تحليل مسرحية مريض الوهم
تدور أحداث المسرحية حول شخصية أرغان، الذي يزعم أنه مريض، حتى أصبح مقتنعًا بأنه يعاني من أمراض متعددة. بلغت به الحال أنه تناول العديد من الأدوية والمخدرات، كما خضع لعمليات غسيل المعدة وتنظيف الكلى. تبدأ المسرحية بمشهد مؤسف حيث يجلس أرغان يحصي تكاليف الأدوية، مما يتيح فرصة لدخول الخادمة توانيت، التي لطالما كانت تسخر من تبجح سيدها بمرضه الوهمي.
كانت هذه الخادمة تسعى من خلال سخريتها وصراخها إلى إيقاظ أرغان من الوهم الذي يعيش فيه، حيث كانت متأكدة من أنه ليس مريضًا، وأن طبيبه والصيدلى يتلاعبان به للانتفاع من ثروته. لقد استغلا جهله واستسلامه لأوامرهما، فأقنعاه بأنه مريض بمرض لا يعرف اسمه، بينما عززت هذه الوهم وجود زوجته الثانية بالين، التي كانت تطمح إلى الاستحواذ على ثروته.
علاوة على ذلك، كانت تسعى للتخلص من بناته، حيث أقنعتَه بتزويج أكبرهن أنجليك أو إدخالها إلى الدير، كي تتمكن من الاستيلاء على جميع أمواله. ولقد كانت دائمًا تحافظ على إظهار مشاعر الحب تجاه زوجها، لكن هذا لم يكن بدافع الحب الحقيقي، بل كجزء من خطتها لخداعه حتى يوصي لها بكافة ثرواته، ليبقى لها كل ما سرقته بعد ذلك.
تحليل حبكة مسرحية مريض الوهم
تتجلى حبكة المسرحية في الصراع بين أرغان ومرضه الوهمي، الذي يدفعه إلى إجبار ابنته أنجليك على الزواج من شاب طبيب يُدعى توماس ديافواريس، بناءً على توصية زوجته بالين وطبيبه بورغون، الذي سيتعهد بدفع ثمانية آلاف قطعة نقدية مهرًا لابن قريبه. ولكن أنجليك تحب شابًا آخر يُدعى كليانت، وتصر على رفض الزواج من توماس ديافواريس، مما دفع والدها إلى التفكير في إدخالها الدير.
تتأزم الأوضاع عندما تكتشف بالين علاقة أنجليك بكليانت، حيث هرب هذا الأخير من المنزل بينما كانت أنجليك ترفض الزواج أمام توماس ديافواريس ووالده. أثار ذلك غضب أرغان وجعله مصممًا على إدخال ابنته إلى الدير، لكن أخاه بيرالد تدخل مؤيدًا أنجليك ويريد لها الحرية في اختيار شريكها.
وعندما رأى بيرالد إصرار أرغان على رأيه، طرد الصيدلاني من المنزل، مُعبرًا عن استنكاره للطب واتهم الأطباء بالعجز والكذب. نتيجة لذلك، قرر الطبيب بورغون سحب عرض الزواج والتخلي عن علاج أرغان. ثم تدخلت جوليت مُتنكرة بهيئة طبيب لتعطي أرغان النصائح حول الطعام الصحي واللحم والفاكهة التي حُرم منها، وهو ما أنعش صحته. ومع ذلك، أصر بييرالد على أن يتظاهر أرغان بالموت لاختبار ولاء أسرته.
وهكذا، بعدما اكتشف زيف ونفاق زوجته، التي فرحت عند سماعها بخبر موته وحاولت الاستيلاء على مفاتيح خزينته. استيقظ أرغان من غفوته الوهمية عند معرفته بحقيقتها، وواجه ابنته أنجليك التي بكته وأخبرت كليانت بأنها ستلبي رغبة والدها وتذهب إلى الدير بعد وفاته، لكن أرغان يقرر تزويج ابنته لشابها المحبوب.
تحليل الشخصيات في مسرحية مريض الوهم
تتضمن المسرحية عددًا من الشخصيات، كل منها تحمل دلالة خاصة، وهذه الشخصيات هي:
- شخصية أرغان: الشخصية الرئيسية في الرواية، الذي يعتقد أنه مريض بأمراض عديدة، reinforced by his wife and misleading doctor. يظهر طابع الشخصية الحاد والرغبة في تزويج ابنته وتوريث ثروته للزوجة بالين الذي يتضح لاحقًا أنها مخادعة.
- شخصية بالين: الزوجة الثانية لأرغان، تمثل الإنسان المخادع الذي يسعى لتحقيق أهدافه عبر الخداع والمظهريات. تحاول التخلص من أنجليك عبر تزويجها أو إرسالها للدير لاستغلال أموال زوجها.
- شخصية كليانت: شخصية رومانسية تحب أنجليك وتتنكر كأستاذ موسيقى، ويدخل منزلها في ظل وجود الخاطبين، لكنه يطرد من المنزل رغم إصراره على حبه.
- شخصية توانيت: الخادمة التي تساند الشخصية الرئيسية، ورغم انتقاداتها لأرغان، إلا أنها تسعى لمساعدته على الخروج من حالة الوهم.
- شخصية أنجليك: الشخصية الثانية الرئيسية التي تمثل الحب الحقيقي، وتواجه صراعًا بين رغبتها في إرضاء والدها وحبها لكليانت.