حكم طلب الطلاق بسبب انعدام الراحة النفسية والراحة الزوجية

تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى نشوء خلافات بين الزوجين، مما قد ينتهي بالطلاق. ومن بين هذه الأسباب الحديثة، يُعتبر طلب الطلاق بسبب عدم الراحة من الأمور التي تثير الاهتمام. لذا، سنستعرض في هذا المقال الحكم الشرعي المرتبط بهذا الموضوع بشكل مفصل.

الحكم الشرعي لطلب الطلاق بسبب عدم الراحة

  • تحدث خلافات عديدة بين الزوجين لأسباب متعددة، وهو أمر طبيعي في الحياه الزوجية.
  • ومؤخراً، عبرت بعض النساء عن رغبتهن في الطلاق نتيجة شعورهن بعدم الراحة مع أزواجهن.
    • وهذا الأمر يثير تساؤلات كثيرة حول رأي الدين والأئمة في هذه المسألة.
  • وقد أوضح علماء الدين الإسلامي في المملكة العربية السعودية أن طلب الطلاق بسبب عدم الراحة هو أمر جائز.
  • تستطيع المرأة طلب الطلاق إذا شعرت بعدم الراحة، خاصة إذا كان هذا الشعور ناتجاً عن الأذى الجسدي أو النفسي.
  • ومع ذلك، إذا كان بالإمكان إيجاد حل يتفق عليه الطرفان لتجاوز المشكلة بدلاً من الطلاق، فهذا يُعتبر خياراً إيجابياً.
  • في حال كان الطلاق هو الخيار الأنسب للحفاظ على الود والاحترام المتبقي بين الزوجين، فإنه يُفضل ذلك.
    • وهذا يساعد أيضًا على تجنب المشكلات النفسية للأطفال الناتجة عن الخلافات بين الأهل.
  • ويجب على الزوج أن يضمن للزوجة جميع حقوقها، بما في ذلك النفقة والسكن والملابس، وكذلك دفع مصاريف التعليم وغيرها.

الأسباب التي تدفع الزوجة لطلب الطلاق

  • من أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى طلب الزوجة للطلاق هي تعرضها للضرب أو الإهانة.
  • إذا شعرت الزوجة بعدم قدرتها على استكمال حياتها مع زوجها وابتعادها عنه.
  • في حالة اعتقال الزوج ودخوله السجن، يمكن للزوجة طلب الطلاق بسبب الأذى المتسبب عن ذلك.
  • كما أن عدم تلبية احتياجات الزوجة المادية والعاطفية والنفسية قد يكون سبباً إضافياً لطلب الطلاق.
  • وفي حال ارتكاب الزوج المعاصي الكبيرة، ووجود عدم قدرة لدى الزوجة على التعايش معه.
  • أخيراً، إذا حاول الزوج منع زوجته من زيارة أهلها أو منع أهلها من زيارتهما.

حالات يجوز فيها الطلاق وفقاً للشرع

وجود عيب في الزوج

  • تظهر بعض العيوب في الزوج قد تجعل الزوجة غير قادرة على مواصلة الحياة الزوجية.
  • لذا، يمكن للمرأة طلب الطلاق في حالة ظهور عيوب خطيرة لدى الزوج.
  • وقد اتفق الفقهاء على هذا الأمر مستندين إلى قول الله تعالى:
    • (فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) صدق الله العظيم، سورة البقرة الآية رقم (229).
  • من العيوب التي يمكن أن تؤدي إلى طلب الطلاق، أن يكون الزوج مريضاً بمرض نفسي أو عقلي، أو عدم إشباع رغبات الزوجة الجنسية، أو إصابته بعاهة تؤثر على العلاقة.
  • كما أن وجود أمراض جلدية يمكن أن تلحق الضرر بالعلاقة الزوجية يعتبر سبباً أيضاً.

عدم إنفاق الزوج على الزوجة

  • إذا كان الزوج يعاني من ضائقة مالية ويعجز عن الإنفاق على زوجته، فيحق لها طلب الطلاق.
  • ينص مذهب الحنفية على أنه لا يحق للزوجة طلب الطلاق في حالة فقر الزوج، واستندوا إلى قوله تعالى:
    • (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إلى مَيْسَرَةٍ) صدق الله العظيم، سورة البقرة، الآية (280).
  • إلا أن العلماء اختلفوا في هذه المسألة. حيث أشار مذهب الحنابلة والشافعية والمالكية إلى جواز طلب الطلاق في حالة عجز الزوج عن الإنفاق.
  • واستندوا في ذلك إلى قوله تعالى:
    • (وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا) صدق الله العظيم، سورة البقرة الآية (231).
  • وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا السياق:
    • (أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ ما تَرَكَ غِنًى، واليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ تَقُولُ المَرْأَةُ: إمَّا أنْ تُطْعِمَنِي، وإمَّا أنْ تُطَلِّقَنِي) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه أبو هريرة.

غياب الزوج عن البيت

  • اختلف العلماء في حكم طلب الطلاق في حالة غياب الزوج عن بيت الزوجية.
  • ذهب مذهب الشافعية والحنفية إلى أنه ليس للزوجة الحق في طلب الطلاق إذا ترك الزوج ما يكفيها من النفقة خلال فترة غيابه.
    • ومع ذلك، فإن مذهب الحنابلة يعارض هذا الرأي إذ يعتبر أن للزوجة الحق في طلب الطلاق في حالة غياب الزوج لفترة طويلة بدون عذراً مقبول.
  • بينما يرى مذهب المالكية أن الزوجة تستطيع طلب الطلاق، حتى وإن كان غياب الزوج بعذر أو بدونه، إذ يُعتبر هذا حقاً لها.

وجود مشاكل بين الزوجين

  • إذا كانت هناك مشاكل ونزاعات بين الزوجين وصلت إلى درجة الكراهية، فإنه من الأفضل عدم استمرار العلاقة الزوجية، حيث لا يمكن لزواج قائم على الأذى أن يحقق السلام النفسي لكلا الطرفين.

هل يجوز طلب الطلاق بسبب سوء المعاملة؟

نعم، يجوز طلب الطلاق في حالة سوء المعاملة التي تتعرض لها الزوجة من زوجها، حيث إن هذه المعاملة تسبب أضراراً جسدية من الضرب أو أذى نفسيا وإهانة عبر الألفاظ المسيئة.

Scroll to Top