دراسة حول حدث الإسراء والمعراج في الإسلام

مفهوم الإسراء والمعراج

الإسراء، بصفة عامة، يعني السير في الليل، ومأخوذ من جذر الكلمة “السّرى”. ومن الناحية الاصطلاحية، يُشير إلى انتقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى بيت المقدس خلال رحلة أرضية بقدرة الله سبحانه وتعالى. بينما المعراج هو رحلة سماوية أيضاً تمت بقدرة الله، حيث انتقل النبي من بيت المقدس إلى السماوات العليا، وصولاً إلى سدرة المنتهى، حيث التقاه الله عز وجل، ثم عاد إلى المسجد الحرام. كما جاء في الآية الكريمة: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).

تاريخ وقوع الإسراء والمعراج

تتباين الآراء بين العلماء حول توقيت هذه الرحلة، حيث يُشير بعض الأئمة إلى أنها حدثت مرة واحدة فقط بعد البعثة وقبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام. وتعددت الأقوال حول توقيت الإسراء، فمنهم من زعم أنه حصل قبل الهجرة بثلاثة أعوام، وآخرون قالوا خمس أو ست سنوات. كما اختلفوا أيضًا في ما إذا كانت الإسراء قد تمت بجسد النبي وروحه معاً أو بروحه فقط، لكن أغلب العلماء اتفقوا على أنه أُسري به وهو يقظ بجسده وروحه.

تفاصيل الإسراء والمعراج

كما أشرنا، فقد أُسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم برفقة جبريل على دابة البراق إلى بيت المقدس، حيث أدى الصلاة إماماً للأنبياء عليهم السلام، ثم عُرج به إلى السماوات العُلا، ومنها إلى سدرة المنتهى، حيث لقي الله تعالى. في تلك اللحظة، فُرضت على المسلمين خمس صلوات يومياً، وهي: الفجر، الظهر، العصر، المغرب، والعشاء. وقد كانت البداية لخمسين صلاة، لكن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من الله جل وعلا التخفيف، فاستقر الأمر على خمس صلوات، بفضل الله تعالى.

دروس مستفادة من الحادثة

تقدم هذه الرحلة دروساً مهمة، منها تأكيد قيمة ومثوبة الداعية الصابر الذي يعمل في مجال الدعوة ويتحمل الأذى في سبيلها. وتظهر أيضاً وجود رابط تاريخي وثيق بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، بالإضافة إلى أن جميع الأديان السماوية تنبع من مصدر واحد، بينما يُعتبر الإسلام الدين الخاتم. كما يتجلى من هذه الرحلة أهمية الصلاة ومكانتها، حيث تحتوي على تبشيرات وتحذيرات، وتشير إلى الصراع القائم بين التصديق والتكذيب.

Scroll to Top