الحضارات القديمة في العراق
عرفت أرض العراق قديمًا باسم بلاد ما بين النهرين، وذلك لوقوعها بين نهري دجلة والفرات، اللذان يربطان بين الخليج العربي وبلاد آسيا الصغرى.
تعتبر خصوبة الأراضي في العراق أحد الأسباب الرئيسية التي ساهمت في قيام هذه الحضارات العريقة.
يعود تاريخ هذه الحضارات إلى ما يقرب من 10000 سنة قبل الميلاد، عندما استقر عدد من البشر في هذه المنطقة وبدأوا بممارسة الزراعة بالاعتماد على نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى تربية الدواجن.
الحضارة السومرية
تُعتبر الحضارة السومرية من أقدم الحضارات التي نشأت في العراق، وقد امتدت لفترة قدرها بين 4000 و6000 سنة قبل الميلاد. وبرزت هذه الحضارة من خلال عدة إنجازات، منها:
- ابتكار الكتابة لأول مرة باستعمال الأسافين المضغوطة في الطين.
- من إبداعات الحضارة السومرية أيضًا اكتشاف العجلات عام 3500 قبل الميلاد، بالإضافة إلى بناء السفن.
- استخدمت هذه السفن في التنقل من العراق إلى الدول المجاورة، بما في ذلك دول الخليج العربي.
- تبادل العراقيون خلال هذه الفترة المجوهرات، المنسوجات، النحاس، العاج وبعض السلع الجلدية مع الدول الأخرى.
- اتبعت هذه الحضارة ديانة تعدد الآلهة، حيث تم إنشاء تماثيل بشرية لها وبناء معابد خاصة احتوت على هذه التماثيل.
- تم بناء المعابد بجهود عدد كبير من العمال واستغرق الأمر آلاف السنوات.
الحضارة البابلية
تعتبر الحضارة البابلية من أبرز الحضارات القديمة في العراق، وهي مرتبطة بمدينة بابل التي تقع على نهر الفرات وقد تأسست في سنة 2300 قبل الميلاد. أهم ما يُميز هذه الحضارة هو:
- تاريخها المزدهر خلال فترة حكم الملك حمورابي، الذي امتد حكمه من عام 1792 حتى عام 1750 قبل الميلاد، حيث أصبحت بابل في عهده قوة عسكرية بارزة.
- حيث قام الملك حمورابي بغزو العديد من المدن المجاورة وتوحيدها تحت حكم بابلي واحد، مُشكلاً إمبراطورية بابل.
- اشتهرت هذه الإمبراطورية بقوتها وغناها ولعبت دورًا كبيرًا في تشكيل التاريخ.
- من المعروف عن الحضارة البابلية أن الملك حمورابي وضع أول قانون في تاريخ البشرية، والمعروف بشريعة حمورابي.
- يُعتبر هذا القانون الأول من نوعه الذي تم وضعه في جميع الحضارات الأخرى.
الحضارة الأكادية
تشكل الحضارة الأكادية واحدة من الحضارات القديمة التي تركت تأثيرًا عميقًا في تاريخ البشرية. وقد نشأت هذه الحضارة كما يلي:
- تاريخيًا، تولى الحكم الملك سرجون الكيشي بعد انقلاب في العراق.
- ظل الملك سرجون يحكم البلاد لمدة 56 عامًا وأنشأ الإمبراطورية الأكادية التي بقيت لمدة قرن كامل.
- شملت الإمبراطورية الأكادية بلاد ما بين النهرين وسومر وصولاً إلى سوريا.
- أسس الأكاديون عاصمة جديدة أطلقوا عليها اسم “أكاد”، حيث قاموا بتطبيق أساليب الإدارة الحديثة بشكل مبتكر.
- تُعتبر الحضارة الأكادية أول إمبراطورية حقيقية عُرفت في تاريخ البشرية.
- حيث أدخل الأكاديون نظام المقاييس والأوزان، مما جعل منهج القياس قياسيًا في جميع أنحاء الإمبراطورية.
- قام الأكاديون أيضًا بإطلاق نظام التقويم السنوي، مما ساهم في تقدمهم في الفنون والأعمال الفنية بشكل أكبر مقارنة بالثقافة السومرية.
الحضارة الكلدانية
تميزت الحضارة الكلدانية أيضًا بشكل كبير في العراق، وفيما يلي أبرز ما يتعلق بها:
- كان الكلدانيون عبارة عن قبيلة هاجرت إلى بلاد ما بين النهرين بين عامي 940 و855 قبل الميلاد، وكانوا يتحدثون اللغة السامية.
- عمل سكان هذه القبيلة في تربية الماشية والزراعة وكانوا يمتلكون معرفة بعلم الفلك.
- كما برع الكلدانيون في الكتابة والرياضيات وعلوم الفلك.
- ابتداءً من عام 620 قبل الميلاد، شهدت إمبراطورية آشور العديد من الثورات، مما أتاح للكلدانيين الفرصة لانتهاز الوضع والسيطرة على بابل.
- توسعت سيطرة الكلدانيين لتشمل أجزاء من شبه الجزيرة العربية وقبرص وفلسطين وسوريا، مما ساهم في صياغة قوة إقليمية عظمى.
- يُعتبر الملك نبوخذ نصر الثاني من أبرز ملوك الكلدانيين، حيث حكم البلاد منذ عام 604 قبل الميلاد.
- قام بجعل بابل عاصمة له وأسس معبد الآلهة وبنى الزقورة الشهيرة.
- توسعت إمبراطوريته في بعض الأجزاء من آسيا الصغرى ومصر حتى وفاته، منهياً بذلك الإمبراطورية بعد غزوها من قبل الفرس عام 536 ق.م.
الحضارة الآشورية
امتدت الإمبراطورية الآشورية لتغطي جنوب شرق تركيا والأجزاء الشمالية من العراق وشمال شرق سوريا والشمال الغربي من إيران، حيث ازدهرت بين عامي 900 و600 قبل الميلاد وكانت عاصمتها نينوى.
ازدهرت الحضارة الآشورية في مجالات الهندسة والفنون، حيث قام سكانها ببناء قصور رائعة باستخدام الطين، بالإضافة إلى استخدام الزخارف والألوان الجميلة لتزيين هذه المعالم المعمارية.