دراسة شاملة عن مرض الرمد وأعراضه وعلاجه

مرض الرمد

يُعرف مرض الرمد، والذي يُطلق عليه أيضًا التهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis) أو العين الوردية (بالإنجليزية: Pink eye)، بأنه حالة تصيب ملتحمة العين. وتنتج هذه الحالة نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، أو نتيجة التعرض لمسببات الحساسية. كما قد يحدث الرمد عند الأطفال بسبب عدم انفتاح القنوات الدمعية بشكل كامل. وفي هذا الإطار، يُمكن تعريف ملتحمة العين على أنها الغشاء الشفاف الذي يبطن الجفن ويغطي الجزء الأبيض من مقلة العين. يؤدي التهاب هذا الغشاء إلى تغيرات في الأوعية الدموية الصغيرة الموجودة فيه، مما يجعل بياض العين يظهر بلون وردي أو أحمر.

يعد الرمد مرضًا معديًا، وتختلف درجة انتشاره وفقًا للسبب الأساسي. ويُعتبر الرمد الناتج عن عدوى فيروسية هو الأكثر شيوعًا بين البالغين، خاصة خلال فصل الصيف. بينما تأتي العدوى البكتيرية في المرتبة الثانية، حيث تمثل 50-75% من الحالات لدى الأطفال، وغالبًا ما تحدث بين شهري كانون الأول ونيسان. كما يُعتبر التهاب الملتحمة التحسسي الأكثر شيوعًا بنسبة تترواح بين 15-40%، خصوصًا في فصلي الربيع والصيف. يتأثر انتشار مرض الملتحمة بعوامل مثل عمر المريض ووقت السنة. ومن الجدير بالذكر أن التشخيص المبكر والعلاج الفوري يمكن أن يقللا من انتشار المرض. لمزيد من المعلومات حول انتشار مرض الرمد، يمكنكم الاطلاع على المقال التالي: (انتشار مرض الرمد).

على الرغم من الانزعاج الذي يسببه مرض الرمد، إلا أن تأثيره على الرؤية نادرًا ما يكون ملحوظًا. يُعد من المهم التأكيد على أن الإصابة بالرمد ليست حالة خطيرة، حيث يمكن للشخص العودة إلى أنشطته اليومية، مثل العمل، بعد الشفاء من الالتهاب، الذي عادة ما لا يستمر لأكثر من عدة أيام إلى أسبوع أو أسبوعين، وذلك حسب شدة الحالة. وفي حال كان السبب هو الحساسية، فلن يكون الرمد معديًا، مما يسمح للشخص بالعودة إلى نشاطاته الاعتيادية في أي وقت.

أنواع مرض الرمد وأسبابه

يمكن تصنيف مرض رمد العين إلى ثلاثة أنواع رئيسية بناءً على السبب:

  • الرمد التحسسي
  • الرمد المُعدي
  • الرمد الكيميائي

التهاب الملتحمة التحسسي

يحدث التهاب الملتحمة التحسسي نتيجة ملامسة العين لمواد تسبب الحساسية، مما يحفز نظام المناعة على التفاعل بشكل غير طبيعي. ويقسم هذا النوع إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلي:

  • التهاب الملتحمة الموسمي أو المستمر: يُعتبر الأكثر شيوعًا، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية أخرى، مثل الربو أو التهاب الأنف التحسسي (بالإنجليزية: Allergic rhinitis). يُنتج عادة نتيجة حبوب اللقاح من الأعشاب أو الأزهار أو الأشجار، أو عث الغبار، أو قشور الحيوانات.
  • التهاب الملتحمة التحسسي التلامسي: (بالإنجليزية: Contact dermatoconjunctivitis)، يحدث عادةً نتيجة استخدام قطرات العين، مستحضرات التجميل أو المواد الكيميائية.
  • التهاب الملتحمة الحليمي العملاق: (بالإنجليزية: Giant papillary conjunctivitis)، ينتج عن ارتداء العدسات اللاصقة أو الغرز المستخدمة في جراحة العيون.

التهاب الملتحمة المعدي

تُسبب بكتيريا المكورات العنقودية أو العقدية الموجودة على جلد الشخص أو في جهازه التنفسي التهاب الملتحمة البكتيري. قد تنتشر العدوى عبر الحشرات، أو عبر الاتصال المباشر بشخص مصاب، أو نتيجة سوء النظافة مثل لمس العينين بأيدٍ غير نظيفة. أيضًا، يحدث التهاب الملتحمة الوليدي (بالإنجليزية: Ophthalmia neonatorum) وهو التهاب بالغ الخطورة، حيث قد يؤدي إلى أضرار دائمة للعين في حال تأخر العلاج، وينتج عن تعرض الطفل حديث الولادة للبكتيريا مثل المتدثرات أو الكلاميديا أو بكتيريا السيلان أثناء الولادة.

أما بالنسبة لالتهاب الملتحمة الفيروسي، فإنه ينتج عن التعرض لفيروسات مرتبطة بالزكام، وتمتد الإصابة من شخص لآخر عند السعال أو العطس. كما يمكن أن ينتشر الفيروس عبر الأغشية المخاطية الموجودة في الأنف والحلق وقنوات الدمع.

التهاب الملتحمة الناتج عن التهيّج

قد يُصاب الشخص بالتهاب الملتحمة بسبب التعرض لأي من العوامل التالية:

  • المياه المعالجة بالكلور المستخدمة في المسابح.
  • الشامبوهات أو مستحضرات التجميل.
  • الأبخرة أو الأدخنة.
  • سقوط رمش من مكانه مما يتسبب في خدش الملتحمة.

أعراض مرض الرمد

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض الرمد ما يلي:

  • احمرار إحدى العينين أو كليهما.
  • حكة في إحدى العينين أو كليهما.
  • الإحساس بكأن هناك رمل في إحدى العينين أو كليهما.
  • خروج إفرازات من إحدى العينين أو كليهما، والتي قد تتجمد وتشكل قشرة تغطي العينين أثناء الليل، مما يصعّب فتح العينين في الصباح.
  • تدميع إحدى العينين أو كليهما.

لمزيد من المعلومات حول أعراض مرض الرمد، يمكنكم مراجعة المقال التالي: (أعراض مرض الرمد).

تشخيص مرض الرمد

في معظم الحالات، لا يكون هناك حاجة لزيارة الطبيب عند الإصابة برمد العين. يستطيع الطبيب تشخيص معظم الحالات من خلال سؤال المريض عن الأعراض والتاريخ الطبي. في حالات نادرة، قد يُطلب الطبيب أخذ عينة من السائل المتسرب من العين لفحصه في المختبر. وإذا كانت الأعراض شديدة أو كان هناك شكوك بشأن وجود خلل آخر، فقد يستلزم الأمر إجراء اختبارات إضافية.

للمزيد من المعلومات حول تشخيص مرض الرمد، يمكنكم قراءة المقال التالي: (تشخيص مرض الرمد).

علاج مرض الرمد

في بعض الحالات، قد تختفي أعراض رمد العين بشكل تلقائي دون الحاجة لعلاج. بينما في حالات أخرى، قد يُطلب استخدام قطرات موضعية أو أدوية فموية وفقًا لسبب المرض، وتتضمن خيارات العلاج ما يلي:

  • التهاب الملتحمة الناتج عن عدوى بكتيرية: يمكن علاج الحالات غير المعقدة باستخدام مضادات حيوية موضعية على شكل قطرات أو مراهم، بينما تحتاج الحالات الأكثر تعقيدًا لمضادات حيوية فموية. عادةً ما تبدأ الأعراض بالتحسن بعد 3-4 أيام. كما يمكن تجنب التهاب الملتحمة الوليدي بوضع مضاد حيوي في عيني الطفل بعد الولادة.
  • التهاب الملتحمة الناتج عن عدوى فيروسية: كما هو الحال في الأمراض الفيروسية الأخرى، يجب أن يأخذ المرض مساره الطبيعي والذي قد يستمر من 2-3 أسابيع، وإذا كان هناك ألم شديد أو عدم راحة، يمكن استخدام قطرات ستيرويدية. في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات فيروسات فموية.
  • التهاب الملتحمة التحسسي: يتمثل أفضل علاج في الابتعاد عن مثير الحساسية، وفي حالة التهاب الملتحمة الحليمي العملاق، قد يشمل العلاج التوقف عن استخدام العدسات اللاصقة لفترة معينة، بالإضافة إلى استخدام الكمادات الباردة وقطرات الدموع الصناعية. في بعض الأحيان، قد يُوصى بمضادات الهيستامين أو أدوية الستيرويد الموضعية.
  • التهاب الملتحمة الكيميائي: يتطلب العلاج غسل العينين بماء نظيف أو محلول ملحي، وفي الحالات الحادة، قد تحتاج لاستخدام أدوية ستيرويدية موضعية، خاصةً إذا كانت الإصابة شديدة مثل الحروق القلوية.

لمعرفة المزيد عن علاج مرض الرمد، يمكنكم الاطلاع على المقال التالي: (ما هو علاج رمد العين).

الوقاية من مرض الرمد

كما ذُكر سابقًا، فإن الرمد البكتيري والفيروسي يمكن أن ينتشر بسهولة من شخص لآخر. لذا، من الضروري اتخاذ احتياطات للحد من العدوى، ومنها:

  • غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، وفي حال عدم توفرهما، يمكن استخدام معقم يحتوي على الكحول.
  • غسل اليدين بعد لمس الشخص المصاب أو أي من متعلقاته.
  • غسل اليدين دائمًا قبل لمس العينين.
  • عدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الأشخاص المصابين، بما في ذلك الوسائد والمناشف والمستحضرات التجميلية.

لمعرفة المزيد عن الوقاية من مرض الرمد، يمكنكم قراءة المقال التالي: (الوقاية من مرض الرمد).

فيديو عن الرمد الربيعي

لتفاصيل إضافية حول الرمد الربيعي وأسبابه وأعراضه، يُمكنكم مشاهدة الفيديو المرفق.

Scroll to Top