يتناول هذا المقال حكم سب الصحابة والطعن فيهم. إن الصحابة هم الأفراد الذين شهدوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآمنوا بدعوته وبالقرآن الكريم، ضحين بأموالهم وحياتهم في سبيل نصرته. وقد فضلهم الله سبحانه وتعالى ورضي عنهم، لذا فإن أي إساءة إليهم تُعَد إساءة إلى الإسلام وتدخل ضمن دائرة الكفر والفسوق.
تعريف الصحابة
1- معنى الصحابي في اللغة
- تشتق كلمة “صحابي” من الفعل “صحب”، الذي يعني أن يصاحب شخصًا ما. وبالتالي، تعني الكلمة العامة المعاشرة لفترة طويلة.
- جميع كلمات جمع “صاحب” تشمل “صحبان” و”أصاحب” و”صحابة”.
2- تعريف الصحابي في الاصطلاح
- تستخدم كلمة “صحابي” للإشارة إلى كل من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعاشره، وساعد في نشر الإسلام ودعم المسلمين.
- عرفها العلماء بأنها تعني الشخص الذي رأى الرسول وآمن به وبالكتاب الذي أُنزِل، ومات على إيمانه دون أن يرتد.
- لا تقتصر التعريفات على مجرد المعاشرة أو الرؤية بل تشمل الذين شاركوا في المعارك وفتح البلاد لنصرة المسلمين في جميع الظروف.
- يمكن أن يُعتبر من رأى الرسول حتى لمرة واحدة وآمن به ثم توفي صحابيًا.
- يشمل مصطلح الصحابي أي شخص آمن بالله وبرسوله، حتى وإن لم يتعامل بشكل مباشر مع النبي.
- أيضًا، يُعتبر من تعامل مع النبي ولم يره بسبب ظروف مثل العمى من ضمن الصحابة.
دور الصحابة في الإسلام
- منذ بداية الدعوة الإسلامية، كان للصحابة دور حاسم في دعم الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ساهموا بشكل كبير في تعزيز دعوته.
- قاموا بنشر تعاليم الإسلام في جميع أنحاء الأرض، فكانوا أداة تعلم وتعليم، ونصروا الله ورسوله.
- بدون الصحابة، لم يكن للرسول من يعينه في الأوقات الصعبة، فقد ساعدوه في الصبر على المحن والآلام.
- كانوا وسيلة التخفيف التي أرسلها الله لنصرته، وعاشوا من أجل نشر الإسلام في كل مكان.
- مثلوا الجبهة التي تحمي الإسلام من أعدائه، وجعلتهم دائمًا في الصفوف الأمامية أثناء الغزوات.
- لذا، أكرمهم الله بمكانة رفيعة بوصفهم في أعظم منزلة بعد الأنبياء، ومن أساء إليهم أساء للإسلام نفسه.
مكانة الصحابة
- يرمز إرسال الله للمرسلين والصحابة هدية كبرى للبشرية، حيث يقودهم لخروجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان.
- يُعتبر الصحابة أعظم الناس بعد الأنبياء لدورهم الفعال بعد وفاة الرسول في نشر الإسلام.
- واصلوا حياتهم في الجهاد والدعوة، وخصهم الله بصفات لم يمنحها لأحد غيرهم.
- امتدح الله الصحابة في أيآت عديدة من القرآن، مُشيرًا إلى فضائلهم ووعدهم بنعيم الآخرة.
- وُضعت مكانتهم الرفيعة في كتب العقيدة، التي أكدت على فضلهم ودورهم الكبير في الإسلام.
- حملوا رسالة الرسول بقوة وشغف، ويستحقون اعترافًا خالدًا بإنجازاتهم حتى يوم القيامة.
درجات سب الصحابة
- تباينت آراء العلماء حول حكم سب الصحابة، حيث وجد البعض أن ذلك يختلف بحسب الدرجات.
- يوجد طعن في عدالة الصحابة في درجة معينة.
- وهناك من يطعن في الصحابة بشكل عام دون الخوض في عدالتهم.
- وتتناول درجة أخرى السب لشخصية صحابية معين لأقوال أو أفعال غير مرضية.
- وفى نهاية المطاف، تندرج الدرجة الأدنى في سب الصحابة كونهم كانوا من أصحاب النبي.
حكم سب الصحابة والطعن فيهم
- توافق العلماء على تكفير من يعتقد بجواز سب الصحابة، حيث يُعتبر ذلك رفضاً لأمر من أمور الدين التي توجب تبجيل الصحابة.
- إذا تم التطاول على صحابي واحد أو مجموعة من الصحابة، فإن ذلك يُعتبر كفراً، حتى لو لم يُسَب جميع الصحابة.
- قال السبكي: “إن سب الجميع كفر أكيد، وكذلك إذا تم سب أحد الصحابة، فهو استخفاف بمكانتهم وحقهم.”
- وبهذا، يُعتبر بغض أي من الصحابة، وخاصة مثل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، كفراً.
- وذكر بن تيمية أن من يدعي أن الصحابة ارتدوا إلا قلة منهم هو كافر.
- تعتبر الطعنة في إيمان الصحابة أيضاً نوعًا من الكفر حسب رؤية العلماء.
- يزيد العلماء في تأكيد كفر من يسب السيدة عائشة، حيث برأها الله في القرآن.
- ذكر الإمام مالك بوضوح ضرورة قتل من يسب أم المؤمنين، باعتبار أنه كذّب ما جاء في القرآن.
سب الصحابة دون اعتقاد بجواز ذلك
- اتفق العلماء ألا يُعتبر من يسب الصحابة كافرًا إذا لم يظن بجواز ذلك أو إذا كان عن غير قصد.
- من يقوم بذلك، يعتبر خارجًا عن حدود الإيمان، وينبغي له التوبة والاستغفار.
سب الصحابة مع اعتقاده بجواز ذلك
- أي سب صريح للصحابة، مع اعتقاد أن ذلك جائز، يُعتبر كفرًا لا شك فيه.
- هذا النوع من السب لا يُعدّ من الفسوق، بل هو خرق مباشر للقيم الدينية، مما يستدعي السعي للتوبة.
- شخص تاب توبة صادقة سُيغفر له، لكن إن أصرّ على سبه بشكل متعمد، فهو من الكفار.
- تأتي عواقب وخيمة على من يتطاول على الصحابة أو يطعن في عدالتهم، سواء أدرك مكانتهم أو لا.