في الأحاديث النبوية الشريفة، تم الإشارة إلى أنواع من الأشخاص الذين تُقبل دعواتهم. من بين هذه الأحاديث، توجد بعض الأحاديث الضعيفة مثل ما رواه أبو هريرة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يُفطر، ودعوة المظلوم التي تُرفع فوق الغمام، وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول ربّنا عز وجل: وعزتي لأُنصِرَنَّكَ ولو بعد حين).
الأشخاص الذين لا تُردّ دعوتهم
يستجيب الله تعالى لدعاء المسلم، مما يدل على تضرعه وابتعاده عن الشهوات وتوجهه إلى ربه لكي يكافئه الله بقبول دعوته. وفيما يلي، نستعرض ثلاثة أشخاص لا ترد دعوتهم:
الصائم
- كما يُظهر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإن دعاء الصائم مستجاب، وذلك لقوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان).
- فالصائم يستجيب لنداء ربه من خلال طاعته بالصيام، وبالتالي يكافئه الله بقبول دعاءاته، وهذا الحديث يشجع الصائمين على زيادة الدعاء، حيث أخبر الله تعالى: (إن للصائم عند فطره لدعوةً ما تُردُ).
- الصائم الذي يستجاب دعاؤه هو الذي يترك المعاصي، فيصبح طاهراً، مما يدفع الله إلى استجابة دعائه كما أوضح الإمام النووي بأن حديث دعوة الصائم يتعلق بفترة الإفطار.
لمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:
الإمام العادل
توجد صفات الإمام العادل كما وضحها الحسن لعمر بن عبد العزيز، وهي كما يلي:
- من صفات الإمام العادل أنه يقوم بالحق وينصف المظلوم.
- كما يعزز من قوى الضعفاء، ويساعد المحتاجين، ويتعامل مع جميع من يلجأ إليه برفق ورحمة، إضافةً إلى ضرورة تطبيقه لعدالة الله وعلمه بالحق ليطبقه على الناس.
- كما قال الإمام الغزالي: إن الإمارة والخلافة من أفضل العبادات إذا اتُسمت بالعدل والإخلاص، مما يرفع دعوة الإمام العادل ويستجيب الله له.
المظلوم
- يعتبر دعاء المظلوم من أخطر الدعوات، حيث أثبتت الأحاديث الصحيحة أن دعوة المظلوم تُقبل عند الله، حتى وإن كان المظلوم مقصرًا في الطاعات، لأن فعله يعود عليه.
- كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتقِ دعوة المظلوم، فإنه ليس بينه وبين الله حجاب).
- إذا دعا المظلوم ربه، فإنه يجد الله سميعًا ومجيبًا، لذا على من لديه مظلمة أن يتبرأ منها قبل يوم القيامة، كما ورد في كتاب الله: (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ. لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ).
- وقد ذكر أبو الدرداء أن دعوة المظلوم تُرفع إلى السماء وتُفتح لها أبوابها، مما يدل على شرفها وكرامتها، حيث يُنتقم الله من الظالمين لتفادي عذاب الآخرة.
أسباب استجابة الدعاء
توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى استجابة الدعاء:
- الدعاء بالخير والرضا من قبل المسلمين الصالحين، والابتعاد عن المحرمات والقيام بالواجبات. ينبغي على المسلم أن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، مع الحفاظ على صلة الأرحام.
- يجب ملاحظة أن هناك أوقاتًا تستجاب فيها الدعوات، مثل الثلث الأخير من الليل، وبعد الصلوات، وعند السفر، وفي يوم الجمعة، ويوم عرفة، وعند نزول المطر، وفي وقت الإفطار. قال الله تعالى: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)، كما ينبغي للعبد أن يستحضر قلبه أثناء الدعاء، وأن يتحلى بالصبر وعدم الاستعجال.
- كذلك اليقين بأن الله سيستجيب الدعاء، والمواظبة على فعل الخيرات، كما قال الله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ).
تفسير آخر لحديث الثلاثة الذين لا تُرد دعوتهم
توجد رواية أخرى ضعيفة حول حديث (ثلاثة لا تُرد دعوتهم)، قائلة: “ثلاث دعواتٍ مستجابات لا شك فيها: دعوة الوالد، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”.
دعاء الوالد لولده
تم الإشارة في الحديث إلى الوالد فقط، مما يعكس عظمة حق الوالدة، حيث تعتبر دعوتها مستجابة أيضاً، ومن هنا يظهر حرمانية عقوق الوالدين في الإسلام.
للصائم دعوة لا ترد
تحدثنا سابقًا عن هذه الفئة في بداية المقال.
المسافر
يشير المسافر إلى الشخص الذي يغادر بلده إلى مكان غريب، حيث تُقبل دعواته حتى عودته، فهو في حالة مضطر ومحتاج.