يمكن وصف البحث العلمي بأنه نهج علمي فريد ومتميز، يسعى من خلاله الباحث إلى حل مشكلات قائمة في مجالات متعددة.
يمثل البحث العلمي أيضاً الوسيلة المساعدة للباحث في تحقيق أهداف موضوع بحثه، والتوصل إلى النتائج المنشودة، وذلك من خلال اتباع مجموعة من الخطوات والإجراءات.
خطوات وإجراءات البحث العلمي
- يتسم الباحث الجيد بالموضوعية، مما يساعد على تجنب الأخطاء والتحيزات الشخصية التي يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
- تتطلب عملية البحث العلمي بشكل عام، تحديد سؤال البحث الذي يقود إلى استنتاجات حول البيانات التي تم جمعها.
- يجب على الباحث أن يفكر بعمق ويتعامل مع المسائل بطريقة منظمة ومنهجية.
- يمكن أن يؤدي البحث العلمي إلى تأكيد أو إعادة تقييم النظريات القائمة، أو حتى تطوير نظريات جديدة بالكامل.
تحديد المشكلة والبحث
- تتضمن الخطوة الأولى في عملية البحث العلمي، تحديد المشكلة والسعي لإيجاد حل لها.
- في البداية، يتم اختيار موضوع واسع يتعلق بمشكلة ما، أو طرح سؤال للبحث، حيث يقوم الباحث بالتحقيق في هذا السؤال.
- للكشف عما إذا كانت الإجابات متاحة أم لا.
- أو من خلال جمع استنتاجات سابقة توصل إليها باحثون آخرون، والتجارب التي أجريت بشأن هذا السؤال.
- يتضمن البحث مراجعة المقالات العلمية من علماء آخرين، والتي يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت.
- عبر قواعد البيانات البحثية والمجلات التي تنشر مقالات أكاديمية على الإنترنت خلال عمليات البحث.
- بعد ذلك، يقوم الباحث بتضييق الموضوع العام إلى سؤال بحث محدد متعلق بقضية معينة.
الفرضية
- تشير الفرضية إلى عبارة مختصرة وواضحة تلخص الفكرة الرئيسية أو الهدف من البحث العلمي.
- يجب أن تكون الفرضية قابلة للاختبار، مما يعني أنه ينبغي أن يتواجد طريقة معينة لاختبار ما إذا كانت صحيحة أم لا.
- ويمكن تأكيدها أو رفضها بناءً على تحليل البيانات.
- كذلك تتطلب صياغة الفرضية توزيع المتغيرات التي تتم دراستها، مثل: من أو ما الذي يتم تحليله؟، مع توضيح ذلك بدقة.
- وتوضيح الفرضية قد يتمثل في تقديم بيان محدد عن السبب والنتيجة أو إنشاء بيان عام حول العلاقة بين المتغيرات المدروسة.
اختيار تصميم التجربة
- يتطلب تصميم التجربة العلمية التخطيط لكيفية جمع البيانات، وغالباً ما تؤثر طبيعة سؤال البحث على طريقة إجراء البحث العلمي.
- على سبيل المثال، عند البحث عن آراء الناس، يجب إجراء استطلاعات رأي، وعند تصميم التجربة يختار الباحث المكان والشكل الذي سيتم به الحصول على العينة محل الدراسة، بما في ذلك توقيتات البحث.
- كما يتعين على الباحث السيطرة على التدابير المستخدمة والعوامل الأخرى اللازمة لإجراء البحث العلمي.
- وذلك لضمان تحقيق نتائج دقيقة وموثوقة.
جمع البيانات
- يتعلق جمع البيانات بتنفيذ التجربة كما تم تصميمها من قِبل الباحث، حيث يقوم الباحث بتوثيق البيانات.
- مع إتمام المهام المطلوبة لإجراء التجربة، أو الانتقال لموقع البحث مثل المختبر أو أي مكان آخر يتم فيه التنفيذ.
- تتفاوت المهام المتضمنة في إجراء التجربة اعتماداً على نوع البحث، فبعض التجارب قد تحتاج إلى مشاركة بشرية.
- أو من الممكن إجراء ملاحظات في البيئة الطبيعية، كذلك إجراء تجارب على أنواع الحيوانات.
تحليل البيانات
- يتضمن تحليل البيانات في البحث العلمي تجميع المعطيات وحساب الإحصائيات.
- يمكن أن تساعد الاختبارات الإحصائية الباحثين على فهم البيانات بشكل أفضل.
- وتحديد ما إذا كانت النتائج ذات دلالة إحصائية أم لا.
- يتم استخدام الإحصائيات في تجربة البحث العلمي من خلال استعراض كلا من الإحصاء الوصفي والبيانات الاستنتاجية.
- تشمل الإحصائيات الوصفية توصيف البيانات والعينات التي تم جمعها، مثل المتوسطات والانحرافات المعيارية والتي تخبر العلماء بكيفية توزيع البيانات، أما الاستنتاجية فتتضمن اختبارات ذات دلالة قادرة على تأكيد أو رفض الفرضية التي وضعت أولا.
استخلاص النتائج
- بعد انتهاء تحليل البيانات الناتجة عن التجربة، يقوم الباحث بفحص المعلومات ويجب الوصول إلى استنتاجات.
- استناداً إلى النتائج المتحصلة.
- ثم يقارن الباحث النتائج بالفرضية الأصلية واستنتاجات التجارب السابقة، وعند استخلاص النتائج، يجب على الباحث توضيح ما تعنيه النتائج وكيفية تفسيرها في سياق المجال العلمي والمعايير الحقيقية.
- كما ينبغي أن يتضمن ذلك تقديم توصيات بشأن الأبحاث المستقبلية.
خصائص المنهج العلمي
- يعبر المنهج العلمي عن النظام الذي يتبعه العلماء في استكشاف البيانات وتشكيل الفرضيات واختبارها وتنمية نظريات جديدة.
- بالإضافة إلى ذلك، فإن المنهج العلمي يعمل على التأكيد أو رفض النتائج السابقة، على الرغم من اختلاف الأساليب الدقيقة المتبعة في مختلف العلوم.
- على سبيل المثال، فإن علماء الفيزياء وعلماء النفس يقومون بأبحاثهم بطرق مختلفة تماماً، إلا أنهم يتشاركون في مجموعة من السمات الأساسية.
- والتي يمكن الإشارة إليها بخصائص المنهج العلمي.
الملاحظة التجريبية
- تستند الطريقة العلمية إلى التجربة، مما يعني أنها تعتمد على الملاحظة المباشرة للباحث وتبتعد عن الفرضيات.
- التي تتناقض مع الحقائق القابلة للرصد.
- تتعارض هذه الطريقة مع الأساليب المتبعة التي تعتمد على العقل فقط، بما في ذلك الأفكار القديمة لأفلاطون.
- وأيضاً الأساليب التي تعتمد على العوامل العاطفية أو غير الموضوعية.
تجارب قابلة للنسخ
- تكون التجارب العلمية قابلة للتكرار، مما يعني أنه عند إجراء نفس التجربة من قبل شخص آخر، يجب أن يحصل على نتائج مماثلة.
- من المفترض أن يتيح العلماء تفاصيل كافية حول منهجهم، مما يمكن الآخرين من تكرار النتائج من خلال التدريب المناسب.
- وهذا يتناقض مع الأساليب التي تعتمد على التجارب الفريدة لشخص معين أو مجموعة صغيرة من الأفراد.
النتائج المؤقتة
- النتائج المستمدة من المنهج العلمي تعتبر مؤقتة، حيث تبقى مفتوحة للنقاش والمراجعة.
- عند ظهور بيانات جديدة تتعارض مع نظرية معينة.
- يفترض تعديل النظرية إذا تم دحضها، كما حدث مع نظرية الاحتراق التي تم رفضها عند اكتشاف أدلة ضدها.
نهج موضوعي
تعتبر الطريقة العلمية موضوعية، حيث تعتمد على الحقائق بدلاً من آراء الباحث أو رغباته.
يسعى العلماء، بدرجات متفاوتة من النجاح، إلى إزالة تحيزاتهم عند إجراء الملاحظات.
المراقبة المنهجية
- تتصف المراقبة المنهجية في الطريقة العلمية بأنها تعتمد على دراسات مخططة بعناية بدلاً من الاعتماد على ملاحظات عشوائية.
- يمكن أن يبدأ الباحث بملاحظات عشوائية، كما ذكر إسحاق أسيموف، بأن العبارة الأكثر إثارة هي ليست “يوريكا”، بل ما يحدث بعد ذلك، حيث يبدأ الباحث في إجراء تحقيق منهجي.
- تختلف المعايير وفق المجال المعني، من الضروري أن ترى كيف يتم توثيق الدراسات في نفس المجال.
- بهذه الطريقة، يصبح البحث جزءاً من قاعدة المعرفة للدراسات المستقبلية، مما يتيح البناء عليها وإعادة مراجعة الدراسات السابقة.
- علاوة على ذلك، تساعد كل هذه التفاصيل الباحثين الآخرين في تحديد نقاط القوة والضعف في الدراسة.
- حتى يتمكنوا من تفسير النتائج بشكل جيد وفهم السياق المحيط بها.