ترتيب الآيات في القرآن الكريم
يعتبر ترتيب آيات القرآن الكريم كما تظهر في المصاحف الحالية من الأمور التي اتفقت عليها الأمة الإسلامية. وهذا الترتيب يُعدّ توقيفيًا، أي أنه صادر من الله سبحانه وتعالى، وليس فيه مجال للرأي الشخصي أو الاجتهاد. وقد أشار إلى هذا الإجماع علماء مثل الباقلاني والسيوطي والزركشي وابن الزبير الغرناطي. يستند هذا الترتيب الذي أجمعت عليه الأمة إلى توجيهات الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كما أنه يستند إلى العديد من النصوص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة -رضي الله عنهم-. ومن النصوص التي تدل على ذلك قول الله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ*وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ). وبذلك، فإن النسخة الحالية من القرآن تتطابق مع أصولها في اللوح المحفوظ، ولا يوجد فرق بينها وبين الصحف التي تمتلكها الملائكة المقرّبون.
ترتيب السور في القرآن
تباينت آراء العلماء حول ترتيب السور، حيث اعتبر بعضهم أنه توقيفي مثل ترتيب الآيات، ومن هؤلاء الأنباري وأبو جعفر النحاس. بالمقابل، رأى آخرون أن ترتيب الآيات كان اجتهادًا من الصحابة، ونُسب ذلك الرأي للسيوطي وللجمهور، بما فيهم الإمام مالك. بينما ذهب فريق ثالث إلى أن ترتيب معظم السور تم بتوجيه من الله، في حين أن بعضها كان اجتهادًا من الصحابة.
تقسيم القرآن الكريم
يساهم تقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب في تسهيل القراءة والفهم، ويُعتبر هذا التقسيم اصطلاحيًا واجتهاديًا، حيث يختلف الناس في تحديد تقسيماتهم بما يتناسب مع احتياجاتهم. غالبًا ما تم ابتكار هذا التقسيم لتسهيل عملية القراءة، وتحديد كمية معينة من النصوص. ولأن التقسيم ليس توقيفيًا، فلا يتم الاتفاق عليه بشكل صارم، مما يعني أن علامات الأرباع وما شابهها قد تختلف بين المدارس وطبعات المصاحف. كما أنه لا يُطلب من المسلمين الالتزام به شرعًا، لأنه لم يُوضح من قِبل الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
نزول القرآن الكريم
بدأ نزول القرآن على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد بعثته، واستمر هذا النزول حتى اكتمل قبل وفاته. تمتد فترة النزول من بدء الرسالة وحتى الموت على مدى ثلاث وعشرين سنة.