كيفية التغلب على مشكلة تشتت الانتباه أثناء أداء الصلاة

تعتبر مشكلة تشتت الانتباه أثناء أداء الصلاة من القضايا التي يعاني منها الكثيرون، حيث يبدأ الذهن في الترحال من فكرة إلى أخرى، مما يفضي إلى فقدان التركيز والمتعة في العبادة. وهذا الأمر قد يولد شعورًا بالقلق والضيق، خاصة وأن الله سبحانه وتعالى يستحق منا كل敬意 وتفاني أثناء الصلاة.

كيفية التغلب على تشتت الانتباه أثناء الصلاة

يُعد التركيز خلال الصلاة عنصرًا أساسيًا لا غنى عنه، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (أول ما يحاسب به العبد الصلاة، ينظر الله في صلاته، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله).

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا نودي للصلاة يأتي الشيطان بين المرء ونفسه، ويقول اذكر كذا وكذا، حتى لا يدري كم صلى).

أساليب لمعالجة التشتت أثناء الصلاة

للتغلب على مشكلة تشتت الانتباه، يجب تهيئة النفس قبل الشروع في الصلاة، وذلك من خلال:

استحضار هيبة الله سبحانه وتعالى

هل فكرت يومًا عندما تسمع الأذان أن الله سبحانه وتعالى يدعوك للقائه؟!

يجب عليك الاستعداد لهذا اللقاء الإلهي من خلال تجنب التفكير في الأمور التي قد تلهيك عن الصلاة.

عقد النية على التركيز أثناء الصلاة وطلب الحماية من الشيطان

فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشكو، فقال: (إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي). فرد عليه النبي: “إذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا”. وبالفعل، عندما فعل ذلك ذهب عنه الشيطان.

تعتبر الصلاة ليست مجرد مهمة أو عمل، بل هي حوار مميز بين العبد وربه؛ فمن خلال قراءة سورة الفاتحة، يمكن أن تشعر كأنك في مناجاة مع الله عز وجل.

    • تشعر عندما تتلو سورة الفاتحة أنك في مناجاة مع الله سبحانه وتعالى.

استحضار المعاني

يجب أن يكون قلبك وعقلك حاضرَين مع كتابتك، فعندما تُقرأ أي آية، يجب أن تحس بمعناها. كما قال الله تعالى: (والذين هم في صلاتهم خاشعون)، وينبغي توجيه النظر إلى موضع السجود أو القدمين.

تجنب النظر إلى السماء

  • فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: فما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم؟ وقد شدد في هذا الأمر حتى قال: “لينتهن أو لتحفظن أبصارهم”.

عدم الالتفات

  • عند قيامك للصلاة، تجنب الالتفات، لأن الله سبحانه وتعالى ينصب وجهه لعبده في صلاته ما لم يلتفت، فإذا التفت، انصرف عنه.

تجنب التثاؤب

  • كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن التثاؤب في الصلاة من الشيطان، ولذا ينبغي عليك تثبيت الفك بعضه على بعض عند الشعور بالتثاؤب.

عدم الشك

  • ينبغي عليك عدم الشك في صحة وضوئك أو عدد ركعات صلاتك، واستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ثم استمر في الصلاة.

عدم القراءة بصوت منخفض

  • يجب أن تسمع نفسك فقط عند القراءة، دون رفع الصوت بشكل زائد.

إتقان الصلاة

  • وتعني إعطاء كل ركن حقه، والدعاء في السجود.

مقاومة التشتت والشرود أثناء الصلاة

الصلاة هي عماد الدين، فإذا صلحت الصلاة، صلحت بقية الأعمال والعكس صحيح.

  • إليكم بعض النصائح المجربة للتغلب على مشكلة تشتت الانتباه أثناء الصلاة:
  • عند دخول الخلاء: يجب أن تدخل بالقَدَم اليسرى وتقول: (أعوذ بالله من شر الخبث والخبائث).

أؤكد لك أنني عندما أتوضأ أشعر أنني مقبل على لقاء الله سبحانه وتعالى.

ثانيًا: عند الخروج من الخلاء: اخرج بالقدم اليمنى وقل دعاء الانتهاء من الوضوء: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.” فذلك يعين على الخشوع في الصلاة.

ثالثًا: عند انتظار الأذان: إذا كنت تنتظر الصلاة، حاول حفظ آية جديدة أو مراجعة ما قمت بحفظه سابقًا لتدعو لك الملائكة.

اختر الآيات التي ستقرأها في الصلاة بعد سورة الفاتحة، ثم اطلع على تفسيرها لتكون حاضرة في ذهنك.

اختيار مكان الصلاة بعناية

يجب اختيار المكان المناسب للصلاة، سواء في الشتاء أو الصيف، بحيث يكون دافئًا بعيدًا عن الشمس وله سترة أمامك.

كلما شعر المصلي بالراحة والاسترخاء، أدرك أنه بين يدي ملك الملوك، فيستطيع أن يشكو له ويستعين به في كل أموره.

إن الاقتراب من الله تعالى لا يقتصر على الصلاة فقط، بل يتطلب الابتعاد عن كل ما نهانا الله عنه، والقبول بكل ما يأتي من الله.

اقرأ أيضًا:

ما هي الأسباب المؤدية لهذه المشكلة؟

عليك أن تدرك أنك لست وحدك في شعور التشتت أثناء الصلاة، فالكثير من الناس يعانون من هذه المشكلة، التي غالبًا ما ترجع إلى مشاغل الحياة.

فالشيطان يزين لهم الأمور التي يجب عليهم القيام بها أثناء الصلاة، مما يجعلهم يشعرون بعد الانتهاء بأنهم لم يؤدوا الصلاة بقلوبهم.

الكثير من الأفراد يؤدون الصلاة على أنها واجبة فقط، لذا لا يرتبطون بها بعمق.

يُعتبر العامل الآخر المساهم في التشتت والانشغال هو تواجدك في المسجد، حيث قد تشتت انتباهك الزينة الزائدة، لذا يفضل تجنبها في أماكن العبادة.

من الجيد أن تتجنب رفع صوتك في الصلاة أو خفضه بشكل مبالغ فيه؛ فالأفضل أن يكون الصوت معتدلاً، لأن خير الأمور أوسطها.

Scroll to Top