حكم الشخص الذي يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب مرة أخرى

حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب

في هذا المقال، نستعرض حكم الشخص الذي يتوب ثم يعود لتكرار نفس الذنب، من خلال النقاط التالية:

  • ذكرت لجنة الفتاوى الإسلامية أنه عندما يتوب الشخص عن ذنب معين ثم يعود إليه، يجب أن يأخذ في اعتباره ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشأن.
    • وذلك يأتي في سياق تكرار الذنب، مما يستوجب الالتزام بالتوجيهات النبوية.
  • ورد عن عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
    • “مَنْ أَخْطَأَ بِخَطِيئَةٍ، وَأَذْنَبَ ذَنْباً، ثُمَّ نَدِمَ فَهُوَ كَفَّارَتُهُ” (المعجم الكبير للطبراني).
  • على الشخص الذي يعود لارتكاب الذنب حتى بعد توبته:
    • ألا يفقد الأمل في رحمة الله ومغفرته.
    • ويجب عليه التوبة مجددًا والندم على ما فعله.
    • كما يجب عليه الاستغفار والعزم القوي على عدم العودة للمعصية.
  • إن الله -عز وجل- يغفر الذنوب مهما عظمت ومهما تكررت بعد التوبة.
  • ورد عن أنس بن مالك، أن رجلاً جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:
  • يا رسول الله، إني أذنب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا أذنب أحدكم فليستغفر ربه”.
    • قال: إني أستغفر ثم أعود فأذنبه، قال: “فإذا أذنب فليعد فليستغفر ربّه”.
    • فكرر ذلك أربع مرات، فقال النبي: “استغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المحصور” (شعب الإيمان للبيهقي).

حكم تعمد فعل الذنب مع نية الاستغفار بعده

في إطار مناقشة حكم من يتوب ثم يعود إلى الذنب، نتناول الآن حكم المتعمد لفعل الذنب بنية الاستغفار بعد ذلك، كما يلي:

  • يُذكر أن الله لا يمل من مغفرة الذنوب للعباد، وهو يحب التوابين، كما ورد في قوله تعالى:
    • “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الآية 31 من سورة النور).
  • تظل أبواب التوبة مفتوحة دائماً ومهما تكررت الذنوب.
  • لكن يجب أن تتوفر شروط التوبة وعزم النية على عدم الرجوع للذنب.
  • إن تعمد الذنب مع الاستغفار يُعتبر دليلاً على استمرارية الشخص في المعصية.
    • ويوضح تعصبه وتصميمه على ارتكاب الذنب رغم ما يتوجب عليه تجاه خطاياه.
  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كل بني آدم خطَّاء”.
    • وأضاف: “وخير الخاطئين التوابون”.
    • من يعتمد على مغفرة الله -سبحانه وتعالى- عليه أن يعلم أن الله شديد العقاب.
  • تتطلب التوبة الشروط والأركان المكتملة، بما في ذلك العزم على الإقلاع التام.
    • ومع ذلك، في حالة التعمد، لا تتوافر الشروط المطلوبة.

كفارة الذنوب والمعاصي

نتناول الآن كفارة الذنوب والمعاصي في سياق الحديث عن حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب:

  • تتمثل كفارة الذنوب في التوبة النصوح التي تستكمل أركانها.
  • أحد هذه الأركان هو الندم على الذنب.
    • ويسلُب كذلك عزم النية على الإقلاع عن المعصية.
    • كما يجب أن يتحقق العزم على عدم العودة لارتكاب الذنب مرة أخرى.
  • تتضمن شروط التوبة أيضاً إعادة الحقوق إلى أصحابها.
    • إذا كان الذنب يتضمن إهدار حقوق الآخرين، يجب على المذنب إرجاع الحق لصاحبه.
    • وهذا يعد أحد أركان كفارة الذنوب.

التوبة من الذنوب المتكررة

منح الله –عز وجل- العديد من الفرص للتوبة للعباد، وسنستعرض بعض الأحاديث النبوية المتعلقة بهذا الموضوع:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    • “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدّم من ذنبه” (رواه البخاري ومسلم).
  • كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    • “مَنْ صَامَ يَوْمًا في سَبيلِ الله بَعَدَ الله وَجْهَهُ عَنِ النّار سَبْعِينَ خَرِيفًا”.
  • وأيضاً عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول:
    • “الصلوات الخمس والجُمعة إلى الجُمعة ورمضان إلى رمضان كفّاراتٌ ما بينهن إذا اجتُنبت الكبائر”.
  • يتضح أن أبواب التوبة مفتوحة للجميع، ولا تغلق بوجه أحد، وتبقى متعددة.

الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة

توجد بعض الذنوب التي لا تغفر لأنها تعتبر من الآثام الكبرى، وسنوضح ذلك فيما يلي:

الشرك الأكبر

  • يعتبر من أكبر الذنوب التي تجلب غضب الخالق، كما يقول تعالى:
    • “إنَّ الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء” (الآية 48 من سورة النساء).
  • وذكر القُرطبي -رحمه الله-:
    • “من يموت على الشرك لا يدخل الجنة، ولا تناله رحمة الله، وسيدخل النار بلا نهاية”.

الشرك الأصغر

للعلماء في الشرك الأصغر رأيان:

  • الرأي الأول: إمكانية مغفرة الشرك الأصغر بمشيئة الله.
  • الرأي الثاني: أن مرتكبه سيتعرض للوعيد في الدنيا والآخرة.
    • وهذا ما يعتمده الفقهاء وعلماء الدين.

حقوق الناس ومظالمهم

  • يلزم لقبول التوبة أن تُرد المظالم والحقوق لأصحابها.
    • لأن المظلوم سيقاص يوم القيامة ممن ظلمه.
  • يمكن للمظلوم أن يقتص من الظالم عبر أخذ حسناته أو برفع أعباء ذنوبه عليه يوم القيامة.
    • لذا، فإن حق الله لا يُغفر إلا بعودة المظالم.

الاستغفار بعد الذنب مباشرة

الاستغفار بعد ارتكاب الذنب هو عمل مهم يشجع عليه الإسلام، ويعد جزءًا أساسيًا من التوبة. إليك أبرز النقاط حول هذا الموضوع:

  • تعريف الاستغفار: هو الطلب من الله الغفران والرحمة بعد ارتكاب الذنب، بنية التوبة والندم الحقيقي.
  • أهمية الاستغفار الفوري: يُنصح بالاستغفار فور وقوع الذنب للأسباب التالية:

    • الرجاء في رضا الله: حيث يشعر الفرد بالندم لحظة ارتكاب الذنب، ويُعبر الاستغفار عن رغبته في القرب من الله.
    • تحقيق مغفرة سريعة: الاستغفار الفوري يساعد في حصول الشخص على مغفرة الله بسرعة.
    • الحفاظ على الطهارة الروحية: يسهم الاستغفار في تعزيز نقاء النفس وعلاقة قوية مع الله.
  • محتويات الاستغفار بعد الذنب تشمل:

    • الاعتراف بالذنب، والندم الصادق عليه، والعزم على عدم العودة، والدعاء لله بالغفران.
  • أمثلة على أدعية الاستغفار بعد الذنب:

    • “أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو، وأتوب إليه.”
    • “رب اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الرحيم.”
    • “اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمغفرتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.”
  • أثر الاستغفار في الحياة الروحية:

    • يعزز الاستغفار الحياة الروحية، ويشجع الشخص على التوبة الدائمة والسير في الاتجاه الصحيح.
    • يزيل الشعور بالذنب ويمنح الطمأنينة والسلام الداخلي.

أوقات غلق باب التوبة

  • يظل باب التوبة مفتوحاً حتى قيام الساعة أو موت العبد، حسب ما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.”
  • أو ما يقوله الله في القرآن: “وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن”
  • وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها.”

أسئلة شائعة حول حكم التوبة ثم العودة للذنب

Scroll to Top