بحث شامل حول مفهوم توحيد الألوهية

تعريف توحيد الألوهية

سنسلط الضوء في السطور التالية على مفهوم توحيد الألوهية بشكل مفصل على النحو التالي:

  • تعريف الألوهية

الألوهية هي مصطلح مشتق من الفعل “أله” ويعني التعبد، وقد أوضح الفيرز آبادي أن لهذا اللفظ عشرين تفسيرًا. لكن يمكن أن يُعبر عن الألوهية بأنها تخص الإله، أي أنها تشير إلى ما يُعبد، فكل ما اتخذ معبودًا فهو إلهٌ في نظر متخذه.

وفقا للشرع، تعني الألوهية ما يتجه إليه القلب من إجلال وتعظيم، ورجاء وخوف، وما شابه ذلك من معاني العبودية التي تشير إلى فقر العباد إلى إلههم وحاجتهم إلى عبادته.

  • تعريف توحيد الألوهية

توحيد الألوهية يعني تخصيص الله -عز وجل- بالعبادة كليًا، سواء كانت قولًا أو فعلًا أو مقصدًا، بصورة مشروعة، بالإضافة إلى نفي أي عبادة عن سواه. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن “توحيد الألوهية هو عدم إشراك أي أحد مع الله”، في حين أشار ابن أبي العز إلى أن “حق الله هو أن يُعبد لوحده دون شريك”.

أدلة توحيد الألوهية

تتجلى الأدلة على توحيد الألوهية في القرآن الكريم والسنة النبوية. بعض النصوص تأتي بشكل مباشر لتأمر به، في حين تبرز في أخرى الغاية من هذه العبادة، وتوضح الثواب والعقاب المرتبط بالإيمان به أو إنكاره. ومن هذه الأدلة قوله -تعالى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا).

وفي السنة النبوية، يظهر توحيد الألوهية من خلال حديث معاذ بن جبل عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث قال: (كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار يُدعى عُفَيْر، فقال: يا معاذ، هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا. فقلت: يا رسول الله، ألا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا).

أسس توحيد الألوهية

يعتمد توحيد الألوهية على ركنين أساسيين لا يمكن الاستغناء عنهما، وهما كما يلي:

  • النفي

يتمثل النفي في إنكار جميع ما يُعبد من غير الله، مع الاعتقاد بأن كل إله غيره هو باطل، ولا يستحق العبادة سوى الله. وإذا لم يتحقق هذا الركن، فإن توحيد الألوهية لا يتحقق.

  • الإثبات

يُعبر الإثبات عن حقيقة أن الله هو خالق الكون ومستحق العبادة وحده. كما أن كلمة “الإسلام” تتكون من جزئين (لا إله) أي نفي العبادة عن غير الله، و(إلا الله) والذي يمثل الإثبات.

شروط صحة توحيد الألوهية

توضح الشريعة الإسلامية شروط صحة توحيد الألوهية، والتي تتضمن:

  • المعرفة بالمعنى الذي ينطوي عليه توحيد الألوهية.
  • اليقين القاطع بأن الله هو المستحق وحده للعبادة، دون أدنى شك.
  • القبول بكل ما يدل عليه مفهوم توحيد الألوهية.
  • الانقياد الكامل لهذا التوحيد والخضوع له، من خلال أداء حقوقه وواجباته من عبادة الله والعمل بتعاليم شريعته.
  • الصدق المنافي للكذب، أي: التصديق القلبي والنطق اللفظي.
  • الإخلاص المنافي للشرك.
  • المحبة، والتي تعني أن يحب المسلم ما يُشير إليه هذا التوحيد، وأن يُحب العاملون والملتزمون به.
Scroll to Top