سور الصين العظيم
يعتبر سور الصين العظيم من أعظم المعالم التاريخية، حيث يمتد ككتلة هائلة من الجدران والحصون، ليصل طوله الإجمالي إلى أكثر من 13000 ميل (20921 كم). يقع هذا السور في شمال الصين، ويعد رمزًا شهيرًا يعكس تاريخ البلاد العريق. تم إنشاء السور بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر بعد الميلاد تحت إشراف الإمبراطور تشين شي هوانغ.
تاريخ سور الصين العظيم
يعود تاريخ بناء سور الصين العظيم إلى فترة الربيع والخريف بين عامي (770 – 476) قبل الميلاد، ويمكن تفصيله كما يلي:
الجدران الأولية
في البداية، تم بناء جدران منفصلة على الحدود لحماية الدولة، وذلك بأمر من الأمراء خلال فترة الربيع والخريف، وكذلك خلال فترة الممالك المتحاربة (475 – 221) قبل الميلاد. وكانت تلك الفترة تضم مناطق صغيرة تعرف اليوم بالصين، والتي كانت تتكون من مدن وإمارات متعددة.
أسرة تشين (221 – 206 قبل الميلاد)
قاد تشين شي هوانغ، ملك دولة تشين بين عامي 247 و 221 قبل الميلاد، الحروب لتوحيد الدول الأخرى وتوسيع الحدود. شمل ذلك توحيد أجزاء من الجدران الدفاعية التي بنيت في السابق من قبل دويلات تشين وزهاو ويان، بهدف توفير خط دفاع موحد ضد الغزوات المغولية. يُعتبر هذا الإنجاز بداية لبناء سور حقيقي، لكن صارت بقية الجدران الحدودية متآكلة وغير صالحة للاستعمال.
أسرة هان (206 – 220 قبل الميلاد)
استمر تطوير السور في فترة أسرة هان، حيث امتد من ساحل كوريا الشمالية بالقرب من بيونغ يانغ في الشرق، وصولًا إلى ممر بوابة جايد (يومنغوان) في الغرب، مضيفًا إلى كونه الأطول والأكثر تميزًا في ذلك الوقت.
أسرة يوان (1271 – 1368)
تعتبر أسرة يوان أول أسرة في الصين لم تخضع لحكم أسرة هان، إذ كانت البلاد تحت سيطرة المغول. في هذه الفترة، كان سور الصين العظيم يلعب دورًا حيويًا في حماية دولة هان على مدى 1500 عام. إلا أن بناء السور توقف خلال فترة حكم أسرة يوان، حيث كانت الصين ومنغوليا جزءًا من كيان سياسي موحد.
أسرة مينغ (1368 – 1644)
استأنف بناء سور الصين العظيم بشكل منتظم خلال فترة أسرة مينغ، لاستعدادهم لصد الغزوات من الشمال. شهدت الصين أثناء تلك الفترة ازدهارًا كبيرًا في قوة جيشها، وتم استكمال أجزاء أخرى من السور.
تاريخ ما بعد أسرة مينغ- حتى الوقت الحاضر (1644 – الوقت الحاضر)
في عام 1644، تمكنت قوات مانشو من اختراق سور الصين العظيم في ممر شانهاي، مما أشار إلى نهاية سيطرة الهان على الصين، وكذلك انتهاء عهد أسرة تشين، وتوقف بناء وصيانة السور. ومع ذلك، تم استعادة جزء بادلينغ من قبل حكومة جمهورية الصين، حيث أعيد فتحه أمام الجمهور كوجهة سياحية في عام 1957.