مفهوم الروم والإشمام
يمكن تعريف الروم لغوياً بأنه الطلب والقصد، أما اصطلاحياً فهو يتمثل في إضافة ثلث حركة بحركة خفية يسمعها القريب دون البعيد، ويتمكن الأعمى القريب من إدراك الصوت بينما الأعمى البعيد لا يستطيع. يُطبق الروم على الكلمات المضمومة والمرفوعة، وكذلك المكسورة والمجرورة.
أما الإشمام، فيشير إلى ضم الشفتين بعد النطق بالحرف الأخير الساكن، وهو شكل يمكن رؤيته ولكن دون سماع، ولا يصدر منه أي صوت. يشبه الإشمام في هيئة ضمة الشفتين، ويمكن للبصير إدراكه على الرغم من كونه أصماً، بينما لا يمكن للأعمى رؤيته البتة، وينطبق الإشمام على المرفوع والمضوم فقط.
الفروقات بين الروم والإشمام
يعتبر كل من الروم والإشمام من ضوابط الوقف على الكلمات القرآنية لتحديد حركة الحرف الأخير بعد النطق به ساكناً. وتوجد عدة اختلافات بينهما تشمل:
من حيث الحركة
الروم يتواجد في الألفاظ المضمومة والمرفوعة، بالإضافة إلى المكسورة والمجرورة، بينما يقتصر الإشمام على المرفوع والمضوم فقط.
من حيث المعاملة في الوصل والوقف
يتمتع الروم بمعاملة شبيهة بمعاملة الوصل؛ لذا يجب مراعاة خصائص الحروف من تفخيم وترقيق وما إلى ذلك. في المقابل، يُعامل الإشمام كأنه وقفة، حيث يتم تطبيق نفس القواعد المتعلقة بالحروف من تفخيم وترقيق كما في حالة الوقف.
من حيث الهيئة
الروم صوتي يسمعه الأعمى، بينما لا يدركه الأصم. ومن جهة أخرى، يُعتبر الإشمام شيئاً مرئياً لكنه لا يُسمع، ما يجعل الأصم قادراً على إدراكه بينما يظل الأعمى عاجزاً عن ذلك. وبالتالي، يمكن تلخيص ذلك بأن الروم شكل يسمع دون رؤية، والإشمام شكل يُرى دون سماع.
أهمية الروم والإشمام
تكمن أهمية الروم والإشمام في إعلام المتلقي بحركة الحرف عند الوقف، إذ تتجلى هذه الحركة للمستمع في حالة الروم، بينما تُظهر للبصير في حالة الإشمام. وتبرز خاصة في حالة القراءة التي تجمع بين حفص وشعبة، مثل قراءة عاصم. يُشدد على أن معرفة الروم والإشمام لا تتم إلا من خلال الاستماع المباشر إلى المشايخ والعلماء، في حين أن القارئ بمفرده لا يُعتبر ملزماً بالروم أو الإشمام، باستثناء كلمة “تأمنا”.
ترتبط كلمة “تأمنا” بجذرها “تأمننا”، ولديها وجهين: الإشمام والروم، إذ يدل كل منهم على إضافة ثلث من حركة النون الأولى. تعد هذه الحالة فريدة للكلمة حيث يظهر فيه الروم والإشمام وسط الكلمة، وبخلافها، لا يجوز وجود الروم والإشمام إلا على الحرف الأخير من الكلمة.
الحالات التي لا يُطبق فيها الروم والإشمام
توجد بعض المنصورات للروم والإشمام، ومنها:
- الحروف الساكنة الأصلية في الوصل، مثل (فلا تنهرْ).
- الحروف المتحركة في الوصل مع الفتحة غير المنونة، مثل (لا ريبَ)، إذ تعتبر الفتحة خفيفة، وفي حال وجود نقص منها، يتكسر بشكل تام، مما يجعل الروم غير ممكن.
- هاء التأنيث التي تُبدل من التاء عند الوقف، كما هو الحال في (جنة)، إذ تختفي حركة التاء خلال الإبدال، والهدف من الروم والإشمام هو توضيح حركة الحرف الموقوف عليه.
- ميم الجمع، سواء كانت متحركة أو غير متحركة، لأن حركتها لا تُعتبر أصلية وتكون عارضة لتجنب التقاء الساكنين، كما في (عليهم).
- الحروف الضعيفة غير الأصلية، سواء كانت بسبب النقل كما في (منِ استرق) أو لمنع التقاء الساكنين كما في (قمِ الليل)، حيث تعود إلى حالتها الأصلية من السكون عند الحاجة إلى الوقف.