حكم خروج المرأة التي فقدت زوجها بعد وفاته

عند وفاة الزوج، تتعين على الزوجة أحكام جديدة تسري عليها مباشرةً بعد وفاة زوجها. وقد يعاني الكثير من النساء من عدم المعرفة بهذه الأحكام. لذا، فإن الشريعة الإسلامية قد أوضحتها بشكل جلي في مواضع عديدة.

على سبيل المثال، قد تتساءل المرأة: ماذا يجب أن أفعل، وماذا لا أفعل حتى لا أقع في إثم أو أخالف ما جاء به الشرع؟ ومن هنا، سنناقش في مقالنا هذا “حكم خروج المرأة المتوفى عنها زوجها”.

حكم خروج المرأة المتوفى عنها زوجها

يتعين على الزوجة التي توفي زوجها أن تكمل عدتها في المكان الذي عاشا فيه معًا طوال حياتهما.

وفي حال كانت مضطرة للانتقال لأسباب قاهرة أو للخوف من حدوث مكروه، فإنه يحق لها ذلك، شرط أن تقضي عدتها في المكان الجديد.

إذا اعتزمت المرأة الخروج، فإن أحكامها تتوزع على ثلاث حالات:

  • في حالة رغبتها بالخروج دون حاجة ملحة، مثل الخروج للتنزه أو التسوق غير الضروري، فإنه يُعد خروجها غير جائز شرعًا.
  • إذا كانت هناك ضرورة ملحة للخروج، كأن يكون هناك خطر يهدد حياتها أو ممتلكاتها.

    • كمثل حدوث عاصفة شديدة أو حريق في المنزل. وفي هذه الحالة، يكون خروجها جائزًا سواء كان ذلك في النهار أو الليل.

ومع ذلك، لا يجوز لها أن تبقى خارج منزلها بعد انتهاء الأزمة، بل يجب عليها العودة واستكمال عدتها.

  • أما إذا كانت ترغب في الخروج لقضاء حاجة، مثل العمل أو الدراسة أو الشعور بالاكتئاب بسبب الوحدة، فتجوز لها الخروج نهارًا فقط.

    • ولا يجوز لها أن تخرج في الليل، كما لا يجوز لها أن تنام خارج بيتها.

عدة المرأة المتوفى عنها زوجها

إن العلماء قد اتفقوا على أن عدة المرأة تبدأ من لحظة وفاة زوجها، وليس بعد ثلاث أيام من وفاته.

مدة العدة تختلف من امرأة لأخرى حسب حالتها. وفيما يلي نستعرض الحالات المختلفة التي تحدد عدة المتوفى عنها زوجها:

عدة المرأة المتوفى عنها زوجها

إذا كانت المرأة توفي عنها زوجها ولم تكن حاملًا، فإن عدتها تكون أربعة أشهر وعشرة أيام، وفقًا لقوله تعالى:

(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا).

وقد وضحت الآية الكريمة أنه يُفترض على المرأة المعتدة ترك التطيب والزينة وارتداء الملابس الملونة والحلي، وذلك تعبيرًا عن الحزن على فقدان زوجها.

كما ورد عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “المرأة المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب، ولا الممشقة، ولا الحلي، ولا تختضب، ولا تكتحل”.

ويلزمها أيضًا عدم الخروج من منزلها إلا عند الضرورة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم للفريعة بنت مالك: “امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله”.

إذا كان الخروج لحاجة ضرورية، فإنه يجوز لها الخروج نهارًا، ففي حديث جابر بن عبد الله: “طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بلي فجدي نخلك”.

إذا كان الخروج بسبب شعورها بالوحدة وعدم وجود من يؤنسها، فيجوز لها الخروج نهارًا ويمكنها النوم في منزل آخر شريطة تجنب الليل، كما حدث مع نساء شهداء في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

عدة الحامل المتوفى عنها زوجها

المرأة التي توفي عنها زوجها وهي حامل تنتهي عدتها بوضع حملها، حتى لو كان ذلك قبل يوم واحد. وذلك وفق ما جاء في القرآن الكريم:

(وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ).

تمكنت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها من الحصول على إذن للنكاح بعد فترة قصيرة بسبب وضعها حملها، مما يؤكد نهاية عدتها بمجرد ولادتها.

كفارة المرأة التي تخرج في عدتها بعد موت زوجها دون حاجة

إذا خرجت المرأة لجلب الضروريات فإن ذلك لا يُعتبر إثمًا. بينما في حال خروجها دون ضرورة، وبعد انتهاء عدتها، فإنها تلزم بكفارة.

هذه الكفارة تتمثل في التوبة والرجوع إلى الله، مع ضرورة الاستغفار. يُشترط أن تكون قد خرجت وهي على علم بأحكام العدة.

بينما إذا كانت جاهلة بهذه الأحكام فلا إثم عليها، ولكن يجب على من عرفت الالتزام بأحكام الإسلام.

حكم خروج الأرملة المسنّة قبل انتهاء عدتها

أكدت الشريعة الإسلامية، كما جاء في القرآن والسنة، أن عدة المرأة المتوفى عنها زوجها، سواء كان قد دخل بها أم لا، أو كانت صغيرة أم مسنّة، تتساوى في مدة الأربعة أشهر وعشرة أيام، ولا يجوز لهن الخروج إلا لضرورة، وقد تم توضيح ذلك بشكل مفصل سابقًا.

الحكمة من مشروعية العدة في الإسلام

  • للتحقق من خلو رحم المرأة من الحمل، ولتجنب اختلاط الأنساب في حال قررت الزواج بعد وفاة زوجها مباشرة.
  • تعبير عن الحزن على فقدان الزوج، ولإظهار الاحترام والتقدير له.
  • التقرب إلى الله باتباع أوامره، ومن ضمنها أمر العدة.
  • لحماية المرأة من الفتنة، والتقليل من نظرات الناس والحديث عنها، مما يساعدها على البقاء في راحة نفسية.
  • توفير فرصة للمرأة للاختلاء بنفسها للتعبد والدعاء للزوج المتوفي، مما يعدّ من الأمور المستحبّة.
  • تجنب العجلة في الزواج بعد وفاة الزوج، مما قد يسئ إلى عائلته ويعدّ تسرعًا في الحكم عليها بين الناس.

تابع أيضًا:

Scroll to Top