حيوان الأُكاب
يُعرف حيوان الأكاب، المعروف أيضًا باسم زرافة الغابة، بأنه كائن فريد يمتاز بتشابه شكله مع مزيج بين الغزال والحمار الوحشي. موطنه الحصري هو غابة إتوري المطيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يُعَدّ المكان الوحيد الذي يمكن العثور عليه في البرية. يتميز الأكاب بفروه الكثيف الذي يقيه من الأمطار، كما يمتلك قرونًا صغيرة مغطاة بالجلد، بالإضافة إلى غدد تقع أسفل حوافره التي تساعده في تحديد نطاق أراضيه.
فيما يلي بعض المعلومات الهامة عن حيوان الأكاب:
شكل وحجم حيوان الأكاب
يمتلك الأكاب فروًا سميكًا بلون زيتي، ويظهر على أرجله خطوط مميزة تشبه تلك الموجودة على الحمار الوحشي. كما يمتاز بلسانه الطويل الذي يتخذ لونًا أسود مائلًا للأرجواني، حيث قد يصل طوله إلى 30 سم، مما يمكنك من لعق أنفه وأذنيه وعينيه بفعالية.
تحظى ذكور الأكاب بقرون صغيرة تشبه إلى حد ما قرون الزرافة، بينما تمتلك الإناث نتوءات متعرجة بدلاً من القرون. كما يمتاز الأكاب بأذنين كبيرتين، مما يساعده على تحديد مواقع الحيوانات المفترسة القريبة، مثل النمور.
يبلغ ارتفاع الأكاب حوالي 1.5 م، وغالبًا ما تكون الإناث أثقل وزنًا مقارنة بالذكور، حيث يتراوح وزن الأنثى بين 225 إلى 350 كجم، بينما يتراوح وزن الذكر بين 200 إلى 300 كجم.
النظام الغذائي لحيوان الأكاب
يصنف الأكاب كنوع من الحيوانات العاشبة، ويتغذى بشكل رئيسي على النباتات. بفضل لسانه الطويل، يستطيع الوصول إلى الأشجار وسحب الغصون لتناول الأوراق، كما يتناول الفواكه والفطريات والنباتات الأخرى التي تنمو في الغابات المطيرة.
يعتبر الطين المترسب في مجاري الأنهار مكونًا مهمًا في نظامه الغذائي، حيث يمده بالمعادن والأملاح التي قد تنقصه من الأغذية النباتية. يتناول الأكاب يوميًا ما بين 20 إلى 27 كجم من النباتات، ويتميز بامتلاكه معدة قادرة على هضم المواد النباتية القاسية. ويعرف عنه أيضًا أنه يتناول براز الخفافيش في بعض الأحيان كمصدر للغذاء.
سلوك وتكاثر حيوان الأكاب
يُعرف الأكاب بأنه من الحيوانات النهارية، حيث ينشط ويتغذى خلال النهار. يفضل الأكاب العيش بمفرده، لكنه قد يتجمع في مجموعات صغيرة أثناء تناول الطعام أو في أوقات التزاوج واللعب. يستخدم الأكاب البول لرش محيطه لتحديد ملكيته للمنطقة.
أما بالنسبة لتكاثر الأكاب، فإن الأنثى عادة ما تلد صغيرًا واحدًا في كل حمل. يستطيع صغير الأكاب المشي بمفرده بعد 30 دقيقة من ولادته، لكنه يحتاج إلى شهر قبل أن يستطيع التبرز، مما يقلل من فرص جذب المفترسات. فترة الحمل تتراوح بين 14 إلى 16 شهرًا، وتضع الأنثى صغيرها في عش على الأرض، ويصل طوله عند الولادة إلى حوالي 80 سم ووزنه إلى 16 كجم، بينما يتضاعف وزنه ثلاث مرات عند بلوغه الشهرين. كما يساعد الصغير على التواصل مع والدته من خلال الصفير والسعال والنفخ عندما تكون بعيدة.
تتواصل الأمهات مع أطفالهن باستخدام أصوات تحت الصوتية التي لا تتمكن الأذن البشرية من سماعها. تقوم الإناث بحماية صغارها بكل قوة، حيث تضرب الأرض بحوافرها لدرء التهديدات. بعد بلوغ الصغير ستة أشهر، يكون قادرًا على الدفاع عن نفسه، في حين أن الأكاب البالغين لا يتحدثون كثيرًا باستثناء فترات التزاوج.
التهديدات التي يواجهها حيوان الأكاب
يُعتبر الأكاب أحد الأنواع المهددة بالانقراض، وفقًا للقائمة الحمراء للأنواع المهددة الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN). لا يعرف الباحثون على وجه الدقة عدد الأكاب المتواجد حاليًا في البرية، إلا أنهم يرون أن أعداده قد انخفضت إلى النصف خلال العقدين الماضيين.
على الرغم من أن النمر يعد المفترس الرئيسي للأكاب، إلا أن البشر يمثلون تهديدًا أكبر له بفضل عمليات الصيد. في عام 2012، على سبيل المثال، قُتل 14 حيوان أكاب على يد مجموعة ميليشيات في مركز حفظ تابع لمشروع حماية الأكاب.
لا يزال الصيادون يقومون بقتل الأكاب من أجل لحمه وجلده، إضافة إلى أن إزالة الغابات تعتبر من التهديدات الرئيسية التي تؤدي إلى تدمير مواطن الأكاب في البرية.