ما هو الحديث الضعيف؟
تعددت التعريفات التي تشرح مفهوم الحديث الضعيف، وتباينت في العبارة بينما تشترك في المعنى، ومن بين هذه التعريفات ما يلي:
- تعريف الإمام ابن الصلاح:
“هو كل حديث يفتقر إلى صفات الحديث الصحيح أو الحسن.”
- تعريف الإمام ابن دقيق العيد:
“هو الحديث الذي يقل عن درجة الحسن.”
- وتوجد تعريفات أخرى، منها:
“هو الحديث الذي لا تتوفر فيه شروط القبول.”
تتنوع أنواع الحديث الضعيف نتيجة تعدد العوامل المسببة للضعف، فقد يكون الحديث ضعيفًا بسبب انقطاع السند، أو لضعف الرواة، أو بسبب علة تؤثر على الحجية، أو نتيجة لمخالفته لما هو أكثر صحة سواء من حيث العدد أو التوثيق.
حجية الحديث الضعيف
تعددت آراء العلماء حول رواية الحديث الضعيف واستخدامه، وتتمثل في النقاط التالية:
- جمهور العلماء يتفقون على جواز رواية الحديث الضعيف والعمل به، مع شروط معينة، وهي:
- ألا يكون ضعفه شديداً، وألا يكون قد روي عن كذابين أو مجروحين بشكل كبير.
- أن يتوافق هذا الحديث مع حديث صحيح في المعنى، وألا يتعارض مع ما هو أقوى منه.
- ألا يعتقد الراوي أن الحديث صحيح.
- أن يكون الحديث ضمن المواعظ، أو فضائل الأعمال والقصص، وليس في مسائل العقيدة أو الحلال والحرام.
- بعض العلماء يرون أنه يجوز رواية الحديث الضعيف والعمل به بشكل مطلق، ما لم يكن حديثاً موضوعًا عن كذاب، أو شديد الضعف، حتى في مسائل صفات الله -تعالى-، والحلال والحرام، أو في المواعظ، ما لم يوجد غيره، وهذا هو رأي الإمام أحمد وأبو داود.
- بينما توجد جماعة من العلماء، منهم ابن العربي المالكي، يرون أنه لا يجوز العمل بأي حديث ضعيف، سواء في الفضائل أو غيرها.
أقسام الحديث الضعيف
يمكن تقسيم الحديث الضعيف إلى عدة أقسام، تختلف فيما بينها وفقًا لدرجة الضعف، وهي:
- الحديث المرسل:
هو ما رواه التابعي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- دون ذكر اسم أحد من الصحابة، بمعنى أن الراوي يسقط الصحابي، ويقول التابعي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- الحديث المنقطع:
يُعرف بأنه الحديث الذي يسقط منه راوٍ واحد في السند، عدا إذا كان هذا الراوي صحابياً فسيكون مرسلاً، بينما يُسمى الحديث الذي يسقط منه غير الصحابي منقطعاً.
- الحديث المعضل:
هو الحديث الذي يسقط منه راويان أو أكثر، مثل أن يقول تابع التابعي: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مما يجعل السند معضلاً.
- الحديث المدلس:
يشير إلى الإيهام بوجود اتصال في السند، عندما يروي الراوي حديثاً لم يسمعه من راوٍ آخر ولكنه يوحي أنه سمعه، وهذا يتمثل في قول الراوي: عن فلان بدلاً من قوله: حدثني فلان.
- الحديث المعلل:
يتضمّن هذا النوع من الأحاديث ضعفًا خفيًا، لا يستطيع التعرف عليه إلا القلة من العلماء المتمرسين، ويحتاج إلى متخصصين لتحديده.
- الحديث المضطرب:
يحدث عندما يختلف الرواة في رواية معينة عن مُحدِّث معين، مما ينتج عنه اختلاف روايات الطلاب عنه، وقد يظهر الاضطراب في المتن أو السند.
- الحديث المقلوب:
هو عندما يُعكس السند بحيث يتم التلاعب في علاقة الراوي بالمشايخ، كأن يقول أحد الرواة: نافع عن مالك، مع أن الحقيقة هي أن مالك هو التلميذ ونافع هو الشيخ.
- الحديث الشاذ:
ينتج عن مخالفة الراوي الثقة لرواية غيره، الذي قد يكون أكثر معرفة أو توثيقا، ويُفضل أخذ رواية الأكثر عدداً.
- الحديث المنكر:
ينشأ من مخالفة الراوي غير الثقة لرواية راوٍ موثوق، مما يجعل حديثه منكراً.
- الحديث المتروك:
يُعتبر الحديث المتروك الذي يرويه راوٍ مُتهم بالكذب أو مُجروح في دينه، ويكون معرضاً للشك أو الخطأ.