ألقاب عمر بن الخطاب ومعانيها

لقب الفاروق لعمر بن الخطاب

عُرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلقب “الفاروق”، وذلك بفضل دوره في فصل الإيمان عن الكفر. هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، الذي يتقاطع نسبه مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي بن غالب. يُكنى بأبي حفص، ويُعتبر ثاني الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة. تميز رضي الله عنه بخصاله العديدة التي تشمل العدالة والإنصاف والزهد والتواضع. اعتنق الإسلام في شهر ذي الحجة من السنة السادسة للبعثة النبوية، أي بعد إسلام حمزة رضي الله عنه بثلاثة أيام، وكان حينها في السادسة والعشرين من عمره. لقد عزز الله الإسلام والمسلمين بفضل إسلامه. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنه: “لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب”.

حياة عمر بن الخطاب قبل اعتناقه الإسلام

نشأ عمر بن الخطاب في قبيلة قريش مثل باقي أبناء القبيلة، ولكنه تميز بقدرته على القراءة والكتابة. تربى في بيئة بعيدة عن الترف والثراء، حيث كان يرعى إبل والده وغنم خالاته من بني مخزوم. وكانت هذه المهنة تلعب دورًا في تشكيل شخصيته، حيث اكتسب منها قوة التحمل وشدة البأس إلى جانب براعته في المصارعة وركوب الخيل. حرص عمر على حضور الأسواق العربية الكبرى، مثل سوق عكاظ وسوق ذي المجاز وسوق جنة، مما ساهم في تطوير معرفته في التجارة وتاريخ العرب وعلاقات القبائل. ثم أصبح لاحقًا من الأثرياء في مكة، واحتل مكانة بارزة في قبيلته. كان تاريخ أسرته يلعب دورًا أيضًا، حيث كانت قريش تلجأ إلى جده نفيل بن عبد العزة لحل النزاعات، وكان لجده الأكبر كعب بن لؤي مكانة رفيعة بين العرب، مما جعله يتبوأ مكانة مرموقة. بالإضافة إلى ذلك، كان معروفًا بدفاعه عن تقاليد وعادات قريش، مما دفعه لمعارضة المسلمين في بداية الدعوة الإسلامية.

إسلام عمر بن الخطاب

كان لأسلام عمر بن الخطاب تأثير عميق، إذ كان دخول شقيقته فاطمة وزوجها سعيد بن يزيد في الإسلام دافعًا له ليتحول إلى الإسلام. عندما علم عمر بإسلامهما، توجه إلى منزلهما ووجد خباب بن الأرت يقرأ القرآن لهما. وعندما سمع صوت عمر، اختبأ خباب واحتفظت فاطمة بصفحة القرآن تحت فخذيها. عند دخول عمر، استفسر عن ما يحدث قائلاً: “ما هذه الهمهمة؟”، وعندما اكتشف إسلامهما، أساء التصرف في البداية وضربهما. ولكن عند رؤية الدماء على وجه أخته، شعر بالندم. طلب منهما الصحيفة ليطلع على ما يدعو إليه محمد، ووافقت فاطمة شرط التطهر أولاً. بعد أن اغتسل، حصل على الصحيفة وقرأ سورة طه. وبعد قراءته قال: “ما أجمل هذا الكلام وأكرمه”.

عندما سمع خباب بذلك، خرج وطلب منه عمر أن يدلّه على مكان النبي صلى الله عليه وسلم لإعلان إسلامه. توجه عمر حاملاً سيفه وطرق باب الرسول. عندما نظر أحد الصحابة إليه، أبلغ النبي صلى الله عليه وسلم بحضور عمر، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم مثلًا حيث قال: “إذا كان يريد خيرًا، لبّينا له”، وإذا كان يريد شرًا “نقتله بسيفه”. استقبل النبي عمر وسأله عن سبب مجيئه، فأعلمه برغبته في إعلان إسلامه، وصدح النبي بتكبيره، مما أدخل الفرح والسرور إلى قلوب من في البيت.

Scroll to Top