حديث نبوي عن رحلة الإسراء والمعراج

صحة حديث الإسراء والمعراج

  • تعتبر الأحاديث المتعلقة بحادثة الإسراء والمعراج من الأحاديث الصحيحة، وقد تأكدت صحتها من خلال رواية الصحابي مالك بن صعصعة الأنصاري رضي الله عنه.
  • تناولت الأحاديث تفاصيل هذه الحادثة، بدءاً من الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى، ثم الصعود إلى السماء السابعة قبل العودة إلى مكة المكرمة في نفس الليلة بإذن الله تعالى.
    • من المهم أن نوضح أن الحديثين الصحيحين المشار إليهما هما صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم.
  • في صحيح الإمام البخاري، تم رواية حديث الإسراء والمعراج برواية مالك بن صعصعة الأنصاري رضي الله عنه، تحت الرقم 3887.
  • أما في صحيح مسلم، فقد تم نقل حديث آخر عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحت الرقم 7517.

حديث الإسراء والمعراج في صحيح الإمام مسلم

  • ورد حديث في حادثة الإسراء والمعراج في صحيح الإمام مسلم، يتحدث فيه أبو هريرة رضي الله عنه عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي.
    • فقد سألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أستطع إثباتها، فانتابتني كرب لم أشهد مثله. قال:
    • فرفعني الله لأرى ما يسألونني عنه، وكل ما يسألونني عنه أجبته، وقد رأيتني مع مجموعة من الأنبياء، وإذا موسى قائم يصلي.
    • ثم رأيت رجلا ضريجا، جاء من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، وأقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي.
    • ورأيت إبراهيم عليه السلام قائماً يصلي، أشبه الناس به صاحبكم، يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم.
    • فلما فرغت من الصلاة قال قائل: يا محمد، هذا مالك صاحب النار، فسلّم عليه، فالتفت إليه، فبدأني بالسلام.”

حديث الإسراء والمعراج لابن عباس

تُروى حادثة الإسراء والمعراج في العديد من الأحاديث التي رواها عبد الله بن عباس رضي الله عنه، الذي يُلقب بحبر الأمة. ومن الأحاديث المعروفة حديث صحيح الإمام البخاري، الذي جاء فيه عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى، وذكر نسبه إلى أبيه، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، فقال: موسى آدم، طوال كأنه من رجال شنوءة، وقال: عيسى جعد مربع.”

كما ذكر مالكاً خزنة النار، وذكر الدجال.

لمزيد من التفاصيل، إليكم:

حديث الإسراء والمعراج كاملاً

في حادثة الإسراء والمعراج، يُروى الحديث الكامل الذي رواه مالك بن صعصعة الأنصاري رضي الله عنه، وهو ما ورد في صحيح الإمام مسلم والبخاري. وبالتفصيل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بينما أنا في الحطيم -وربما قال:

  • في الحجر- مضطجعاً، إذ جاءني آتٍ، فشق ما بين هذه إلى هذه – فقلت للجارود وهو إلى جانبي: ما يعني به؟ قال: من ثغرة نحره إلى شعرته.
  • – فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً، فغسل قلبي.
  • ثم حشي، ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض – فسأله الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟
  • قال أنس: نعم – يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحمِلْت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟
  • قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به؛ فنعم المجيء جاء.
  • ففتح، فلما دخلت فإذا فيها آدم، فقال: هذا أبوك آدم، فسلّم عليه، فسلمت عليه، فرد السلام.
  • ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، قيل: من هذا؟.
  • قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به؛ فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إذا يحيى وعيسى – وهما ابنا الخالة.
  • قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلمت فردا. ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء الثالثة، فاستفتح، قيل: من هذا؟.
  • قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به؛ فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا يوسف.
  • فقال: هذا يوسف فسلّم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة، فاستفتح، قيل: من هذا؟
  • قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوقد أرسل إليه؟
  • قال: نعم، قيل: مرحبًا به؛ فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت إلى إدريس، قال: هذا إدريس فسلّم عليه، فسلمت عليه، فرد.
  • ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟
  • كذا قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ فقلت: نعم.
  • فقال: مرحبًا به؛ فنعم المجيء جاء، ففتح، فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى -وهما ابنا الخالة- قال: هذا يحيى وعيسى فسلّم عليهما، فسلمت فردّا.
  • ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، ثم صعد بي إلى السماء السادسة، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟
  • قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم.
  • فقال: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلّم عليه، فسلمت عليه.
  • فردّ ثم قال: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح، فلما تجاوزت بكى، قيل: ما يبكيك؟
  • قال: أبكي لأن غلامًا بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر ممن يدخلها من أمتي، ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، قيل: من هذا؟
  • قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به، فنعم المجيء جاء، فلما خلصت فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوك فسلّم عليه.
  • فقلت: فسلمت عليه، فردّ السلام، قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبي الصالح، ثم رفعت لي سدرة المنتهى.
  • فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، قال: هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران.
  • فقلت: ما هذان يا جبريل؟ قال: أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات.
  • ثم رفعت لي البيت المعمور، ثم أتيت بإناء من خمرة، وإناء من لبن، وإناء من عسل، فأخذت اللبن.
  • فقال: هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلوات خمسين صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى.
  • فقال: بما أمرت؟ قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال: إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم.
  • وإنني والله قد جرّبت الناس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك.
  • فرجعت فوضع عني عشرة، فرجعت إلى موسى فقال مثل ذلك، فرجعت فوضع عني عشرة، فرجعت إلى موسى فقال مثل ذلك.
  • فرجعت فوضع عني عشرة، فرجعت إلى موسى فقال: بمَ أمرت؟ قلت: أمرت بعشر صلوات.
  • فرجعت فقال مثل ذلك، فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى، فقال: بمَ أمرت؟ قلت: أمرت بخمس صلوات كل يوم، قال: إن أمّتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم، وإنني قد جرّبت الناس قبلك.
  • وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قلت: سألت ربي حتى استحييت.
  • ولكنني أرضى وأسلم، قال: فلما جاوزت نادى منادٍ: أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي.

فوائد ودروس وعبر من الإسراء والمعراج

تعتبر حادثة الإسراء والمعراج واحدة من أهم الأحداث في تاريخ الإسلام، وتحمل في طياتها العديد من الدروس والفوائد للمسلمين. إليكم بعض الحكمة المستفادة من هذه الحادثة:

  • تعزيز الإيمان بالله ورفع معنويات النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

    • تعتبر رحلة الإسراء والمعراج تأكيدًا على الدعم الإلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة بعد المعاناة التي مر بها كتوفي زوجته خديجة وعمه أبي طالب، اللذين كانا من أشد داعميه.
  • تأكيد أهمية الصلاة:

    • يُعد فرض الصلاة على المسلمين من الدروس العظيمة المستفادة من الإسراء والمعراج، حيث فرضت الصلوات الخمس في تلك الليلة، مما يوضح مكانة الصلاة كصلة مباشرة بين العبد وربه.
  • تكريم إلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم:

    • اختار الله عز وجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لهذه الرحلة ليطلعه على عجائب الكون وليريه من آياته الكبرى، مما يعكس مكانته العالية عند الله ويعزز ثقة المسلمين به.
  • وحدة الرسالة السماوية:

    • التقاؤه مع الأنبياء السابقين وإمامته لهم في الصلاة يرمز إلى وحدة الرسالة السماوية التي جاء بها جميع الأنبياء، وأن الإسلام هو امتداد لهذه الرسالة.
  • الإيمان بالغيب:

    • تعتبر حادثة الإسراء والمعراج حدثًا غيبيًا لا يمكن إدراكه بالعقل البشري، وهي تذكير للمسلمين بأهمية الإيمان بالغيب كجزء من الإيمان الإسلامي.
  • إظهار قدرة الله وعظمته:

    • تعكس رحلة الإسراء والمعراج قدرة الله المحدودة على تجاوز قوانين الطبيعة البشرية، مثل الانتقال عبر الزمان والمكان في لحظات، مما يُبرز عظمة الله وقدرته على كل شيء.
  • التواصل بين الأرض والسماء:

    • تجسد الإسراء والمعراج التواصل المباشر بين السماء والأرض، وتؤكد على أن الله تعالى بالغ القرب من عباده ويعلم بأحوالهم.
  • تحقيق العدالة الإلهية:

    • شهد النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج مشاهد من الجنة والنار، مما يُذكر المسلمين بأن الحياة الآخرة حق، وأن العدالة الإلهية ستتحقق هناك.
  • تعزيز الأمل والثبات:

    • شكلت الرحلة تعزيزًا للأمل والثبات للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين الأوائل، لتثبيتهم على دينهم في مواجهتهم للصعوبات والتحديات.
  • أهمية المسجد الأقصى:

    • تدل زيارة النبي صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى قبل صعوده إلى السماء على الأهمية الكبيرة لهذا المكان في الإسلام، وارتباطه الوثيق بالعقيدة الإسلامية.
Scroll to Top