيق السلام.
- لقد حرم الله جميع الأفعال التي يمكن أن تعرض النفس للخطر، وأعطى لهذا الأمر أحكامه الخاصة التي سنتناولها لاحقًا.
حكم الانتحار في الإسلام
- تشكل حالات الانتحار ظاهرة متزايدة في العالم الإسلامي حاليًا. وقد أشار العلماء إلى أن ذلك يعكس ضعف الإيمان، وبدؤوا في توضيح حكم الإسلام بخصوص الانتحار.
- بيّن الإسلام أن الانتحار هو فعل محرم يُعدُّ من الكبائر، إذ يقوم الشخص بإنهاء حياته التي أكرمه الله بها.
- الله منح النفس كأمانة، واعتداء الإنسان عليها هو اعتداء على ما ليس له حق فيه.
- من بين الأدلة على تحريم الانتحار الحديث النبوي الشريف، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من تردى من جبل فقتل نفسه فإنه في نار جهنم خالدًا فيها أبدًا).
- الحديث يبرز أن من يسعى لإنهاء حياته سيعاقب بما فعله بنفسه وأن ذلك سيجعله يواجه عذابًا دائمًا.
- هنا أيضا حديث آخر ينقل عن الصحابة، يتحدث عن عقوبة الانتحار وفداحة فعلته، مما يعكس الموقف الشديد للإسلام تجاه هذه الفعلة.
حكم الانتحار في الدين الإسلامي
- واحد من الأحاديث الهامة ينص على أنه من قتل نفسه بشيء يعذبه الله به في جهنم، مما يظهر مدى جسامة الخطيئة.
- كما ينقل جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (كان هناك رجل به جرح، فأخذ سكينًا وحز بها يده، حتى مات، فقال الله عندما رأى ذلك، بادرني عبدي بنفسه، حرمت عليه الجنة).
- هذا يعكس مدى العقاب الذي يتلقاه المنتحر وكيف أن الإهمال في الأمانة التي أوكلها الله لهم يحرمهم من دخول الجنة.
- ولذلك، فإن المنتحر ملعون في عين الله، كما يعبر عن ذلك النصوص، مما يشير إلى العذاب الذي ينتظره.
- قد أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث إلى وجوب احترام النفس والروح، ورفض اليأس كنتيجة مقبولة.
أهل السنة والانتحار
- وفقًا لأراء أهل السنة، فإن المنتحر، إذا كان مسلمًا موحدًا، لا يخرج من الدين بسبب انتحاره، بل تبقى الأفعالة تحت إرادة الله.
- لذا، يجب على أهل المنتحر الدعاء له والتصدق عنه، عسى أن يغفر له الله برحمته.
- ومع ذلك، إذا كان المنتحر لا يصلي أو يعبد غير الله، فهو ليس بمسلم، ولا يُدعى له.
الصلاة على المنتحر
- استنادًا إلى ما روى الصحابي جابر بن سمرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلِ على من انتحر، مما أثار جدلاً بين الفقهاء حول جواز الصلاة عليه.
- بينما أشار بعض العلماء إلى أنه ينبغي الصلاة على المنتحر، فقد قسم الفقهاء آراءهم، ولكن السمة العامة تُظهر وجوب الصلاة عليه إحترامًا لقدسية النفس.