ما المقصود بعبارة “جزاك الله خير الجزاء”؟
تُستخدم عبارة “جزاك الله خير الجزاء” بشكل متكرر عندما يعبّر شخص ما عن شكره لنا على معروف قمنا به. لكن ما المعنى الدقيق لهذه العبارة؟ سوف نتناول ذلك في النقاط التالية:
- عبارة “جزاك الله خير الجزاء” تعني أن ندعو الله أن يجزي الشخص الذي نفتخر بشكره بكل خير.
- تشير العبارة إلى عجز المتحدث عن تقديم الشكر المناسب، حيث إن الشكر يتحول إلى دعاء.
- فالله وحده، من فضله وكرمه، هو من يجزي فاعل الخير عن أعماله وما يقدمه للناس.
- يرى العلماء أن عبارة “جزاك الله خيرا” تعبر عن كل ما هو جيد ومن الله سبحانه وتعالى.
- أيضًا، تعني العبارة أن الله سيجزينا عن حسن عملنا بالجنة وما فيها من نعيم دائم.
- كما تعني “جزاك الله خيرا” أن يرحمنا الله من نار جهنم ويهدينا إلى صراطه المستقيم.
- تتضمن العبارة أيضًا الدعاء لله بأن يهدي الشخص لاتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
- ويمكن أن تعني أيضًا أن يعيذنا الله من كيد الشياطين.
- بالإضافة إلى ذلك، تحتوي عبارة “جزاك الله خير” على معنى الخير الوفير الذي يصعب وصفه أو حصره.
- عندما نقول “جزاك الله ألف خير”، فإن إضافة كلمة “ألف” لا تعني الكثرة، بل توضح أن الخير محدد بعدد معين، بينما عبارة “جزاك الله خيرا” تشير إلى نوع من الخير الغير محدود.
حكم استخدام عبارة “جزاك الله خير الجزاء” في الإسلام
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).
لذا يتوجب علينا التأكد من صحة ما نقول وفقًا لما جاء في القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وفيما يلي نبرز مشروعية استخدام عبارة “جزاك الله خير الجزاء”:
- تدعو رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دائمًا إلى مكارم الأخلاق، إذ قال:
- (إنَّما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق).
- يعد التعبير عن الشكر والامتنان لمن يقدم المساعدة من حسن الأخلاق.
- حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على مكافأة من يقدم لنا معروفًا، وإذا لم نتمكن من تقديم شيء، يمكننا أن نقول: “جزاك الله خيرا”.
- أوضحت السنة النبوية ذلك، حيث جاء في حديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ).
- وروى الترمذي عن أسامة بن زيد رضي الله عنه:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ فَقَالَ لِفَاعِلِهِ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، فَقَدْ أَبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ).
- (وقد أبلغ في الثناء) تعني أنه أظهر شكره للفاعل، ونجح في تفويض ثواب ذلك إلى الله تعالى.
- لأنه يعجز عن إيفاء الشكر، والله سبحانه وتعالى بقدرته وكرمه مكافئ على ما يستحق.
- من الأحاديث السابقة نستنتج أن العبارة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم هي “جزاك الله خيرا”، وهي العبارة الأنسب في حالات الشكر.
- ومع أن بعض الناس يبالغون فيقولون “جزاك الله خير الجزاء”، فإن رأي العلماء في ذلك أنه لا حرج في استخدامها، بما أنها تحمل نفس المعنى.
- لكن الأفضل هو الالتزام بما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن “جزاك الله خيرا” تعبر عن الخير الوفير وغير المحدود.
متى ينبغي قول “جزاك الله خير الجزاء”؟
كلنا نعلم أن “لكل مقام مقال”، لذا توجد مواقف معينة يُفضل فيها استخدام عبارة “جزاك الله خير الجزاء”، والتي نستعرضها فيما يلي:
- عندما يقدم لنا شخصٌ معروفًا أو مساعدة، فنجد أنفسنا بحاجة لاختيار كلمات تناسب الشكر، ومن تلك الكلمات “جزاك الله خير الجزاء”.
- لذا تعتبر عبارة “جزاك الله خير الجزاء” أحد أساليب الشكر والتقدير.
- كما يمكننا قولها عند الدعاء لشخص عزيز، بأن نجزيه الله بكل خير.
- أيضًا يُمكننا استخدامها عند الدعاء بالخير لأنفسنا وللآخرين، فقد قال سيدنا عمر رضي الله عنه:
- (لو علم ما له في قوله لأخيه “جزاك الله خيرًا”، لأكثر منها بعضكم لبعض).
ويمكنكم التعرف على:
عبارات تتضمن “جزاك الله خير الجزاء”
يتداول الناس الكثير من العبارات الجميلة في مواقف الشكر والتعبير عن الامتنان التي تحتوي على “جزاك الله خير الجزاء”. نستعرض لكم منها ما يلي:
- رزقك الله واسع جناته، وأفاض عليك من واسع فضله، وجزاك الله خير الجزاء.
- بارك الله في عمرك، وأدام عليك الصحة والعافية، وجزاك عنا خير الجزاء.
- ثبت الله قلبك على الإيمان، ورزقك الله من فضله وإحسانه، وجزاك الله عن الأمة الإسلامية خير الجزاء.
- وفقك الله، وأعانك، وجزاك خير الجزاء.
- بارك الله في مجهوداتك، وزاد خياراتك، وجزاك عنا خير الجزاء.
- أسأل الله أن يجمعنا على الحب والإخاء، ويجزيك عنا خير الجزاء.
- زادك الله علمًا، ورفع قدرك، وجزاك كل الخيرات.
- اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى، وأجزنا بكرمك وإحسانك خير الجزاء.
- رفعك الله أعلى الدرجات، ورزقك الخير والبركات، وجزاك من فضله كل الخيرات.
- أنار الله بصيرتك، ورزقك حسن الخلق، وجزاك الله كل خير.
- اللهم ارحم قلبه، واستر عيبه، وأعلي قدره، وجازيه خير الجزاء.
- أسأل الله أن ييسر أمرك ويفرج همك، ويجزيك من فضله خير الجزاء.
- اللهم احفظه، وأعنه، واجزيه خير الجزاء.
- اللهم أجز نبينا خير ما جزيت نبيًا عن أمته، وارزقنا شفاعته، وشربه من يديه الكريمة بلاظمأ أبدًا.
كيفية الرد على “جزاك الله خير الجزاء”
يواجه الكثير من الناس حيرة في كيفية الرد على عبارة “جزاك الله خير الجزاء”، وفيما يلي بعض الخيارات الجيدة للرد:
- تقبل الله منا ومنكم
- وجزاك الله بالمثل أيضًا
- الله يرفع قدرك ويبيض وجهك.
- اللهم آمين وإياك يا رب.
- وأكرمك الله بخير الجزاء.
- الله يسعدك ويعلي قدرك.
- جزانا الله وإياكم من فضله وكرمه الواسع.
- تسلم، الله يبارك فيك ويسعدك.
- ولك بمثل ما دعوت لي وأضعافه.
- أحسن الله إليك، وجزاك أيضًا خير الجزاء.