العلاقة بين المناخ وإنتاج الكتلة الحيوية
عند مناقشة مفهوم المناخ في أي مكان على سطح الأرض، فإننا نشير إلى العناصر الأساسية مثل الحرارة، الرياح، والأمطار. وفيما يتعلق بالكتلة الحيوية، فإننا نتحدث عن الغطاء النباتي المتنوع الذي يغطي كوكبنا. يُعدّ النبات المنتج الأساسي في السلسلة الغذائية للكائنات الحية. تعتمد مقومات المناخ على عوامل عديدة تشمل الحرارة، الضوء، الأمطار، والغلاف الجوي الذي يتفاعل مع سطح الأرض، حيث تسهم هذه العناصر في حدوث ضغط جوي وانتقال الهواء، كما يلعب غاز ثاني أكسيد الكربون دوراً محورياً في نمو النباتات. جميع هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على إنتاجية الأرض.
أي خلل في هذه العناصر يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على مستوى الإنتاج. الضوء، والذي تمثله الحرارة، يُعتبر من أبرز المكونات الحيوية التي تعتمد عليها النباتات الخضراء، إذ أن توفير الإضاءة الكافية يعزّز الإنتاجية النباتية. الحرارة أيضًا تعتبر ضرورية لعملية التركيب الحيوي، حيث تسهم في تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى مواد حيوية.
التوازن البيئي وتأثيراته
تعاني الكتلة الحيوية من تأثيرات متعددة أدت إلى تراجع الإنتاج الزراعي، ومن بين هذه التحديات تلوث الغلاف الجوي نتيجة الثورة الصناعية، فضلاً عن الاستخدام المفرط للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية. هذه العوامل أدت إلى تغييرات في إنتاجية الزراعة ونوعية المنتجات الغذائية التي تصل إلى المستهلك، كما أن لهذه المواد تأثيرات سلبية على البكتيريا والفطريات والحشرات النافعة التي تهمّ خصوبة التربة، مما أسهم في تدهور التوازن البيئي على مستوى الكوكب.
الوسائل لتحقيق زراعة نظيفة
ظهرت العديد من الدراسات التي تدعو إلى العودة إلى الأسس البيئية الضرورية لتحقيق زراعات نظيفة خالية من الهرمونات والمواد الكيميائية. تشمل هذه الأسس عوامل مثل التربة، المياه، والهواء. تحتوي التربة على مواد عضوية ومعدنية، بالإضافة إلى غازات ذائبة تشكل محلول التربة الذي يُمدّ النباتات بالعناصر الغذائية. يعتمد امتصاص النبات للماء على التركيز الخاص بالمادة الذائبة، لذا من المهم الحفاظ على التربة من خلال إجراء عمليات الحراثة بشكل صحيح، إذ كلما تم تحريك التربة أكثر، زادت قدرتها على تقديم العناصر الغذائية اللازمة للنبات، بدلاً من الاعتماد على الأسمدة الكيميائية بشكل مفرط.
أما بالنسبة للمياه، فتختلف نسب الأملاح فيها، وعند الري، تصل هذه الأملاح إلى التربة. زيادة نسبة الأملاح في التربة تؤدي إلى زيادة الضغط الأسموزي في النباتات، مما يزيد من امتصاص الرطوبة، وبالتالي تصلب التربة ونقص التهوية مما يؤثر سلباً على إنتاجيتها. من جهة أخرى، للحصول على زراعة طبيعية، يجب أن يكون الهواء خالياً من الملوثات، وهو ما يفسر الاهتمام العالمي في معالجة التلوث وأثره على ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تهدد مناخ الأرض.