سبب هلاك قوم لوط في القرآن الكريم

العذاب الذي حل بقوم لوط

أرسل الله -تعالى- مطراً من الحجارة على قوم لوط، مما أدى إلى هلاكهم. فقد عاثوا فساداً في الأرض وغيروا فطرة الله التي خلق الناس عليها. عاقبهم الله بعذاب جاء فبدَّل قريتهم رأساً على عقب، فكان علوها سافلاً. عندما كذّب قوم لوط نبيهم -عليه السلام- واتهموه بالباطل، ولم يستمعوا لدعوته، لجأ نبي الله لوط -عليه السلام- إلى الله -تعالى-، قائلاً: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ).

استجاب الله -تعالى- لدعائه، فأهلك الكافرين وأرسل عليهم حجارة من سجيل أبادتهم جميعًا، وأنقذ الله نبيه والمؤمنين الذين معه من العذاب الجسيم، حيث قال -تعالى-: (جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِن سِجِّيلٍ مَنضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ).

معلومات عن قوم لوط

قام لوط -عليه السلام- بدعوة أهل سدوم، حيث كانت هذه البلدة موطنه. وقد تكلم بلغة أهلها وعاش بينهم، وكان قومه يعبدون الأصنام ويعظمون الفاحشة، بعيدين عن الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، إذ كانوا يرتكبون الفاحشة مع بعضهم البعض. على الرغم من تلقيهم العديد من النعم والهبات من الله -تعالى-، إلا أنهم أساءوا استخدامها وضلوا في الأرض، قال -تعالى-: (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ).

وقد أعرب قوم لوط عن معاصيهم بشكل علني، دون أن يستتروا. وقد أشار العلماء إلى أن موقع سدوم يتمركز في الأردن بالقرب من البحر الميت، وقد سميت المنطقة نسبة إلى اسم نبيهم. قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ). وقد تم الإشارة إليهم كذلك عليك بإخوان لوط في أماكن أخرى من القرآن الكريم.

دعوة سيدنا لوط لقومه

آمن سيدنا لوط -عليه السلام- بدعوة عمه سيدنا إبراهيم -عليه السلام-، وانطلق معه إلى بلاد الشام. وبعد أن عاد النبي إبراهيم إلى مصر، قرر نبي الله لوط العودة إلى قومه في سدوم وعاش بينهم، حيث بدأ دعوته لهم وللقرى المجاورة لعبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأوثان والفاحشة.

كان لوط -عليه السلام- حكيمًا بين قومه. وقد أنعم الله عليه ببنتين من زوجته، حيث آمنت الاثنتان به وتبعن دعوته، بينما لم تؤمن الزوجة، بل قامت بإخبار قومها عن ضيوف سيدنا لوط ونقلت أخبار دعوته لهم.

رفض قوم لوط دعوته وكذّبوه، بل هددوه بطرد من قريتهم، لكن دعوة نبي الله لوط استمرت رغم كل الشدائد، حيث صبر على افترائاتهم وواصل جهوده في دعوة الله -تعالى-. ولجأ إلى الله بالدعاء، فاستجاب له، وقام بإهلاك الكافرين، وأنقذ نبي الله الذين آمنوا معه.

Scroll to Top