من هم الحيثيون؟
الحيثيون هم مجموعة من الشعوب الهندو-أوروبية التي استقرت في منطقة آسيا الصغرى وشمال بلاد الشام منذ حوالي 3000 قبل الميلاد. وقد شهدت تلك الفترة وجود جيرانهم السومريين في بلاد الرافدين. تعرف هذه القبائل الهندو-أوروبية في الأناضول باسم ختي، وقد ورد ذكرهم في النصوص المسمارية التي تشير إلى بلاد ختي ضمن مناطق الأناضول. كان السكان المحليون يطلقون على أنفسهم اسم (نسيين)، بينما استخدمت النصوص الحديثة باللغة العربية المصطلح المذكور في التوراة وهو (الحثيون).
عاصمتها
كانت العاصمة الرسمية للإمبراطورية الحيثية تُعرف باسم (حاتّوسا)، والتي تم اختيارها من قبل أحد الملوك الحيثيين في القرن الثالث عشر قبل الميلاد. ومن جهة أخرى، كانت سابينوا (Sapinuwa) مركزًا عديد من الملوك الحيثيين، وكذلك عاصمة لإمبراطوريتهم فترة من الزمن. تقع مدينة حاتوسا حاليًا في منطقة بوجازكال في تركيا، ويعود تاريخ هذه العاصمة إلى العصر البرونزي، حيث تم اكتشاف المدينة في عام 1834. وقد تميز سكان حاتوسا بمهاراتهم الحرفية، وأبرزها النحت وركوب الخيل.
آثارها
تمكن علماء الآثار من جمع معلومات كثيرة عن الحضارة الحيثية من خلال اكتشاف عدد من الألواح الطينية التي تحتوي على نصوص غنية تتعلق بالأدب والثقافة ومختلف الوثائق التاريخية التي تعود للعصور القديمة.
صراعاتها
مرت المدينة بفترات من الصراعات ومحاولات الهجمات والتدمير من قِبَل عدة جهات مختلفة. وقد تعرضت لواحد من أقسى الاعتداءات في القرن الرابع عشر، حيث هاجمتها جيوش من الجنوب والغرب والشمال. وفي خضم هذه الأحداث، تمسك ملك حاتّوسا عن الدفاع عن المدينة وقرر التخلي عنها بعد الهجوم. ووجد علماء الآثار لاحقًا لوحًا طينيًا كتب عليه إعلان من أحد الفراعنة ينص على انتهاء المدينة.
أهمية الإمبراطورية الحيثية
تُعتبر الإمبراطورية الحيثية بمثابة نقطة اتصال رئيسية بين شرق العالم القديم وغربه، نظرًا لموقعها الاستراتيجي في هضبة الأناضول وشمال سوريا. وفقًا للمصادر التاريخية، كانت هذه الدولة تتمتع بقوة عسكرية كبيرة وقد أدخلت تكنولوجيا الحديد فيما يخص صناعة الأدوات الحربية، مما ساعدها على التفوق على الدول الكبرى في ذلك العصر، بما في ذلك مصر.
كان أساس قوة هذه الدولة يعتمد على الزراعة ونظم الري. ومن المؤكد أنّ التجارة لعبت دورًا محوريًا في ازدهارها وتمكينها، حيث استغلت الحيثيون موقعها الجغرافي المثالي. وفي إطار هذه الأنشطة، اهتم ملوك الدولة بوضع أنظمة تجارية وزراعية فعالة، بما في ذلك التحكم بالأسعار عبر نظام مركزي يديره الملك وفريقه. كما طبّقت الدولة أنظمة تضمن استمرار الزراعة، من خلال تطوير شبكات الري وتحديد أجور العمل في مختلف الأنشطة.
أما بالنسبة لتوزيع الأراضي، فقد اعتمدت الدولة نظامًا إقطاعيًا بدائيًا يرتبط بشكل مباشر بقدرة الإقطاعي على توفير الجنود للملك. وفي حالة فشل الإقطاعي في ذلك، كان يتم سحب إقطاعه وتحويله إلى شخص آخر قادر على الخدمة.