مفهوم البيئة
نستعرض فيما يلي بعض التعريفات الجوهرية المتعلقة بالبيئة:
تعريف البيئة في اللغة
تشير البيئة في اللغة إلى الموطن والحالة العامة. تُعبّر البيئة عن عدة أنواع، منها البيئة البرية أو الطبيعية أو الخضراء، بالإضافة إلى البيئة الاجتماعية أو البشرية، وكذلك البيئة السياسية. في السياق العلمي، يُستخدم مصطلح “البيئة” (بالإنجليزية: Environment) للإشارة إلى مجموعة من العناصر الحيوية والكيميائية والفيزيائية التي تحيط بالكائنات الحية وتؤثر بشكل مباشر على وجودها واستمراريتها.
تعريف بورينغ للبيئة
(بالإنجليزية: Boring) يعرف البيئة بأنها المجموع الكلي للمحفزات التي يتلقاها الإنسان منذ ولادته وحتى وفاته. وبالتالي، يشمل هذا التعريف جميع القوى المتنوعة مثل: القوة المادية، الفكرية، الاقتصادية، السياسية، الثقافية، الاجتماعية، والأخلاقية، والتي تلعب دوراً في تشكيل سلوك الفرد وطبيعته وتطوره.
تعريف دوغلاس وهولاند للبيئة
(بالإنجليزية: Douglas and Holland) تعد البيئة وصفاً شاملاً لجميع القوى الخارجية والتأثيرات والظروف التي تؤثر على حياة ونمو وسلوك الكائنات الحية.
علم البيئة
علم البيئة (بالإنجليزية: Ecology) هو فرع علمي شامل يدرس التفاعلات المتبادلة بين الكائنات الحية وعلاقتها بالعوامل والكائنات غير الحية من حولها. يرتبط علم البيئة بالعديد من التخصصات العلمية مثل: علوم الأرض، الكيمياء، الأرصاد الجوية، التربة، الفيزياء، الأحياء، والجغرافيا.
مكونات البيئة
يمكن تصنيف مكونات البيئة إلى:
- الغلاف الصخري: (بالإنجليزية: Lithosphere) وهو الغلاف الخارجي الذي يحيط بكوكب الأرض، ويشتمل على الجبال والصخور والتربة، ويؤمن للحيونات العناصر اللازمة مثل التربة والمعادن.
- الغلاف المائي: (بالإنجليزية: Hydrosphere) هو الجزء من الأرض الذي يحتوي على المياه كالبحيرات والأنهار والمحيطات والمياه الجوفية والأمطار.
- الغلاف الجوي: (بالإنجليزية: Atmosphere) هو طبقة الهواء والغازات الممتدة من سطح الأرض إلى عدة كيلومترات فوقه.
- الغلاف الحيوي: (بالإنجليزية: Biosphere) يتضمن جميع الكائنات الحية التي تعيش ضمن الغلاف الصخري والمائي والجوي.
عناصر البيئة
تتكون البيئة من تفاعل أنظمة فيزيائية وبيولوجية، بالإضافة إلى العناصر الثقافية. وتترابط هذه العناصر بطرق مختلفة فردياً وجماعياً، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
- العناصر الفيزيائية: تُحدد هذه العناصر الطابع المتغير للموطن البشري بما في ذلك الفضاء والتضاريس والمسطحات المائية والتربة والمناخ.
- العناصر البيولوجية: تشمل الكائنات الحية التي تشكل المحيط الحيوي، مثل النباتات والحيوانات والميكروبات والبشر.
- العناصر الثقافية: تمثل السمات التي أنشأها الإنسان وتشكل بيئته الثقافية، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
العوامل المؤثرة في البيئة
تتأثر البيئة بمجموعة من العوامل المكونة، والتي تشمل العوامل الحيوية وغير الحيوية:
- العوامل غير الحيوية: (بالإنجليزية: Abiotic Factors) تشمل العوامل الفيزيائية والكيميائية مثل درجة الحرارة، الملوحة، الحموضة، تركيب التربة، وكمية أشعة الشمس والمناخ.
- العوامل الحيوية: (بالإنجليزية: Biotic Factors) تضم الكائنات الحية التي تتفاعل مع بعضها البعض، مثل المُنتجين، المستهلكين، والمحللين.
أنواع البيئة وتأثيرها على الفرد
وفقًا للعالم كورت ليفين (بالإنجليزية: Kurt Lewin)، يمكن تصنيف البيئة إلى ثلاثة أنواع تؤثر على شخصية الفرد وهي:
البيئة المادية
تشير إلى الظروف الحياتية التي يعيش فيها الإنسان مثل المناخ والسلوكيات الفيزيائية. تتأثر الشخصيات بشكل كبير بالمناخ، ويظهر ذلك في بعض النقاط مثل:
- البلدان الأوروبية، التي تتميز بمناخ بارد، تعتبر الفئة السكانية الأصلية ذات بشرة فاتحة، بينما يتميز السكان الأصليون في البلاد ذات المناخ الحار مثل آسيا وإفريقيا بالبشرة الداكنة.
- تتأثر البنية الجسدية للأفراد بالظروف المناخية، حيث يسعى الناس لت调整ها بما يتناسب مع البيئة المحيطة.
- تؤثر الظروف المناخية كذلك على كفاءة عمل الأفراد.
البيئة الاجتماعية
تشمل الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي يعيش فيها الفرد. العوامل الأخلاقية والثقافية تركب آثاراً واضحة على سلوك الأفراد، ويمكن تقسيم المجتمع إلى نوعين:
- المجتمع المنفتح: الذي يسهم بشكل كبير في عملية نمو الفرد.
- المجتمع المنغلق: الذي يعيق نماء وتطور الفرد.
البيئة النفسية
تختلف البيئة النفسية من فرد لآخر، وقد عُرفت من قبل كورت ليفين بمصطلح “الجيز الحياتي” (بالإنجليزية: Life Space)، وهو يمثل مجموعة العلاقات والأهداف التي يسعى الفرد لتحقيقها. فعند مواجهة الصعوبات، يمكن أن يتفاعل الشخص بطريقتين؛ إما بالاستسلام أو من خلال السعي لتغيير هدفه لتحقيق بيئة نفسية أكثر إيجابية، مما يؤثر في كيفية تكيفه مع الظروف المحيطة به.
القضايا البيئية
فيما يلي أبرز المشكلات التي تواجه البيئة:
التلوث
يشمل التلوث أنواعاً متعددة من الملوثات مثل المعادن الثقيلة والبلاستيك والنترات، حيث تسهم بقع النفط وسقوط الأمطار الحمضية في تلوث المياه. كما تسبب الغازات السامة الناتجة عن العمليات الصناعية وحرق الوقود الأحفوري في تلوث الهواء، بينما تؤدي المخلفات الصناعية إلى تلوث التربة.
الاحتباس الحراري
تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة نسبة الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي مما يؤثر على المناخ العالمي ويدفع لارتفاع درجات حرارة المحيطات وذوبان الجليد عند الأقطاب، ليكون الإنسان هو السبب الرئيسي في ذلك.
الاكتظاظ السكاني
تؤدي الزيادة السكانية إلى انخفاض الموارد الطبيعية مثل الطعام والماء والطاقة، مما يستدعي اللجوء إلى الاستخدام المفرط للأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية في الزراعة.
استنفاذ الموارد الطبيعية
تشمل موارد مثل الوقود الأحفوري، مما أدى إلى التعاون نحو البحث عن مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
تزايد حجم النفايات
تشمل النفايات النووية والمخلفات الإلكترونية، إلى جانب البلاستيك الذي يتطلب التخلص منه بطرق آمنة.
فقدان التنوع البيولوجي
تؤدي الأنشطة البشرية إلى تدمير مواطن العديد من الأنواع الحية، مما قد يؤدي إلى انقراضها.
إزالة الغابات
تؤدي الحاجة المتزايدة إلى الغذاء والمأوى إلى قطع الأشجار، مما يؤثر سلبا على مستوى الأكسجين في الغلاف الجوي.
تحمض المحيطات
تتسبب زيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون في تحمض المحيطات، مما يؤثر على الحياة البحرية ويتسبب في ضعف قشور الكائنات البحرية.
نضوب طبقة الأوزون
تؤدي الأنشطة البشرية إلى استنزاف غاز الأوزون الذي يحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وتعمل العديد من الدول على الحد من استخدام المركبات الكيميائية الضارة في الصناعة.
فيديو يشرح ممارسات فردية للحفاظ على البيئة
لمعرفة المزيد عن الممارسات الفردية التي يمكن من خلالها المحافظة على البيئة، يُرجى مشاهدة الفيديو المرفق.