ألقاب الرسول محمد ومعانيها

كنية الرسول صلى الله عليه وسلم

الكنية الخاصة بالرسول

اشتُهر النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بلقب أبي القاسم، وذلك لأن ابنه القاسم كان أكبر أبنائه. وقد ذُكرت هذه الكنية في العديد من الأحاديث الصحيحة. ففي إحدى المرات كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يتجول في البقيع، فسمع أحد الأشخاص ينادي: “أبو القاسم”. فتوجه النبي إليه فقال له الرجل: “لم أقصدك، بل كنت أنادي فلاناً”، فكان رد النبي: (تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي أنا أبو القاسِمِ أقْسِمُ بيْنَكُمْ). كما رُوي أن جبريل -عليه السلام- استخدم كنية أبي إبراهيم عندما خاطب النبي قائلاً: (السَّلامُ عليْكَ يا أبا إبراهيمَ). بالإضافة إلى ذلك، ذكر بعض العلماء مثل ابن دحية أن النبي يُكنّى بأبي الأرامل، وذكر أُبي بن كعب كنيته بأبي المؤمنين استنادًا إلى قوله تعالى في القرآن: (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)، حيث قال أُبيّ: “وهو أبٌ لهم”، تشبيهاً له بأب شفيق ورحيم.

أحكام التكني بكنية الرسول

تباينت آراء العلماء حول حكم التكني بكنية النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهذا التباين نُسب إلى حديث النبي حين قال: (تَسَمَّوْا باسْمِي، ولا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي، فإنِّي أنا أبو القاسِمِ أقْسِمُ بيْنَكُمْ. وفي رواية أبي بكر: ولا تَكْتَنُوا). إليك الآراء الرئيسية:

  • الرأي الأول: جواز التكني بكنية النبي -عليه الصلاة والسلام-، سواء أكان اسم الشخص محمدًا أو غير ذلك. فالنهي عن استخدام الكنية كان خاصًا بفترة حياة النبي، مما يُتيح للناس بعده استخدام كنيته، وهو ما ذهب إليه الإمام مالك، القاضي عياض، ومعظم العلماء.
  • الرأي الثاني: عدم جواز التكني به بأي شكل، سواء أكان اسم الشخص محمدًا أو غيره، وهو ما يُنسب للإمام الشافعي.
  • الرأي الثالث: عدم جواز التكني بكنيته لمن يُدعى محمدًا، على أن يُسمح بالتكني لمن يحمل أسماء أخرى، وهو ما قاله الرافعى.

نظرة حول الكنية في الثقافة العربية

تعرف الكنية على أنها ذكر الشيء بغير اسمه المعروف بوضوح، حيث يُقال: كنيت عن الأمر بكذا. وقد اشتهرت العرب بالكُنى، في بعض الأحيان قد تكون الكُنى أكثر شيوعاً من الأسماء، كما هو الحال في كنية أبي طالب وأبي لهب. ومن الممكن أن يملك الشخص الواحد أكثر من كنية وُيشتهر بها، كما يمكن أن يُعرف الشخص باسمه وكُنيته معًا. ويُميز بين الكنية واللقب، حيث إن اللقب يُظهر المدح أو الذم، بينما الكنية تظهر بادئ ذي بدء بأب أو أم، وما يُسميه الآخرون هو اسمه. لقد كان العرب يهتمون بالكُنى إلى حد أنهم يكُنّون الأطفال، والطيور، والأشياء الجامدة وغيرها، ويكون التكني بالأشخاص مدعاة لتعظيمهم وتقديرهم، بينما تكون الكُنَى في غير الأشخاص لأغراض التوسع والتمييز.

الفوائد والأحكام المتعلقة بالكنى

هناك العديد من الفوائد والأحكام المرتبطة بالكُنى، ومنها ما يلي:

  • جواز مناداة الشخص بكُنيته إذا لم يُعرف إلا بها، كما يتضح في مناداة الله -تعالى- ورسوله لأبي لهب وأبي طالب بكُناهما.
  • جواز التكني بأسماء الأشياء غير الحية مثل: أبي تراب، أو أسماء الحيوانات مثل: أبي هريرة.
  • جواز التكني بغير اسم الأبناء، كما هو الحال مع أبي بكر، الذي لم يكن لديه ابن يحمل هذا الاسم.
  • جواز التكني بغير اسم الابن الأكبر، ولكن مع تفضيل استخدام اسم الابن الأكبر.
  • جواز التكني بالإناث، مثل أبي الدرداء.
  • جواز تكنّي الشخص الذي لا أبناء له، وقد ورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: (يا رسولَ اللهِ، كلُّ صَواحبي لَهُنَّ كُنًى، قال: فاكْتَني بابْنِكَ عبدِ اللهِ -أي ابن أختها-، فكانت تُكنى بأم عبد الله).
  • جواز تكنّي الأطفال الصغار، كما في الحادثة التي ذكرت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- عند مناداة طفل صغير كان يلعب بالطيور: (أَبُو عُمَيْرٍ! ما فَعَلَ النُّغَيْرُ؟).
Scroll to Top