تُعتبر ظاهرة التغير المناخي في الدول العربية من التحديات الكبرى التي تجذب انتباه الباحثين والدراسات المختلفة، نظراً لتأثيرها السلبي الواضح على المجتمعات المحيطة والبيئة.
فهم شامل لظاهرة التغير المناخي
- يعرف العلماء التغير المناخي بأنه خلل في مكونات المناخ مثل درجات الحرارة والرياح وهطول الأمطار، مما يؤدي إلى تأثيرات بعيدة المدى على الأنظمة البيئية المختلفة.
- هذه الظاهرة تمثل أحد أبرز القضايا التي يواجهها العالم في الوقت الحالي، حيث تبرز آثارها بشكل ملحوظ من خلال التغيرات المفاجئة في حالة الطقس، والتي من المتوقع تفاقمها مستقبلاً.
- تشير إلى التغير الدائم في المناخ الذي يحدث من خلال تغييرات في الغلاف الجوي، بالإضافة إلى التفاعلات مع العوامل الأخرى المحيطة.
- تتضمن هذه التغيرات اختلافات في درجات الحرارة والأحوال الجوية، مما يؤدي إلى مظاهر غير مألوفة مثل تبدل مناطق تساقط الأمطار والجليد.
- تنجم التغيرات المناخية عن عوامل طبيعية، مثل تغييرات في إشعاع الشمس وحركة الأرض حولها، أو من خلال عوامل بشرية تؤثر في تركيب الغلاف الجوي.
- يتسم تغير المناخ بعنصر الزمن، إذ تحدث التغيرات المناخية على مدى مئات السنين، بينما تتغير الأحوال الجوية في فترات زمنية قصيرة ملحوظة.
- يتم رصد هذه التغييرات من خلال مراقبة نمط الرياح وارتفاع درجات الحرارة وكذلك هطول الأمطار في المناطق المناخية المختلفة.
التفريق بين التغير المناخي والاحتباس الحراري
- يختلط على البعض استخدام المصطلحين وكأنهما متطابقان، لكن هناك اختلافات واضحة بينهما.
1- الاحتباس الحراري
يُعبر عن ارتفاع متوسط درجات الحرارة بالقرب من سطح الأرض.
2- التغير المناخي
- يعني التغيرات في طبقات الغلاف الجوي من حيث تباين درجات الحرارة ومعدلات هطول الأمطار والعديد من المؤشرات التي تُقاس على مدى زمني ممتد.
- ويمكن أن نستنتج أنه على الرغم من اختلاف المصطلحين، إلا أن هناك علاقة سببية تربط بينهما.
أسباب التغير المناخي
- تساهم بعض العوامل الطبيعية التي تمثل حوالي 13% من الأسباب في حدوث التغير، مثل الثورات البركانية التي تؤدي إلى تكون هباء جوي يحجب الضوء.
- من بين العوامل الطبيعية، زيادة سطوع الشمس على مر الزمن تؤدي إلى زيادة الطاقة الحرارية.
- تُعتبر احتراق الوقود أحد أخطر مسببات المشكلة؛ حيث تعتمد الصناعات في الدول المتقدمة على الوقود، وينتج عن ذلك انبعاث غازات تحبس الحرارة.
- يساهم التلوث بأنواعه المختلفة، سواء كان بحرياً أو برياً أو جوياً، في تفاقم الأزمة.
- تُعتبر إزالة الغابات لأغراض صناعية وزراعية من العوامل ذات التأثير السلبي على البيئة.
- أظهرت الأبحاث العلمية تأثير الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، على زيادة حرارة كوكب الأرض.
- يشكل تآكل طبقة الأوزون تهديداً للأرض من الأشعة الضارة القادمة من الشمس.
المشكلات الناجمة عن التغير المناخي
- تتأثر الأنظمة البيئية بسبب التغيرات المناخية التي تؤثر على السلاسل الغذائية النباتية والحيوانية بالمنطقة العربية.
- ارتفاع واضح في درجات الحرارة وحدوث موجات حر شديدة.
- من التحديات التي تبرز نتيجة هذه الأزمة هو ذوبان الجليد في القطبين، مما قد يؤدي لغرق المدن الساحلية، مما يستدعي ضرورة تأمينها.
- تؤدي التغيرات المناخية إلى زيادة حالات الفيضانات، التي انجمعت في عدة دول عربية، متوقعةً بروز أزمات أكثر حدة.
- هناك تأثيرات اجتماعية تشمل تفاقم مشكلة الفقر والجوع.
- يهدد التغير المناخي استقرار الدول النامية، مما قد يؤدي لنشوب صراعات نتيجة للاضطراب.
- يسهم تلوث الهواء، الناتج عن العواصف الرملية، في التأثير السلبي على الصحة العامة.
أثر التغير المناخي على صحة الإنسان
- تظهر الدراسات مدى تأثير التغير المناخي على الصحة العقلية وكذلك الجسدية.
- تشير الإحصائيات إلى أن 150 ألف شخص يتأثرون سنوياً نتيجة لهذه المشكلة.
- تساعد موجات الحر على نقل الأمراض المتزايدة وترفع معدلات الوفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي والأزمات القلبية.
- يتعرض الجلد لأضرار ناجمة عن الأشعة الضارة بسبب الغازات الدفينة.
- تنتشر الأمراض المرتبطة بالعوامل الوسيطة مثل البعوض والذباب.
- تظهر أيضاً أمراض معدية مثل الكوليرا.
- نقص المياه سيؤدي إلى تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه كمرض البلهارسيا.
استجابة بعض الدول العربية للأزمة
- تشير التقارير الدولية إلى أن الدول العربية تواجه وضعاً خطيراً في ظل أزمة التغير المناخي.
- قامت دولة الكويت بإصدار قرارات لمواجهة الأزمة، حيث شكلت وزارة الصحة لجنة وطنية لمواجهة آثار التغير المناخي.
- في دولة الإمارات، تم توجيه الجهود نحو استخدام الطاقة المتجددة، مع هدف لرفع الاعتماد على الطاقة المتجددة من 24% إلى 27% بحلول عام 2021.
- يشمل التعاون بين الدول المتأثرة، مثل مصر والمغرب، عقد اتفاقيات لحماية سواحلها.
استراتيجيات لمواجهة هذه المشكلة
- أكد الباحثون على أهمية زيادة زراعة الأشجار للتقليل من آثار التغير المناخي، حيث تستفيد الأشجار من ثاني أكسيد الكربون في عملية البناء الضوئي.
- يمكن استخدام عملية تحويل الكربون، بتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى صخور يتم استخدامها في البناء.
- من المهم الاعتماد على الطاقة المتجددة في جميع جوانب الحياة، مثل النقل وإنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- يجب استخدام تقنيات مبتكرة لزيادة انعكاسية سطح الأرض لأشعة الشمس.
- من الضروري تقليل استخدام مكيفات الهواء، حيث تساهم هذه الخطوات بشكل غير مباشر في تقليل غازات الاحتباس الحراري.
- يمكن زراعة محاصيل ملحية تعتمد على مياه البحر، وذلك لمواجهة نقص المياه.
- يجب تعزيز زراعة النباتات المقاومة للجفاف لمواجهة المخاطر المرتبطة بتغير المناخ التي تؤدي للجفاف وتصحر الأراضي.
- ينبغي تعزيز وسائل المواجهة والاستعداد بدقة للحد من التأثيرات الخطيرة.
- تطبيق تشريعات صارمة لتقليل استخدام الملوثات والحفاظ على البيئة.
دور التكنولوجيا الحديثة في مجابهة الأزمة
- تسعى الحلول التكنولوجية إلى تقليل الغازات الدفيئة الموجودة في الغلاف الجوي.
- يتم التركيز على علم هندسة المناخ لتعديل الظروف البيئية باستخدام تقنيات متقدمة.
- يمكن استخدام تطبيقات الهواتف المحمولة لرصد أحوال الطقس وتغير المناخ، مما يساعد في توقع الأحداث المناخية غير المتوقعة.
- يُعد تقليل الانبعاثات الناتجة عن البنية التحتية هدفاً رئيسياً، حيث تميل التكنولوجيا الحديثة نحو إنشاء بنى تحتية صديقة للبيئة، مما يبرز أهمية العناية بالتكنولوجيا في مواجهة الأزمة.