تأثير الصدمة النفسية على الشخصية
تشير الصدمة النفسية إلى رد فعل الفرد تجاه أحداث مرهقة بشكل كبير، مثل الحروب، الكوارث الطبيعية، الحوادث، أو وفاة شخص مقرب. هذه الأحداث يمكن أن تتسبب في مجموعة من الأعراض العاطفية والجسدية، مما قد يؤدي إلى ظهور مشكلات نفسية وشخصية وعاطفية متنوعة. من أبرز هذه المشاعر: الإنكار، والغضب، والخوف، والحزن، والارتباك، والقلق والاكتئاب. وفيما يلي نستعرض بعض التأثيرات السلبية على الشخصية نتيجة التعرض للصدمة النفسية:
مشاكل في التواصل الاجتماعي
الأشخاص الذين يعانون من صدمة نفسية قد يواجهون صعوبات في التواصل الاجتماعي، مثل عدم القدرة على التكيف مع الآخرين، ورغبة شديدة في الانسحاب من المجموعات الاجتماعية. علاوة على ذلك، يمكن أن يشعروا بعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين، حيث تؤثر الصدمة النفسية على قدرة الفرد على التعامل مع المواقف الاجتماعية، مما يتركهم في حالة من القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى مشاعر الارتباك والخوف عند التواصل مع الآخرين.
مشاكل في الإدراك
قد يجد الأفراد الذين تعرضوا لصدمة نفسية أنفسهم عالقين في مشاكل إدراكية، مثل رؤية صور مرئية ترتبط بأحداث مؤلمة، أو فقدان القدرة على تذكر المعلومات والتركيز. كما يمكن أن يشعروا بتقلبات مزاجية مرتبطة بالارتباك، ويعتبرون أنفسهم في حالة ضياع وعدم إدراك لمحيطهم.
مشاكل في السلوك الشخصي
التعرض للصدمة النفسية قد يحول الشخصية إلى مستوى من الانطوائية، حيث يتجنب الأفراد النشاطات والأماكن التي قد تثير ذكريات تلك التجربة المؤلمة. قد يتبع ذلك العزلة الاجتماعية ونقص الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة لهم سابقًا.
مشاكل في العاطفة
قد يصبح الفرد أكثر حساسية تجاه بعض المواقف، وقد يصاب بالوسواس القهري، أو يشعر بالانفصال العاطفي عن الآخرين. هذه المشاعر المتقلبة قد تؤدي إلى مشاعر الذنب، مما يترك الفرد في حالة من الارتباك وعدم القدرة على إدارة عواطفه.
مشاكل في التعامل مع المواقف
التعرض للصدمات النفسية قد يؤثر على طريقة تعامل الفرد مع المواقف، حيث يمكن أن يصبح أكثر دفاعية، يميل إلى العدوانية، ويكون متأثراً بسهولة عند تلقي الانتقادات أو الملاحظات، حتى وإن كانت بسيطة أو غير مقصودة.
نصائح لدعم الأفراد الذين تعرضوا لصدمة نفسية
لتقديم الدعم للأشخاص الذين عانوا من صدمة نفسية، يمكن اتباع النصائح التالية:
- التوجه لاستشارة طبيب مختص في حالة الرغبة في الحصول على دعم مناسب وفقًا لاحتياجات الفرد النفسية والعقلية.
- تشجيع الشخص على التعبير عن مشاعره والتحقق من عواطفه.
- مساعدة الفرد على فهم أن ما حصل له ليس خطأه.
- الرد بصدق على الأسئلة التي يطرحها الفرد.
- طمأنة الفرد بأنه يمكن تقديم المساعدة له.
- تجنب تناول الأدوية من قبل الأفراد الذين يعانون من صدمات نفسية إلا تحت إشراف طبي، والالتزام بالجرعات المحددة.