يوضح الله تعالى في قوله الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا)، وهذا المقال سيتناول الدليل على خلق الإنسان من التراب.
مراحل تكوين الإنسان
- أشار الله -تعالى- في سورة آل عمران إلى أنه: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ)، حيث تعد هذه المرحلة الترابية أولى مراحل خلق الإنسان.
- ذكر الله -تعالى- في سورة السجدة أن: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ)، وتشير هذه الآية إلى المرحلة الثانية حيث تم تحويل التراب إلى طين بإضافة الماء إليه.
- في سورة الصافات، قال -تبارك وتعالى-: (إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لَّازِبٍ)، والمقصود هنا هو جمود الطين، وهي المرحلة الثالثة في خلق الإنسان.
- جاء في قوله: (وَلَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ مِن صَلصالٍ مِن حَمَأ مَسنونٍ)، حيث يرمز الطين الأسود إلى معنى الحمأ، وتشير كلمة “مسنون” إلى التغير، مما ينتج عنه المرحلة الفخارية التي تجمع بين المرحلة الثالثة والرابعة.
- قال الله -تعالى-: (وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي خالِقٌ بَشَرًا مِن صَلصالٍ مِن حَمَإٍ مَسنونٍ* فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فيهِ مِن روحي فَقَعوا لَهُ ساجِدينَ).
- وبذلك كانت المرحلة الأخيرة في خلق الإنسان تتمثل في تشكيل الصلصال على هيئة بشر ونفخ الروح فيه.
الحكمة من خلق الإنسان من التراب
- تحويل مواد بسيطة إلى إنسان قادر على الرؤية والكلام والحركة هو دليل على قدرة الله -عز وجل-، ويجب على المرء أن يشكر الله على هذه النعم والقدرات العظيمة.
- جميع البشر قد خُلقوا من طين واحد رغم اختلاف صفاتهم وألوان بشرتهم وأعراقهم، مما يؤكد على وحدانية الله.
- ينبغي على الإنسان أن يتأمل في أصله من التراب ثم من نطفة صغيرة، وذلك ليمنعه من التكبر ويتذكر من أين جاء.
- يتطلب من الإنسان التفكر في خلق الله له، حيث أوجده في أفضل صورة ممكنة.
- يجب علينا التدبر في كيفية منح الله للإنسان الصحة والحواس الخمس والوظائف الحيوية.
خلق الإنسان من التراب
- إيمان جميع الديانات الإبراهيمية بخلق الإنسان من طين هو أمر استثنائي.
- قال تعالى: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُون). (سورة آل عمران، الآية 59).
- أيضًا ذكر الله تعالى في القرآن: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ) (سورة الصافات، آية 11).
فلينظر الإنسان مما خلق
- الدليل على خلق الإنسان من طين يتجلی في الآية: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ} [المؤمنون: 12]، حيث تعني الطين مزيج من الماء والتراب.
- يتسم التراب بوجود عدد كبير من العناصر، ولكن حكمة الله -سبحانه وتعالى- وقدرته اختارت صفوة الأرض.
- تعتبر المياه المكون الأساسي في جسم الإنسان وأحد عناصر بناء أعضائه.
- يعتمد تكوين جسم الجنين على الغذاء الذي يحصل عليه من الأم عبر الدم الذي يستمده من الأرض.
- يستمر اعتماد الإنسان على غذائه من الأرض طوال حياته.
خلق الكون
إن الله هو خالق الكون بما فيه من إنسان وجان وحيوانات ونباتات، والسماوات والأرض، وعندما يرغب في خلق شيء يقول له كن فيكون. تتجلى حقائق هذا الأمر في خلق الإنسان من الطين، حيث يجعله متميزًا عن سائر المخلوقات بالعقل الذي يستخدمه في إعمار الأرض حتى يأتي يوم القيامة.