قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بتسليط الضوء على حقوق الطريق في حديث نبوي شريف، حيث استعرض الآداب التي يجب أن يتحلى بها الشخص عند جلوسه في الطريق.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا كنتم متمسكين بالجلوس، فعليكم احترام حقوق الطريق). فسأله الصحابة: وما هي حقوق الطريق؟ فأجاب: غض البصر، كف الأذى، إزالة الأذى، رد السلام، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وسنتناول في هذا المقال تفاصيل حقوق الطريق.
غض البصر
- غض البصر لغويًا يعني كفه ومنعه عن التفكر والتمعن، أما في الشرع فهو الامتناع عن النظر إلى المحرمات.
- كما يتضمن عدم النظر إلى عورات الآخرين.
- حث الله تعالى على غض البصر في قوله: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا.)
- وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن غض البصر كحق من حقوق الطريق: (أعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، كف الأذى، رد السلام، الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
كف الأذى
- يشير كف الأذى إلى الامتناع عن إيذاء المارة ومضايقتهم بجميع مظاهر الأذى، ويتضمن إزالة الأذى من الطريق.
- يشمل ذلك عدم التسبب في الأوساخ أو التقيد بأنظمة السير، وعدم قضاء الحاجة في الأماكن العامة.
- وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى إزالة الأذى من الطريق كوسيلة لدخول الجنة، حيث روي عن أبي هريرة أن النبي قال: (بينما رجل يمشي في طريق، وجد غصن شوك، فقام بإزالته، فشكر الله له وغفر له).
رد السلام
- يمثل رد السلام حقًا للمسلم على أخيه، وهو واجب شرعي أُمر به الإسلام لتعزيز المحبة والألفة بين الناس، وفيه طاعة لله.
- قال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- تعد هذه الأعمال من الطاعات التي يقوم بها المؤمن طمعًا في الثواب ورغبة في تحسين مجتمعه، وهي من مهام الأنبياء والمرسلين عليهم السلام.
- من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، نالت الأمة الإسلامية صفة الخير، كما يتضح من قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلْنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ).
حقوق أخرى للطريق
- تقديم المساعدة للآخرين في شتى الطرق عند الحاجة.
- هداية السائل وإرشاده إلى الطريق المناسب.
- قيادة السيارة بسلاسة وهدوء، وعدم التهور، مما يضمن سلامة الناس، وعدم التسبب في حوادث سير.
أثر الالتزام بحقوق وآداب الطريق
تشمل الآثار ما يلي:
- تجسيد الأخلاق الحسنة، مما يدفع المؤمن للعمل بإيمان، حيث يثاب على الالتزام ويعاقب على الإخلال، فالأخلاق هي جزء لا يتجزأ من الإيمان.
- إن التزام الجميع بحقوقهم وواجباتهم يُعزز الإلفة والمحبة بين المجتمع، ويحد من مشاعر الحقد والعداوة.
- تكريس حقوق الطريق وآدابه يسهم في حماية الأفراد وأسرهم وممتلكاتهم.
أحاديث نبوية تتعلق بحق الطريق
من أبرز هذه الأحاديث:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: اتقوا اللعانين، فقالوا: وما اللعانين؟ قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: الإيمان بضع وسبعون شعبة، أفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لقد رأيت رجلًا يتقلب في الجنة بشجرة قطعها عن الطريق كانت تؤذي المسلمين.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما رجل يمشي في طريق، وجد غصن شوك على الطريق فأزاله، فشكر الله له فغفر له.
آيات قرآنية تتعلق بحق الطريق
من الآيات الكريمة:
- قول الله تعالى: (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختال فخور). سورة لقمان الآية 18
- قول الله تعالى: (قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون). سورة النور الآية 30
- قول الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن).
شعب الإيمان وحق الطريق
للإيمان مختلف الشعب:
- التوحيد: هو أعلى وأشرف شعائر الإيمان، والذي يعبر عنه بشهادة أن لا إله إلا الله.
- إماطة الأذى عن الطريق: فإن إماطة الأذى عن المسلمين إحدى الفروض التي دعت إليها الشريعة الإسلامية.
- الحياء: صفة نبيلة تحث المسلم على اجتناب الفحشاء وتدعوه لفعل ما هو محمود، حيث ينشأ الحياء من القلب.