تاريخ العملات القديمة في المملكة العربية السعودية

تاريخ العملات القديمة في المملكة العربية السعودية

شهدت الجزيرة العربية، ولا سيما السعودية، مراحل تاريخية متعددة أدت إلى تطور الدولة وتطور العملات المتداولة. ومن أبرز الفترات التي أثرت في تاريخ العملات في السعودية هي:

المرحلة العثمانية (1902-1922)

استخدمت العديد من العملات في السعودية خلال هذه الفترة، ومن أهمها:

  • التالر النمساوي (دولار ماريا تريزا أو الريال الفرانسي)

تعتبر هذه العملة قطعة نقدية فضية كبيرة الحجم بوزن أوقية واحدة، وقد استُخدمت حتى اليوم كوحدة وزن في الأسواق الشعبية بسبب دقتها.

  • النقود العثمانية (ذهب، فضة، ونحاس)

كان من بين أشهر هذه العملات الريال المجيدي، المعتمد على السلطان العثماني عبد المجيد خان، والبارات التي تمثل وحدات من الريال المجيدي. وقد تميز وجه العملة بتوقيع السلطان واسمه وعدد سنوات حكمه، بينما يحمل ظهر العملة تاريخ ومكان سك العملة، إضافة إلى تاريخ تولّي السلطنة.

  • الجنيه الإنجليزي

عرف الجنيه الإنجليزي بجنيه جورج تيمناً بالإمبراطور جورج الخامس، واكتسب شهرة محلية باسم جنيه أبو خيال نظرًا لوجود صورة رجل يمتطي حصاناً على ظهره. وكان يتمتع بشعبية واسعة لأنه مصنوع من الذهب النقي وثابت الوزن.

  • النقود الهندية

تشمل الروبية الهندية وأجزائها، وهي عملات إنجليزية تحمل صورة الإمبراطور البريطاني وكانت شائعة في معظم أرجاء الجزيرة العربية.

  • أشكال أخرى من العملة

تعتمد على القروش المصرية وغيرها من العملات المستخدمة في دول الجوار وفي الهند الشرقية.

مرحلة توحيد العملات ودمغها

نظراً للارتباك النقدي وتواجد مجموعة متنوعة من العملات في نفس الوقت، سعى الملك عبد العزيز إلى توحيد العملات المتداولة في الحجاز ونجد بعملة واحدة. وابتُكرت فكرة دمغ العملات المستخدمة بكلمة “نجد” حوالي عام 1922م. ومن أهم العملات التي شهدت هذا الإصلاح النقدي تم إدخالها:

  • الريال الفرنسي.
  • الروبية الهندية وأجزاؤها.
  • بعض العملات العثمانية كالعشر بارات، والعشرون بارة، والأربعون بارة.
  • بعض القروش التركية، لا سيما فئة خمسة قروش.
  • القروش المصرية بفئات قرشين، خمسة قروش، عشرة قروش، وعشرون قرشاً.

بعد دخول الحجاز عام 1925م، اتخذ الملك نفس النهج بدمغ العملات المتداولة بكلمة “الحجاز”. ونتيجة للحاجة الكبيرة للنقود المدموغة أو المسكوكة، تم كذلك سك العديد من العملات في عام 1926م بفئات نصف قرش وربع قرش. وقد تم نقش اسم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وسنة توحيد الحجاز ومكان السك (أم القرى)، وأصبح الملك عبد العزيز آل سعود ملك الحجاز وسلطان نجد.

إصدار أول ريال سعودي خالص

في عام 1928م، تم إصدار أول ريال سعودي خالص من الفضة، والذي كان مطابقاً للريال المجيدي من حيث الحجم والنقاء. وتمت سك نصف ريال وربع ريال، مع نقش اسم الملك وشعار الدولة، والذي يجسد سيفين متقاطعين ونخلة، مع اللقب “ملك الحجاز ونجد وملحقاتها”. أما ظهر العملة، فقد ضُرب في مكة عام 1346هـ.

وقد تم الإعلان في الجريدة الرسمية “أم القرى” عن التعامل بالريال العربي فقط بدلاً من المجيدي، مع توضيح عن قيمة الريال من الفضة مقارنة ببقية العملات.

تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي

تأسست المؤسسة بموجب مرسوم ملكي في 20 أبريل 1952، بهدف تثبيت قيمة الريال السعودي وتعزيزها داخل وخارج المملكة، والمساهمة في جميع المعاملات المالية المتعلقة بالصرف. تولت المؤسسة مسؤولية سك النقود، حيث تم تقديم الجنيه الذهبي السعودي، وتوالت الإصدارات بشكل مستمر، حيث تم إطلاق 6 إصدارات حتى الآن:

  • الإصدار الأول (1961-1971)

شهد عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود إطلاق أول إصدار ورقي للعملة، الذي شمل خمس فئات: المئة ريال، والخمسين ريالاً، والعشرة ريالات، والخمسة ريالات، والريال الواحد.

  • الإصدار الثاني (1968)

تم إصدار هذا الإصدار في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بنفس الفئات الخمس.

  • الإصدار الثالث (1977)

أنطلق في عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود بنفس الفئات الخمس.

  • الإصدار الرابع (1984)

صدر في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وكان أول إصدار لفئة (500) ريال بجانب الفئات السابقة.

  • الإصدار الخامس (2007)

أُطلق هذا الإصدار في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مع الحفاظ على الفئات الستة السابقة.

  • الإصدار السادس (2018-2020)

صدر في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بسبع فئات، تضمنت الريال المعدني وأجزائه، وفي عام 2020، تم تقديم فئة (500) ريال مصنوعة من مادة البوليمر.

العملة الرسمية الحالية في السعودية

العملة الرسمية للمملكة العربية السعودية اليوم هي الريال السعودي، والذي ينقسم إلى عشرين قرشاً، أو مئة هللة. تصدر هذه العملة عن مؤسسة النقد العربي السعودي التي تأسست عام 1952.

Scroll to Top