نصائح لتخفيف آلام الدورة الشهرية
تعد الطرق غير الدوائية من الوسائل المفيدة لتقليل آلام الدورة الشهرية وتقلصات الطمث (Dysmenorrhea). وعلى الرغم من أن كفاءة هذه الأساليب قد لا تصل إلى فعالية العلاجات الدوائية، إلا أنه يمكن دمج الطريقتين لتحقيق أفضل النتائج في تخفيف الألم. فيما يلي بعض النصائح التي قد تساعد في التخفيف من آلام الدورة الشهرية:
- استعمال الحرارة.
تعمل الحرارة على استرخاء عضلات الرحم والمناطق المحيطة بها، مما قد يؤدي إلى تخفيف التشنجات والانزعاج. يمكن استخدام قربة ماء ساخن أو زجاجة حرارة ووضعها على منطقة البطن، كما يمكن وضعها على أسفل الظهر لتخفيف آلام الظهر. كما يمكن أيضاً أخذ حمام دافئ يساعد على استرخاء عضلات الجسم بأكمله.
- ممارسة التمارين الرياضية.
تساهم التمارين الرياضية الخفيفة مثل تمارين الإطالة، اليوغا، أو المشي في تخفيف الألم، حيث تُفرز هذه الأنشطة هرمونات الإندورفين (Endorphin) التي تعمل كمسكنات طبيعية للألم. من المهم تجنب التمارين الشديدة، حيث قد لا تفيد النساء اللاتي يعانين من الألم.
- التدليك.
يعتبر التدليك أسلوباً فعالاً لاستعادة استرخاء عضلات منطقة الحوض وتخفيف التشنجات.
- الحرص على تناول أطعمة منخفضة الدهون وزيادة استهلاك الخضروات والحبوب الطبيعية.
- إدارة التوتر.
يمكن القيام بذلك عبر ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، حيث أن التوتر قد يزيد من حدة الأعراض.
- الإقلاع عن التدخين.
يؤدي التدخين إلى زيادة خطر معاناة النساء من عسر الطمث، ولذلك يُنصح بالامتناع عنه والابتعاد عن المدخنين، مع إمكانية استشارة محترف للرعاية الصحية للمساعدة في الإقلاع عن التدخين.
- تقليل استهلاك الأطعمة والمشروبات المحتوية على الكافيين.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة عند الحاجة.
- الامتناع عن تناول المشروبات الكحولية.
- تجنب الأطعمة الغنية بالملح.
طرق طبية لتخفيف آلام الدورة الشهرية
تتوفر مجموعة متنوعة من العلاجات الدوائية لتخفيف آلام الدورة الشهرية لدى النساء، ويمكن تصنيفها كما يلي:
الأدوية التي يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية
تشمل خيارات مثل الأسيتامينوفين (Acetaminophen) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية (Nonsteroidal anti-inflammatory drugs) المتاحة أيضاً دون وصفة طبية مثل: الآيبوبروفين (Ibuprofen) والنابروكسين (Naproxen). تعمل هذه الأدوية عن طريق تقليل كمية البروستاجلاندين التي تنتجها الرحم، مما يسهم في تخفيف الأعراض. من الضروري استشارة الطبيب قبل البدء في تناول هذه الأدوية للتأكد من ملاءمتها للمرأة.
يُمنع استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حال وجود نزيف، أو حساسية تجاه الأسبرين، أو وجود مشاكل معوية أو كبدية. ويمكن أن تتوفر أدوية تحتاج إلى وصفة طبية وأخرى متاحة بدون وصفة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون الأدوية الموصوفة أكثر فعالية طالما تناسقت الجرعة المناسبة من كلا النوعين.
وينصح باستخدام مسكنات الألم عند بدء ظهور الأعراض والاستمرار في تناولها حتى زوالها. ومن المثير للاهتمام أن المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة (American Journal of Obstetrics & Gynecology) ذكرت في دراسة عام 2017 أن 18% من النساء اللواتي عانين من آلام الدورة الشهرية لم يستجبن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية رغم فعاليتها.
الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب
مضادات الالتهاب
قد يقوم الطبيب بوصف بعض مضادات الالتهاب الأقوى في حال عدم تحقيق مضادات الالتهاب غير الستيرويدية للغرض المرجو، وهناك أدوية تسكن الألم مثل تلك التي تحتوي على الأسيتامينوفين والهيروكودون (Hydrocodone).
إذا لم تعطي التغييرات الحياتية والأدوية المتاحة فائدة، قد يصف الطبيب أدوية بجرعات أعلى كالأيبوبروفين أو غيرها من مضادات الالتهاب، وأيضًا قد يتم وصف وسائل منع الحمل، حيث ثبت أن النساء اللواتي يتناولن هذه الأدوية يعانين من آلام دورة شهرية أقل.
حبوب منع الحمل
تستخدم هذه الأدوية إذا لم تنجح مضادات الالتهاب، حيث تعتبر وسائل منع الحمل الهرمونية فعالة في علاج عسر الطمث الأولي. من الجدير بالذكر أن أكثر الأنواع المدروسة لهذا الغرض هي الحبوب الفموية المركبة، وهناك أنواع أخرى أثبتت فعاليّتها من خلال الاستخدام والتجربة، مثل: الحلقات، واللصقات، وحقن ميدروكسي بروجيستيرون (Medroxyprogesterone)، واللولب الهرموني الذي يفرز ليڤونورجيستريل (Levonorgestrel).
يجب اتخاذ الحيطة عند البدء في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، حيث قد تسبب نزيفاً أو بقع فوق عند انتهاء الدورة الشهرية. ويجب مراجعة الطبيب في حال ظهور أي أعراض أو علامات تتعلق بالأمراض الوعائية.
بالإضافة لذلك، من المهم أن تدرك المرأة أنه من الممكن ألا تختفي آلام الدورة الشهرية تماماً خلال الأشهر القليلة الأولى، رغم إمكانية الشعور ببعض الراحة في الدورتين الأولى والثانية. كما يجدر بها التعرف على الآثار الجانبية التي قد تنتج عن استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، مثل ألم الصدر، وألم البطن، واضطرابات في الرؤية، والصداع، والألم الشديد في الساقين.
معالجة آلام الدورة الشهرية من خلال علاج السبب
يمكن تقليل آلام الدورة الشهرية من خلال معالجة السبب الكامن وراء الألم مثل الأورام الليفية الرحمية أو الانتباذ البطاني الرحمي. قد يتطلب الأمر إجراء عمليات جراحية لإزالة الأنسجة غير المرغوب فيها مثل منظار البطن (Laparoscopy) أو انسداد الشريان الرحمي (Uterine artery embolization). وفي بعض الحالات، يمكن استئصال الرحم إذا لم تعد المرأة ترغب في الإنجاب، ويعتبر ذلك خياراً علاجياً نهائياً.
تجدر الإشارة إلى أن هناك أسباباً أخرى لعسر الطمث الثانوي، المرتبطة بمشكلات صحية في الأعضاء التناسلية، ومن أبرز تلك الأسباب ما يلي:
- مرض التهاب الحوض.
يُعرف مرض التهاب الحوض (Pelvic inflammatory disease) على أنه عدوى بكتيرية تنجم عن عدة أنواع من البكتيريا، تؤثر على الأعضاء التناسلية للمرأة وتسبب شعوراً بالألم في أسفل البطن والذي يعتبر العرض الأكثر شيوعاً، كما يمكن أن تؤدي إلى دورات شهرية غزيرة ومؤلمة. يمكن علاج التهاب الحوض عبر استخدام المضادات الحيوية الموصى بها من قبل الطبيب.
- تضيق عنق الرحم.
تضيق عنق الرحم (Cervical stenosis) هو تضيق في القناة الخاصة بعنق الرحم، الذي يُعتبر الجزء السفلي من الرحم. قد لا يسبب ذلك أي أعراض، ولكن يمكن أن يؤدي إلى بعض اضطرابات في الدورة الشهرية مثل عسر الطمث، والنزيف غير الطبيعي، وانقطاع الطمث. ويتم العلاج عادة بتوسيع عنق الرحم.
- العضال الغدي الرحمي.
يشير مصطلح العضال الغدي الرحمي (Adenomyosis) إلى حالة تنمو فيها خلايا بطانة الرحم داخل جدار الرحم بدلاً من التوجه للخارج، مما يؤدي إلى تحفيز هذه الخلايا خلال الدورة الشهرية مما يتسبب في النزيف الشديد وتشنجات الطمث. تتوفر العديد من خيارات العلاج لهذه الحالة، منها:
- استخدام مضادات الالتهاب مثل الأيبوبروفين لتخفيف الألم والانزعاج.
- الأدوية الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل الفموية، أو اللولب الهرموني، أو الحقن الهرمونية، حيث تقلل من الأعراض.
- إجراء عملية انسداد الشريان الرحمي.
- استئصال الرحم.