دراسة حول حياة وإنجازات توماس أديسون

الطفولة المبكرة لتوماس أديسون

وُلِد توماس ألفا إديسون في 11 فبراير من عام 1847 في ميلانو، وكان يعرف في صغره باسم (آل). كان الأصغر بين إخوته، وانتقلت عائلته إلى ميشيغان في عام 1854، حيث عمل والده في قطاع الأخشاب. ومن المثير للاهتمام أن عائلة أديسون كانت تقطن في نيوجيرسي قبل عدة هجرات أدت إلى الوصول إلى كندا، حيث تعرَّف والديه، ثم عادوا إلى الولايات المتحدة.

تأثر أداء إديسون في الحياة بفقره، مما دفع والدته إلى إخراجه من المدرسة لمتابعة تعليمه في المنزل. وقد نُسب نجاحه وشهرته إلى دعم والدته القوي له، ولم ينسَ إديسون أبدا إيمانها به. ترك توماس أديسون إرثًا ضخمًا حتى يومنا هذا، حيث أبدع في مجموعة من الاختراعات من بينها التلغراف والهاتف، بالإضافة إلى حصوله على عدد كبير من براءات الاختراع. وبفضل إنجازاته، أصبح رائد أعمال بارز في مجالات الاتصالات التجارية والعديد من المشاريع الأخرى.

بدأ إديسون حياته المهنية في عمر مبكر، حيث اشتغل كموزع صحف وبائع حلوى على السكك الحديدية. في أوقات فراغه، كان يقضي وقته في قراءة الكتب العلمية والثقافية، بالإضافة إلى تعلم كيفية تشغيل التلغراف، مما قاده إلى أن يصبح عامل تلغراف. انتقل بعد ذلك إلى نيويورك، حيث حقق إنجازًا في اختراعه لطابعة الأسهم العالمية كأول منتج له، محققًا نحو 40,000 دولار، مما مكنه من تأسييس أول مختبر له في نيوجيرسي، وتزوج من ماري ستيلويل.

كيف غيّر أديسون وجه العالم؟

اكتسب إديسون شهرة واسعة بسبب الاعتقاد السائد بأنه أول من اخترع المصباح الكهربائي. ولكن الحقيقة أن المصابيح الكهربائية كانت موجودة بالفعل قبل إديسون بفضل مخترعين آخرين، وكان يمثل إديسون واحدًا منهم. كان المصباح الكهربائي السابق يميل إلى عدم الاستمرار لفترات طويلة، مما استدعى تدخل إديسون في أواخر السبعينات من القرن التاسع عشر ليقدم تصميمًا لمصباح قادر على الإضاءة لفترات أطول. طوّر إديسون مصباحًا يعتمد على تسخين معدن لإنتاج الضوء، مستخدمًا المادة المستخدمة في الهواتف لصنع فتيلة كربونية.

لاحقًا، قام باستخدام الخيزران كعنصر بديل بفضل أليافه الطويلة، مما سمح لفتيلة المصباح بالاحتراق لفترات زمنية أطول وأكثر استدامة. وهكذا تمكن من دمج خيوط الخيزران مع نظام مضخة تعمل على إزالة الهواء داخل المصباح، ما زاد من عمر المصباح إلى نحو 1200 ساعة من الإضاءة المستمرة.

أهم اختراعات توماس أديسون

إليك أبرز اختراعات توماس أديسون:

  • جهاز الفونوغراف: اعتبر أديسون هذا الاختراع من أهم إنجازاته، حيث يتيح تسجيل الصوت لإعادة الاستماع له. تقوم الاهتزازات الناتجة عن الصوت بتحريك إبرة الفونوغراف، ما يجعلها تتحرك في أسطوانة مُغطاة بالقصدير، وسجل أديسون أول رسالة صوتية له والتي كانت “لدى ماري حمل صغير”.
  • المصباح الكهربائي: رغم الاعتقاد السائد بأن إديسون هو مخترع المصباح الكهربائي، إلا أنه لم يكن الأول في ذلك. كانت هناك مصادر ضوء كهربائية قبله، لكنها كانت مكلفة وقصيرة العمر. كان دور إديسون بارزًا في تطوير عازل داخل المصباح وتحقيق التوازن بين الفتيلة المناسبة، مما جعله ينتج مصابيح كهربائية تدوم لفترات طويلة. بالإضافة إلى ذلك، ابتكر نظام مولدات كهربائية تحول الطاقة لتشغيل المصابيح.
  • الصور المتحركة: استلهم إديسون فكرة الصور المتحركة من تحليل إدوارد مويبريدج للحركة في عامي 1888 و1889. طور إديسون هذا الاختراع من خلال استخدام أفلام جورج إيستمان، حيث قطعها إلى شرائح مثقوبة ويظهرها على المشغل لدعم فكرة العروض التفاعلية، مع إضاءة الفيلم بمصباح يعمل بالبطارية.
  • مسجل التصويت الكهربائي: ابتكر إديسون هذا الجهاز في سن الثانية والعشرين أثناء عمله كعامل تلغراف، للمساعدة في تسريع عملية التصويت في الكونغرس الأمريكي. يتكون الجهاز من مفتاح يُستخدم لتسجيل أصوات الناخبين، وتصل الإشارات الكهربائية إلى المكتب المعني بتقرير النتائج.

وفاة توماس أديسون

عانت صحة أديسون من تدهور ملحوظ في سنواته الأخيرة، حيث انشغل بالأمراض التي أبعدته عن مختبره في غليمبونت، وفي عام 1931، تدهورت حالته الصحية حتى وافته المنية في 18 أكتوبر من نفس العام.

يظل إنجاز توماس أديسون في تغيير حياة الناس حقيقة لا يمكن إنكارها. على الرغم من التحديات التي واجهها، إلا أن إبداعه وإقدامه على الابتكار لم تتراجع. فقد أحدثت اختراعاته، خاصة تطويره لمصباح الكهرباء، تحولًا جذريًا في حياة الكثيرين، إذ لولا جهوده لكان العالم لا يزال يعيش في ظلام دائم.

Scroll to Top