سنناقش في هذا المقال حكم تزيين البيوت لاستقبال شهر رمضان. بلا شك، فإن حلول شهر رمضان يجلب فرحة كبيرة في قلوب المسلمين؛ إذ يعدّ شهر الخير والكرم، بالإضافة إلى ارتباطه بعدد من الذكريات الجميلة.
أصل زينة رمضان
- تعتبر زينة رمضان واحدة من مظاهر التعبير عن فرحة المسلمين بقدوم هذا الشهر العظيم.
- وهي عادة قديمة تُمارَس من قِبل المصريين، حيث يبدأ الناس بتزيين الشوارع قبل أسابيع قليلة من بداية الشهر.
- لا يقتصر الأمر على تعليق الزينة في المنازل والشوارع فقط، بل يقوم الناس بشراء الفوانيس للأطفال وكبار السن أيضاً.
للمزيد من المعلومات، يمكنك قراءة مقالنا عن:
حكم تزيين البيوت لاستقبال رمضان
- أما عن حكم تزيين البيوت لاستقبال رمضان، فقد أكد العلماء أنه أمر مباح.
- شريطة أن يؤمن الشخص بأن هذه الأفعال ليست من السُنة، حيث لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها.
- لكنها تندرج تحت العادات، والأصل في العادات الإباحة، ما لم تتعارض مع القرآن والسنة النبوية.
- علاوة على ذلك، فإن التعبير عن الفرح بقدوم هذا الشهر يعدّ من الأمور التي يُثاب عليها الإنسان، فقد كان النبي والصحابة يعبِّرون عن سعادتهم بقدوم رمضان.
- تجدر الإشارة إلى أنهم استخدموا وسائل مختلفة للتعبير عن فرحتهم، وذلك باختلاف الأزمنة والأماكن.
- كما أن تزيين البيوت بالمفروشات والأشياء المرتبطة بشهر رمضان يزيد من روحانيات هذا الشهر، مما يجعل الأجواء في البيت مميزة مقارنة ببقية أشهر السنة.
شروط زينة رمضان
بعد أن تناولنا حكم تزيين البيوت لاستقبال رمضان والذي يتمثل في الإباحة، علينا معرفة الشروط التي تنظم هذه الزينة:
- يجب أن يكون الشخص مؤمناً بأن هذه الزينة ليست عبادة ولا من الدين، وإنما هي عادات مباحة.
- كما ينبغي عدم الإسراف في شراء الزينة، وأن يتم مراعاة احتياجات الفقراء.
- يجب أن تكون الزينة خالية من آلات الموسيقى وأي محرمات، بالإضافة إلى الابتعاد عن الصور ذات الأرواح.
- كما يُفضل عدم تزيين المساجد بنفس هذه الزينة، وذلك حتى لا تُشغل المصلين عن صلواتهم.
حكم تزيين المساجد في رمضان
- وبشأن ذلك، ذكر العلماء أن المساجد هي بيوت الله تعالى، وهي من أفضل الأماكن على وجه الأرض.
- تم إنشاء المساجد لأداء شعائر الله من ذكر وصلاة وتعليم الناس أمور دينهم.
- وقد دعا الإسلام إلى الحفاظ على بيوت الله وطهارتها من الشائبات والأصنام.
- يحظر دفن الموتى داخلها أو بناء المساجد عليها، كما يُمنع تعليق الصور فيها.
- لم يُذكر في السنة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بتزيين المساجد أو إنارتها أو وضع الزهور فيها.
- وتبعه الخلفاء الراشدون في ذلك، ونحن ملزمون اتباع نهجهم.
- لذلك، لا يعدُّ تعليق الزينة في المساجد من الدين، على غرار ما يقوم به غير المسلمين في كنائسهم.
- كما أنه ليس للمسلمين شعار محدد، فالهلال والنجمة المنتشرة في زينة رمضان ليست من الإسلام في شيء.
لا تتردد في زيارة مقالنا عن:
حكم شراء فوانيس رمضان للأطفال
- قد يتساءل البعض، هل شراء الفوانيس محرم؟ وقد أجاب عدد من العلماء، من بينهم الإمام ابن باز رحمه الله.
- فقد أوضح أن لا يوجد مانع شرعي من شراء الفوانيس المضيئة تعبيراً عن الفرحة بشهر رمضان المبارك.
- لأنها لا تتضمن تشبهاً بغير المسلمين، وليس فيها ما يخالف الشريعة الإسلامية.
- ومع ذلك، قد تصبح محرمة في حال احتوت على موسيقى أو أغاني.
كيف يجب أن نستقبل رمضان؟
- هناك طرق متعددة لاستقبال شهر رمضان الكريم تتجاوز الزينة وشراء الفوانيس.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يستقبلون هذا الشهر بالاحتفالات والعادات الصالحة.
- يجب عند استقبال هذا الشهر السعيد أن ندعو الله أن يبلغنا رمضان ويتقبل منا، كما كان يفعل صحابة النبي.
- ثم نشكر الله على أن النعم علينا وبلغتنا إيّاه.
- المسارعة في إظهار الفرح بقدوم هذا الشهر الذي تُغفر فيه الذنوب من الأمور المستحسنة.
- عقد النيات الصادقة لصيام الشهر واستغلاله في الأعمال الصالحة التي تقرّبنا إلى الله.
- التثقيف حول أحكام الصيام ومواضيعه، إضافة إلى الدعوة إلى الله من خلال الأفعال والأقوال.
- تذكُر الفقراء والمحتاجين، وإنفاق الزكاة والصدقات لهم.
- السعي نحو التوبة الصادقة من الذنوب، ودخول رمضان بصفحة جديدة مع الله عز وجل.
يمكنك أيضاً معرفة المزيد عن:
حكم تعليق الشرائط الملونة واللمبات الكهربائية وفانوس رمضان في شهر رمضان
ذكر أهل العلم أنه لا مانع من تعليق الشرائط الملونة واللمبات وفانوس رمضان شرط عدم مرافقة ذلك محرمات مثل الموسيقى أو التبذير، كما قال الله عز وجل عن المبذرين: “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً.”
حكم تعليق الزينة والفوانيس في رمضان
إن الفرح بمجيء شهر رمضان وما يتبعه من تعليق الزينة والفوانيس هو أمر جائز شرعاً، وقد يكون مندوباً إذا كانت النية إيجابية، لكنه يتحول إلى تحريم إذا احتوى التعليق على محرمات مثل التبذير أو الإضرار بالآخرين.
تزيين المساجد جائز إلا في هذه الحالة
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن زخرفة المساجد وتزيينها جائز شرعاً، لأنها تعظم من منزلتها، كما ورد في قوله تعالى: “إنما يعمُرُ مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر”.
زخرفة المساجد وتجميلها تقليدٌ اعتاد عليه المسلمون على مر العصور، حيث أبدعوا في أساليب تزيينها.