تأثير صحة القولون على فترة الحمل

تأثير القولون على الحمل

يستخدم الكثيرون مصطلح “القولون” للإشارة إلى ما يعرف علميًا بالقولون العصبي أو متلازمة القولون المتهيج (Irritable Bowel Syndrome). من المهم التنويه إلى أن القولون العصبي لا يؤثر على خصوبة المرأة أو قدرتها على الحمل. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر الحمل على أعراض هذه الحالة، وقد تكون تلك التأثيرات إيجابية أو سلبية. ففي بعض الحالات، قد تزداد حدة الأعراض خلال الحمل، بينما قد تتحسن في حالات أخرى. لا يزال السبب وراء تغير طبيعة الأعراض بين النساء غير معروف، كما أن تأثير القولون قد يختلف من حمل لآخر لدى المرأة نفسها. أحد التفسيرات العلمية المطروحة لتحسن الأعراض خلال الحمل هو ارتفاع مستويات بعض الهرمونات المسؤولة عن تقليل أعراض القولون. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التأثير قد يظهر في فترة ما قبل الحمل أيضًا، حيث تزداد شدة الأعراض قبل الدورة الشهرية نتيجة لانخفاض تلك الهرمونات بشكل كبير. وفيما يتعلق بالقولون العصبي، يجب ملاحظة أن التغيرات في الجهاز الهضمي لا تقتصر على النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة، بل يمكن أن تعاني معظم الحوامل من الغثيان، التقيؤ، الإسهال، الإمساك، والانتفاخ، وذلك دون القدرة على توقع كيفية سير الأعراض خلال الحمل. لذلك، يُنصح دائمًا بالتوجه للطبيب لمناقشة طرق الرعاية اللازمة قبل الحمل وأثناءه من أجل السيطرة على الأعراض.

على الرغم من أن سير أعراض القولون العصبي خلال الحمل لا يمكن التنبؤ به، إلا أنه لوحظ أن معظم النساء اللواتي يعانين من هذه الحالة يشعرن بتفاقم الأعراض أثناء الحمل مقارنة بغير الحمل. فقد تشمل الأعراض الشائعة الإمساك الذي قد يستمر لخمسة أيام متتالية، وكذلك الانتفاخ والغازات، والشعور بعدم الارتياح عند ارتداء الملابس. علاوة على ذلك، قد يؤدي التوتر الناتج عن الحمل إلى تفاقم أعراض القولون العصبي. بينما قد تساعد هرمونات الحمل في تقليل الأعراض، فإنها قد تؤثر أيضًا على وظائف الجهاز الهضمي مثل امتصاص السوائل وانسيابية حركة الطعام في الأمعاء.

مضاعفات القولون العصبي خلال الحمل

لا توجد عادةً مضاعفات خطيرة مرتبطة بمتلازمة القولون العصبي حتى بين النساء الحوامل. ومع ذلك، يمكن أن تزيد هذه الحالة من احتمال حدوث بعض المضاعفات خلال الحمل، مما يستدعي حصول المرأة الحامل على الرعاية الصحية المناسبة ومراجعة طبيب مختص لتحديد العلاج الملائم. من بين المضاعفات التي قد تزداد احتمالية حدوثها لدى الحوامل المصابات بالقولون العصبي:

  • الإسهال المزمن والذي يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وزيادة خطر بدء المخاض المبكر.
  • الإمساك المزمن الذي قد يسبب النزيف الشرجي أو البواسير (Haemorrhoids).
  • التأثير على عضلات الحوض، مما قد يؤثر على عملية الولادة.
  • زيادة خطر الإجهاض أو حدوث حمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy).

دواعي مراجعة الطبيب

تعتبر مراجعة الطبيب أمرًا ضروريًا في حال عانت المرأة الحامل من القولون العصبي مع تفاقم الأعراض أو استمرارها لفترة طويلة. كما ينبغي زيارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • التقيؤ المصحوب بالدم.
  • فقدان كبير في الوزن.
  • البراز المدمى أو البراز الأسود.
  • الألم أو عدم الراحة الذي يؤثر على قدرة المرأة على ممارسة الأنشطة اليومية.
  • نوبات من الاختناق.
  • الإرهاق الشديد.
  • ألم أو صعوبة في البلع.

نصائح للتعامل مع القولون العصبي خلال الحمل

إليكم بعض النصائح التي قد تساعد في السيطرة على أعراض القولون العصبي خلال الحمل، وينصح باتباعها قدر المستطاع:

  • شرب كميات كافية من السوائل: من المهم الحرص على تناول كميات كافية من الماء للحد من الإمساك. يُنصح بشرب من 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، ويمكن أن يساعد شرب الماء الدافئ في الصباح أو عصير البرقوق على تخفيف الإمساك.
  • المحافظة على النشاط البدني: تساهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تحسين مستوى الهضم وتعزيز المزاج. يُنصح بالمشي أو ممارسة تمارين خفيفة لمدة نصف ساعة على الأقل عدة مرات في الأسبوع.
  • زيادة استهلاك الألياف: من خلال الحصول على المزيد من الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة لتفادي الإمساك، حيث تساعد الألياف في ملء الأمعاء وسهولة خروج البراز.
  • تجنب الأطعمة المسببة للغازات: يُنصَح بتقليل تناول بعض الخضروات مثل البروكلي والفاصوليا التي قد تؤدي لتراكم الغازات.
  • مراقبة ردود الفعل الغذائية: يُوصى بتدوين الملاحظات حول الأطعمة التي تسبب أعراض القولون لتجنبها لاحقًا.
  • المكملات الغذائية: بعض المكملات التي تحتوي على الألياف مثل بزر القطونة (Psyllium) قد تساعد في تنسيق الحركة الأمعائية، مع عدم استخدام المليّنات المحفّزة (Stimulant laxatives) ودائماً استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء.
  • الحرص على الاسترخاء: يُعتبر تقليل التوتر مفتاحًا لتخفيف أعراض القولون العصبي، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق تقنيات مثل العلاج بالكلام أو الارتجاع البيولوجي (Biofeedback).
  • نصائح إضافية: مثل الامتناع عن التدخين والكحول، وتقليل تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد.
Scroll to Top