تاريخ مدينة فاس وأهم معالمها الثقافية والتاريخية

تاريخ تأسيس مدينة فاس

ترجع أصول مدينة فاس في المغرب إلى الملك إدريس بن عبدالله، مؤسس دولة الأدارسة، الذي وصل إلى الأراضي المغربية في عام 789 ميلادية، الموافق لعام 172 هجري. أصدر إدريس أوامره ببناء المدينة على الضفة اليمنى لنهر فاس، وبدأت المدينة في استقطاب أعداد كبيرة من العرب القرويين الذين استقروا بها وأسّسوا منازل وأحياء جديدة. تُعرف هذه المنطقة اليوم باسم (عدوة القرويين). بعد وفاة إدريس الأول، تولى ابنه إدريس الثاني حكم المدينة، حيث أسس مدينة جديدة على الضفة اليسرى للنهر، التي استقر فيها المهاجرون القادمون من الأندلس، وعُرفت باسم (عدوة الأندلسيين)، فضلاً عن وجود جماعات من اليهود الذين أقاموا في حي الملاح.

فاس في ظل حكم المرابطين

في عام 1069 ميلادية، استولى الملك المرابطي يوسف بن تاشفين على مدينة فاس وتقسيماتها (شرق النهر وغربه). خلال فترة حكمه، عمل على توحيد المنطقتين من خلال بناء سور يربط بينهما، بالإضافة إلى إنشاء المطاحن والحمامات والفنادق، مما أسهم في تنشيط الحياة الاقتصادية في المدينة. كما قام بتوسيع جامع القرويين الذي أسسَته فاطمة الفهرية في عام 857 ميلادية. ومن المهم الإشارة إلى أن حكم المرابطين في فاس استمر حتى عام 1143 ميلادية.

فاس تحت حكم الموحدين والمرينيين والسعديين

خلال فترة حكم المرابطين، أبدت الدولة الموحدية اهتمامًا كبيرًا بمدينة فاس، حيث قامت بحصارها لمدة تسعة أشهر قبل أن تنجح في هزيمة المرابطين والسيطرة على المدينة في عام 1143 ميلادية. تلا ذلك سيطرة المرينيين الذين أنشأوا فاس الجديدة خارج أسوار المدينة القديمة، حيث أقاموا فيها قصورًا فخمة وساحة واسعة لاستخدامها في الاحتفالات والمجالس التشاورية التي تجمع الملك بالشخصيات البارزة. وفي بداية القرن السادس عشر الميلادي، تعرضت فاس لهجوم من السعديين، لكنها عانت من الاضطرابات خلال حكمهم، ما أدى إلى تراجع مكانتها وأهميتها في المنطقة.

فاس في العصر الحديث

في عام 1912 ميلادية، تمكنت القوات الفرنسية من السيطرة على فاس، وبالتالي أصبحت المدينة تحت الاستعمار الفرنسي بعد أن كانت مركزًا للدولة العلوية في المغرب وعاصمة للبلاد. لكن العاصمة المغربية تم نقلها إلى الرباط، وبقيت فاس تحت الاستعمار حتى حصول البلاد على استقلالها في عام 1956 ميلادية.

Scroll to Top