الحب
مفهوم الحب
يوجد تباين واضح بين تجربة الوقوع في الحب وبين الحب طويل الأمد. حيث تُعتبر مرحلة الوقوع في الحب فترة مؤقتة، تُستخدم كبداية للعلاقة، ويختبر خلالها الطرفان مشاعر هوس متبادلة تستمر عادةً من عامين إلى أربعة أعوام. في المقابل، يمثل الحب في شكله الدائم ارتباطاً عاطفياً عميقاً يتطلب جهودًا مستمرة من الطرفين لتحقيق السعادة والراحة المشتركة. يساعد هذا الفهم للحب على طمأنة الأطراف المعنية، بحيث لا يشعرون بالإحباط عندما تتلاشى مشاعر الهوس التي عايشوها في المرحلة الأولى.
أظهرت الدراسات الحديثة في علم الأعصاب تفريقًا بين هاتين المرحلتين، من خلال رصد مختلف الأنشطة التي تحدث داخل الدماغ ومستويات المواد الكيميائية في الدم. كما كشفت الأبحاث عن تغيرات في أنماط النشاط الدماغي لدى الأشخاص الذين انغمسوا في الحب، مقارنةً بالذين يختبرون علاقات طويلة الأمد. وقد أظهرت دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي تفاوتا في النشاط في مناطق مختلفة من الدماغ خلال كل مرحلة من مراحل الحب.
علامات الحب الحقيقي
توجد العديد من العلامات التي تدل على الحب الحقيقي، منها:
- تقديم الدعم والإخلاص في العلاقة دون انتظار أي مكافأة أو مقابل من الشريك.
- الشعور بالسعادة لمجرد رؤية الشريك مبتسمًا، حتى وإن كان يمر بيوم صعب ومليء بالتحديات.
- الامتناع عن إيذاء الشريك سواء كان ذلك على المستوى العاطفي أو الجسدي.
الصداقة
مفهوم الصداقة
تشير سوزان ديجز وايت، خبير علم النفس والصداقات في جامعة إلينوي، إلى أن علاقات الصداقة تتضمن عنصرين رئيسيين: التواصل المشترك والارتباط الطوعي بين الأصدقاء. وتؤكد أن الصداقة الحقيقية تُميز برغبة الأفراد في المشاركة والانخراط مع الآخرين، مما ينعكس على اهتمامهم المتبادل بالأفكار والخبرات، فضلاً عن الشعور بالانتماء. كما تضيف أن هذه العلاقة تعتمد على الإعجاب والاحترام والثقة والدعم المتبادل بين جميع الأطراف.
أهمية الصداقة
يساهم وجود الأصدقاء بشكل كبير في تعزيز الصحة النفسية والجسدية. حيث أشارت دراسة حديثة من جامعة هارفارد إلى أن العلاقات القوية مع الأصدقاء تساهم في تعزيز صحة الدماغ. كما يساعد الأصدقاء الأفراد على مواجهة التوتر والضغط النفسي بفعالية أكبر، ويسرع من عملية التعافي من المشاكل الصحية. وقد اقترحت إحدى الدراسات أهمية قضاء وقت أكبر مع الأصدقاء الإيجابيين لتغيير التوقعات نحو الأفضل.