من هم عباد الرحمن؟
عباد الرحمن هم من عباد الله -سبحانه وتعالى- الذين وردت الإشارة إليهم في القرآن الكريم نسبةً إلى اسم الرحمن، وذلك لعوامل عدة تتجلى فيما يلي:
- لأنهم قاموا بأداء مجموعة من الطاعات والعبادات طلبًا لرضا الله.
- لأنهم اتبعوا ما يستوجب رحمة الله عليهم.
- لأنهم تحلوا بصفات الرحمن في حياتهم وسلوكهم.
خصائص عباد الرحمن
قام الله -عز وجل- بتوصيف عباد الرحمن في سورة الفرقان بعدد من الخصائص، نعرضها كما يلي:
- يتسمون بالتواضع والسكون وحسن المظهر والوقار، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا).
- يتجنبون الجهلاء ولا يقابلون السيئة بمثلها، حيث قال -تعالى-: (وَإِذَا خاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا).
- يؤدون الصلاة بكثرة في الليل مخلصين ومتذللين في عبادتهم، كما ذكر الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
- يدعون الله أن يقيهم عذاب جهنم ويخافون من عذابه، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا).
- يعتدلون في نفقاتهم بحيث لا يبخلون بالإنفاق الواجب والمستحب، ولا تفوق إنفاقاتهم الحد، كما ورد في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
- يخلصون العبادة لله -تبارك وتعالى- ولا يشركون به أحدًا، كما قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ).
- يتجنبون قتل النفس المحرمة دون سبب شرعي، حيث قال -تعالى-: (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).
- يبتعدون عن فاحشة الزنا، ويحافظون على عفتهم وطهارتهم، كما ذكر الله -تعالى-: (وَلا يَزْنُونَ).
- يبتعدون عن الباطل، سواء في الأقوال أو الأفعال، حيث قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ).
- يتجنبون الباطل، ويتركونه طاعة لله، رافضين المنكر حتى لو كان مغريًا ومقبولًا لدى الآخرين، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).
- يخشون الله -تعالى-، وإذا تم تذكيرهم بالآيات الكريمة، فإنهم يستجيبون بتواضع وانقياد، وتكون قلوبهم وعقولهم متطلعة للفهم، فكما قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا).
- يسألون الله -تعالى- الصلاح لأنفسهم وأحبائهم، وليس فقط لأنفسهم، ويدعون الله أن يجعلهم أئمة يُحتذى بهم، كما ذكر الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا).
جزء عباد الرحمن
بعدما وصف الله -تعالى- أعمال عباد الرحمن، أوضح -سبحانه- ما أعد لهم من جزاء عظيم في الآخرة، وذلك كما يلي:
- قال الله -تعالى-: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا)، فالإشارة هنا تعود إلى من اتصفوا بكل الصفات السابقة، فقُدّم لهم جزاء الغرفة؛ وهي مكانة رفيعة ومنزلة سامية في الجنة، وذلك نتيجة صبرهم وطاعتهم لله -تعالى-.
- قال -تعالى-: (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا)، مما يعني أن الملائكة ستستقبلهم في الجنة بتحية وسلام تكريمًا لهم على ما قدموه في الحياة الدنيا.
- قال الله -تعالى-: (خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)، حيث أعطى الله -تعالى- لهم الخلود في هذا النعيم، ليلاً ونهارًا، ولن يخرجوا من الجنة أبدًا، فكم هو حسن المقر والمستقر.