في هذا المقال، سوف نستعرض تفسير قوله “ومن آياته أن خلق لكم”، حيث يسعى العديد من الناس لفهم المعنى العميق لهذه الآية الكريمة التي جاءت في سورة الروم، الآية رقم 21. سوف نتناول التفسير بشكل مفصل، بالإضافة إلى بعض النقاط المهمة المتعلقة بهذه الآية.
تفسير “ومن آياته أن خلق لكم”
- تظهر هذه العبارة في الآية الكريمة التي قال فيها الله سبحانه وتعالى:
- “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يتفكرون”.
- تعددت تفسيرات هذه الآية من قبل العديد من علماء المسلمين، وقد وردت في كتب تفسير القرآن الكريم، منها:
التفسير الواضح
- تشير هذه الآية إلى نعمة الله تعالى التي منّ بها على البشر من خلال خلق الأزواج من جنسهم، ليكون بينهم ألفة وطمأنينة، ويشمل ذلك الرحمة والمحبة، رغم أنه قد لا تكون هناك صلة رحم مسبقة بين الزوجين.
التفسير الميسر
- تدل هذه الآيات على كمال الله وقدرته، حيث يبين الله أنه خلق للرجال من جنسهم إناثًا ليجدوا السكن والاطمئنان من خلال العلاقة الزوجية.
- كما أكد الله بين الزوجين على أهمية المشاعر المتبادلة وهو ما يعكس وحدانية وقدرته الإلهية لمن يتأمل في هذه الآيات.
تفسير الإمام الواحدي
يشير هذا التفسير إلى الألفة والرحمة التي خلقها الله تعالى بين الزوجين.
تفسير الإمام محمد متولي الشعراوي
- أوضح الشيخ الشعراوي، رحمه الله، أن من عظمة الله تعالى أنه خلق لكل إنسان زوجًا من جنسه، ولم يترك الأمر للصداقة أو المساكنة مع كائنات أخرى مثل الحيوانات.
- الغرض من الإختلاف في النوع بين الزوجين هو التوازن بينهم، حيث تتميم العلاقة بوجود التكامل وليس التعارض، موضحًا أن الرجل يمتاز بالقوة والمرأة بالحنان.
- يؤدي هذا التكامل إلى زيادة الترابط في المجتمع، كما أنه يجعل عملية التكاثر ممكنة.
- رغم أن البعض ينظرون إلى الأنوثة كنكهة مختلفة للذكورة، إلا أن الحقيقة هي أنهما يحتاجان لبعضهما كالأيام التي تتناوب بين الليل والنهار.
- كما أكد الشيخ أن الله قد خلق الذكر والأنثى بجوار بعضهما البعض ليدعوا للخير والهدوء والسكينة.
- لا يمكن للمرأة أن تأخذ دور الرجل، كما أنه لا يمكن للرجل القيام بواجبات المرأة كالحمل والإنجاب؛ ذلك لأن الله خلق حواء من ضلع آدم ليكمل كل منهما الآخر.
تفسير بن كثير لآية “ومن آياته أن خلق لكم”
- يؤكد بن كثير أن هذه الآية تشير إلى عظمة الله وكماله، حيث خلق آدم من تراب وجعل من نسله البشر.
- أصل الخلق من التراب، ثم تطور إلى حالة الإنسان، والتكوين بعد ذلك مع الحياة.
- يشير أبو موسى الأشعري إلى حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، جاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن بين ذلك”.
- تربي الأم طفلها بعد انقضاء فترة الحمل وتساعده على النمو والتطور.
- أشار بن كثير إلى أن حواء قد خُلِقت من ضلع آدم، مما يوضح أن العلاقة بينهما مبنية على الوئام والمودة.
- تكفي هذه الآية لتشير إلى رحمة الله بخلقه، حيث يُشير الله إلى أهمية التراحم والمودة في العلاقة الزوجية.
دلالات قوله تعالى “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا”
- توضح هذه الآية العظيمة توحيد الله وقدرته كخالق.
- ذكر الله أن سيدنا آدم خُلق من تراب، وزوجته حواء خُلقت منه، مما يعني ترابطهم.
- جاء الإسلام ليصحح المفاهيم السلبية تجاه المرأة، وأوضح المساواة بين الزوجين في الحقوق والواجبات.
- تؤكد الآية على تكريم الجنس البشري من خلال توفير السكن والهدوء بين الزوجين.
- السكن يُشير إلى الجانب المادي والمعنوي للراحة بين الزوجين، مثلما قال الله تعالى، “هن لباس لكم وأنتم لباس لهن”.
- يكون الزواج موصوفًا بالعطف والرحمة، وليس مجرد إشباع الغريزة، بل يتجاوز ليبني عائلة قائمة على الأسس المتينة.
تشير الآية أيضًا إلى أن هناك آيات تعكس حكمة الله وقدرته، وهي موجهة للعقول المتفكرة لاكتساب المعرفة عن الحياة الزوجية.
تفسير آية “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا”
قوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ”
- هذه العبارة تشير إلى أن مظاهر خلق الله تعد علامات على قدرته وعظمته، لتدل على وجوده.
قوله تعالى: “أنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا”
- يعني أن الله خلق أزواجًا من جنس البشر، لتكون العلاقة أكثر تناغمًا.
قوله تعالى: “لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا”
- يدل على أن الأزواج خُلقوا لتحقيق الراحة النفسية والاستقرار.
قوله تعالى: “وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”
- يُشير إلى المشاعر التي تُعزز الروابط بين الزوجين، لنيل علاقة صحية.
قوله تعالى: “إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
- يوضح أن الحكمة الإلهية في خلق الأزواج والمودة هي براهين لدلالات الله، تدعونا للتأمل.
ما ترشد إليه آية “ومن آياته أن خلق لكم”
الخلق والإبداع دليل على وحدانية الله -عز وجل-:
- تؤكد الآية على قدرة الله في خلق الأزواج، مما يدل على وحدانيته وعظمته.
بنو آدم بعضهم من بعض:
- تعكس الآية أن الأزواج تم تكوينهم من نفس الجنس، مما يساهم في التفاهم والإحسان بينهم.
الزواج هو علاج الغرائز الجنسية:
- يعد الزواج في الإسلام الطريقة المثالية لتنظيم الغرائز والحفاظ على العلاقات السليمة.
اختيار صاحب الدين والخلق:
- تشير المبادئ الإسلامية إلى أن اختيار الأزواج يجب أن يكون وفقًا للدين والأخلاق لتحقيق الألفة.
الزواج هو السكن:
- توضح الآية أن الزواج يوفر السكن والطمأنينة، حيث يجد الشركاء في بعضهم البعض راحة نفسية واستقرار.
المودة والرحمة لها أسباب تأتي منها:
- تشير الآية إلى أهمية المشاعر التي تنجم عن العلاقة الزوجية، المليئة بالمودة والرحمة.
وجوب التدبر في آيات الله -عز وجل-:
- تؤكد الآية على ضرورة التفكير في الآيات والتأمل فيها، لإدراك عظمة الله وفهم المعاني الحياتية من خلال الروابط الاجتماعية.